17 عاماً على تفجير الياس المر


 بين 12 تموز 2005 و12 تموز 2022 سبعة عشر عاماً من عمر وطن لم يعرف كيف يحافظ قادته على هويته ولا سيادته ولا جوهره ولا دوره بين اشقائه.

سبعة عشر عاماً مرت على محاولة اغتيال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر بتفجير سيارة مفخخة في موكبه في انطلياس، وقبل هذا التاريخ وبعده مرت سنوات على اغتيال قادة حلموا بوطن مستقل، بدولة حديثة تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار.

 

في هذه الذكرى أقول لدولة الرئيس الياس المر:

 

فجّرك من فجّرك لأنه رأى فيك مشاكساً صلباً لمشاريعه، ومدافعاً عنيداً عن مشروع الدولة والجيش.

 

وفي المقابل غسل بعض من كان في منزلة الاصدقاء أيديهم من دمائك ودماء سائر الشهداء اذعاناً لصفقات ومحاصصات ما دفع ثمنها الاّ البلد.

 

وهناك فريق ثالث، أغرقنا بشعارات السيادة والحرية ولم يألُ جهداً لتصفيتك سياسياً في كل مناسبة واستحقاق.

 

وفي الحالات الثلاث، خرجت منتصراً.

 

اولاً، عندما حاولوا الغاءك لاسكاتك، عُدت اليهم بجريدة "الجمهورية" لتكون صوت اللبنانيين الصارخ دفاعاً عن وطنهم وحريته وهويته وسيادته وتاريخه ودوره.

 

ثانياً، عندما ذهبوا الى التسويات، ذهبت أنت الى رئاسة مؤسسة الانتربول لتواصل ما بدأته في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة على مستوى 194 دولة أعضاء في الانتربول.

 

ثالثاً، عندما حاولوا الغاءك والغاء بيت المر سياسياً، ربحت معركة "أبو الياس" الاكبر سناً في المجلس النيابي في العام 2018، كما ربحت معركة نجلك ميشال المر الاصغر سناً في المجلس النيابي في العام 2022، لتفوز بثقة الناس مجدداً وتبقى الى جانبهم وفي خدمتهم.

 

لبنان اليوم يتعرض بدوره للاغتيال والتفجير. هدموا الدولة، فتّتوا مؤسساتها، جوّعوا بناتها وابناءها، هدروا خيرات البلد وثرواته، نسفوا النظام المالي والاقتصادي الحر، دمروا القطاع المصرفي، نهبوا أموال اللبنانيين واذلوهم، عم الفقر والعوز، عزلوا لبنان عن اشقائه العرب، انتشرت الفوضى وأنعدمت المحاسبة، وما بقي غير الشعارات البراقة.

 

البلد انهار وما زال البعض يتسابق على الكراسي والمناصب بلا رؤية ولا خطة، بلا كرامة، ولا احساس بوجع الناس.

 

كان همّك يا دولة الرئيس أن تؤمن المساعدات العسكرية النوعية للجيش، فوضعت أسس المساعدات الاميركية التي ناهزت المليار دولار للبنان، وما زلنا نتذكر يوم استقبلت الرئيس جو بايدن عندما كان نائباً للرئيس، مع دفعة من المساعدات العسكرية في مطار بيروت.

 

وأتيت بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنح هبة للجيش اللبناني مؤلفة من عشر طائرات مقاتلة من طراز سوخوي بلا شروط ولا قيود.

 

أما اليوم فقد أصبح الضابط والجندي ينتظران المساعدات المعيشية لأن رواتب العسكريين لم تعد تكفي لشراء البنزين للوصول الى مراكز خدماتهم.

 

رافقتك يا دولة الرئيس الى البيت الابيض والكرملين وغيرهما من مراكز القرار العالمية والعربية، حيث أُطلقت لك 21 طلقة مدفعية في واشنطن، وأُقيمت لك التشريفات والعروض العسكرية في باحة الكرملين. اليوم نكاد لا نرى مسؤولاً لبنانياً تفتح له أبواب عواصم القرار، بل بالعكس، نشهد استهزاء باداء بعضهم ونرجسيتهم وانفصالهم عن الواقع.

 

أين كان لبنان والى أي جهنم أوصلوه؟

 

قد يرى البعض في كلامي مغالاة أو محاباة، وقد يرى من يعرفك ويحبك انه فاتني أكثر مما ذكرت، لكن أحداً لا يمكنه أن ينكر هذه الوقائع وهذه الحقائق.

 

كان لنا وطن ورجال ما بخلوا بدمائهم في سبيل عزته، والوطن الذي يرتوي بدماء شهدائه مهما غالبته الازمات لا يفنى ولا يموت.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...