لقاء "رئاسيّ" في اللقلوق!


 يرزح التأليف الحكومي تحت ضغط الشروط المتبادلة والنكايات ونصب الفخاخ، تاركاً لبعض الأحداث أن تأخذ حيّزاً أكبر في دائرة الاهتمام والمتابعة يدخل في هذا الإطار لقاء الغداء الذي جَمَعَ النائب فريد هيكل الخازن، حليف سليمان فرنجية، بالنائب جبران باسيل في فيلا الأخير في اللقلوق.

يصبّ اللقاء، وفق مصادر ساهمت في الإعداد له منذ فترة، "في سياق تقريب وجهات النظر بين الطرفين في شأن الاستحقاق الرئاسي وملفّات أخرى، مع محاولة لإعادة الأمور إلى طبيعتها بين باسيل وفرنجية".

تصف المصادر العلاقة راهناً بين الرجلين بأنّها "ليست جيّدة وليست سيّئة"، مؤكّدة أنّ "خلاف فرنجية-باسيل عميق ومزمن، وهذه بداية حلحلته. والأهمّ لا نريد أن يكون ذلك على حساب القوى الأخرى، خصوصاً المسيحية، ويجب أن ينسحب سياق التفاهمات على الجميع".

وحيال ما يتردّد عن حصول اللقاء بإيعاز خارجي، تقول المصادر إنّ "التوافق الداخلي هو أمر أساسي، فحينئذٍ يصعب على أيّ طرف خارجي أن يتجاهله أو يقف بوجهه".

وفي مطلق الأحوال، يأتي لقاء باسيل-الخازن بعد مرحلة من الخلاف المستحكِم بين بعبدا وبنشعي استُخدمت خلالها كلّ الأسلحة الثقيلة بما فيها اتّهام الخازن لرئيس الجمهورية في آذار 2010 بـ"مصادرة 35 مليون دولار من المال العامّ"، قائلاً له: "صهرك حرامي". أمّا باسيل فلم يقصّر في مواجهة خصمه الشمالي.

رُصِدت نقطة التحوّل الأولى في العلاقة الثنائية من خلال الإفطار الرمضاني في نيسان الماضي الذي ضمّ فرنجية وباسيل بدعوة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وإن تراشق بعده الطرفان بـ"معلومة" من اختلى به نصرالله على انفراد قبل الإفطار أو بعده.

مع ذلك، تحدّث فرنجية بعد اللقاء "عن فتح صفحة جديدة، وإمكانية استتباع اللقاء باجتماعات تنسيقية" وشهد استحقاق 15 أيار "اعتكافاً" انتخابياً عن إشعال الجبهات، وصولاً إلى الاحتفال المشترك بالخرق "الاستراتيجي" للحليف المشترك وليم طوق في دائرة بشرّي بعدئذٍ مرّر باسيل رسالة إيجابية إلى فرنجية في خلال إحيائه "مهرجان الفوز" غداة الانتخابات النيابية، واصفاً فرنجية بـ"الأصيل على الرغم من اختلافنا معه"، في مقابل هجومه الساحق على القوات وبعض الحلفاء ثمّ تُرجم التقارب من خلال تصويت أعضاء التكتّل الوطني المستقلّ (الخازن وطوني فرنجية وطوق) لإلياس بو صعب المرشّح لنيابة رئاسة المجلس، إضافة إلى لقاء بنشعي بين فرنجية وبو صعب ويوسف سعادة.

ويتوقّع مطّلعون توسّع رقعة التقارب بين باسيل وفرنجية في المرحلة المقبلة.

لا طَبَق أهمّ من رئاسة الجمهورية في ظلّ معطيات تفرض نفسها، وأوّلها قناعة رئيس التيار الوطني الحرّ أنّ كلّ ما يمكن أن تبذله سوريا وحزب الله وإيران وقوى غربية وخليجية حليفة من جهود لإيصال سليمان فرنجية إلى بعبدا يمكن أن تُوظّف لكي تصبّ في مصلحته على الرغم من العقوبات الأميركية التي يرى باسيل أنّها سياسية و"تُرفع بالسياسة".

هذا يعني أنّ احتمال تخلّي باسيل عن فرصة الجلوس على كرسيّ بعبدا لرئيس تيار المردة ليس وارداً حتى الآن. هذا إذا افترضنا أصلاً أنّهما يتقدّمان وحدهما السباق الرئاسي، وهذا واقع غير صحيح.

اساس ميديا

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...