سعيد يكشف عن مسار الاستحقاق الرئاسي

 

على مسافة أسابيع معدودة من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يستذكر النائب السابق الدكتور فارس سعيد، مرحلة العام 2004 والقرار 1559، لكنه يعتبر أن من يقرِّر شخصية رئيس الجمهورية في لبنان اليوم هو إيران، التي تختار من بين المسيحيين رئيساً يدين لها بالولاء، ويؤمّن مصالحها، حتى ولو كان على حساب مصلحة لبنان، وذلك كما كانت سوريا، وقبلها أبو عمار، ولو بتأثير أقلّ، أصحاب القرار في انتخاب رئيس الجمهورية.

وقال الدكتور سعيد ، إن الناخب الأول لرئاسة الجمهورية، اليوم في لبنان، ليس مسيحياً وليس مسلماً، مشيراً إلى أن القرار 1559 نصّ على ضرورة احترام المهل الدستورية، وانتخاب رئيس جديد، أي بعدم التمديد للرئيس إميل لحود، وعندها كان الرئيس السوري بشار الأسد، أمام خيارين، إمّا تنفيذ القرار الدولي أو التمديد للحود، إذ اعتبر أن تنفيذ القرار هو إشارة ضعف، ومخالفته تعني أنه اختار التصعيد، فقرّر التمديد للرئيس لحود، وبعد 6 أشهر أصبحت سوريا خارج لبنان.وبالتالي، وجد الدكتور سعيد، أن إيران أمام مفترق طرق في لبنان، وتضع اللبنانيين أمام خيار من إثنين، إمّا الفوضى وإمّا رئيس الجمهورية الذي تختاره، أي جبران باسيل أو سليمان فرنجية، وبالتالي، سينقسم اللبنانيون بين فريقين، الأول سيعتبر أن الفوضى أفضل من انتخاب باسيل أو فرنجية، وفريق يفضّل انتخاب مرشح إيران.

واستند الدكتور سعيد في مقاربته هذه، إلى أن إيران تقوم بعملية تفريغ للحياة السياسية في لبنان، بمعنى أنه لم تعد في لبنان اليوم إدارة تسمح بتأمين أبسط المعاملات الإدارية كالحصول على إخراج قيد أو جواز سفر، "وكأننا بتنا في سجنٍ كبير وقد تحوّلنا إلى أسرى". وأضاف، أنه بعد تفريغ الإدارة، تمّ تفريغ نتائج الإنتخابات النيابية، وحالياً يتمّ تفريغ الحكومة، ولاحقاً تفريغ رئاسة الجمهورية، ما سيُدخل لبنان حكماً باتجاه الفوضى، في منطقةٍ تنام على واقع وتستفيق على واقع جديد، وهو أمرٌ خطير جداً بالنسبة للبنان.

لكن الدكتور سعيد، أعرب عن أمله بانتخاب باسيل أو فرنجية لرئاسة للجمهورية، وأن يرتفع منسوب الإشتباك الإيراني - الأميركي، متوقّعاً أن يؤدي ذلك إلى الإنفراج في لبنان.

وفي موازاة ذلك، تمنى أيضاً، أن يكون لقوى المعارضة مرشح، متسائلاً "لماذا لا يقوم الدكتور سمير جعجع مثلاً بترشيح نفسه على قاعدة، مرشح ماروني لبناني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، في مواجهة المرشحَين الآخرين اللذين يضمنان بقاء إيران في لبنان، ويقدّمان مصلحتها على مصلحة لبنان؟ فالفريق الآخر يقرأ اللحظة الإقليمية واللحظة الدولية، بينما الفريق المعارض، عاجز عن توحيد صفوفه".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...