وجود "حزب الله" ليس لمحاربة إسرائيل... إنما!

 

إذا كانت جبهة المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية قد فُتحت مجدداً، فإن جبهةً موازية قد بدأت تظهر ملامحها جنوباً في المنطقة المتنازَع عليها جنوب الخطّ 29 البحري، حيث تستعد السفينة "إنرجين باور" للعمل لصالح إسرائيل في حقل "كاريش".

 وبينما يتصاعد التوتر في الكواليس الديبلوماسية والسياسية، يستعد "حزب الله"، الذي ينتظر قرار الدولة الرسمي، للدخول على خطّ أزمة الترسيم من دون أن تتبلور صورة وطبيعة هذا التدخل.

وبانتظار أن يحدّد لبنان الرسمي موقفه من الخطّ المعتمد كأساس للتفاوض من أجل تحديد ما إذا كانت إسرائيل اخترقت السيادة اللبنانية جنوباً، يؤكد النائب السابق أنطوان زهرا، أن المطلوب من كل اللبنانيين، وليس فقط "حزب الله"، الوقوف وراء قرار الدولة اللبنانية التي تعتبر حتى الآن الخط 23 خطاً للتفاوض. ويوضح زهرا ، أن الخطّ 29 تمّ اقتراحه من قبل الوفد العسكري المفاوض نتيجة دراسات يعتبرون أنها علمية ومدعومة بوثائق، ولكن الدولة، حكومةً ورئاسة جمهورية، لم تتبنَّ الخطّ 29 بشكل نهائي.ويلاحظ النائب السابق زهرا، أن كل القوى السياسية، دخلت في لعبة المزايدات التي لا تفيد المصلحة العامة، ولا حقوق اللبنانيين في الثروة البحرية، علماً أن القرار هو لدى الحكومة التي تستعين بالجهات المتخصّصة لاتخاذ الرأي الصائب.

وعن أوجه التشابه بين مزارع شبعا المحتلة، و"مزارع شبعا البحرية" المحتلة أيضاً، يذكّر زهرا، أنه منذ سنوات قيل أن مزارع شبعا لبنانية، ولكن إثبات ذلك يتطلّب اتفاقاً لبنانياً ـ سورياً على الخطوط الحدودية من أجل تحديد هوية المزارع، فإذا كانت لبنانيةـ من الممكن استرجاعها عبر تنفيذ القرار 425، وإذا كانت سورية فليس من حجّة للبنان فيها، ولكن مزارع شبعا قد اختُرعت أساساً بالتفاهم بين سوريا وإيران حفاظاً على سلاح "حزب الله"، وهذه واقعة معروفة، وحتى الرئيس السوري بشار الأسد، تحدث عنها وقال: اليوم مزارع شبعا ولاحقاً نجد حجّةً أخرى كي يبقي الحزب على سلاحه.

ويتابع زهرا، أنه، ومنذ سنوات أيضاً، تحدث السيد حسن نصرالله عن قرار الدفاع عن المنطقة الإقتصادية وثروات لبنان المائية، ومن دون أن تطلب منه الدولة أو الشعب ذلك، خصوصاً وأنه لم يكن من تهديد في ذلك الوقت بسبب المفاوضات القائمة وعدم حسم مسألة ترسيم الحدود البحرية، ولذا، المطلوب من الدولة أن تحدّد ما تريده وتستكمل المفاوضات ما دامت اعتمدت الأمم المتحدة وواشنطن كوسيطين، وأي كلام آخر هو ضجة وعجقة من دون مبرّر، ومن المؤكد أن الحزب لن يتأخر عن إيجاد الحجّة للإبقاء على سلاحه، علماً أن كل هذه الحجج واهية لخدمة مشروعه بالهيمنة على الدولة بكل مؤسّساتها ومكوّناتها.

ورداً على سؤال عن الجهة التي ستحمي الثروة الوطنية، يقول زهرا، أن لا ثقة كبيرة بالدولة، ولكنها لن تتمكن من التهرّب من تحمّل المسؤولية الوطنية في الدفاع عن حقوق اللبنانيين.
وعن موقف "حزب الله" الذي أعلن أنه يتابع الملف وينتظر الموقف الرسمي، يرى زهرا، أن موقفهم هذا هو إحراج للدولة ولا يصبّ في مصلحتها، فالحزب يعلن موقفاً بعكس المضمون، ويريد إحراج المؤسّسات الدستورية كلها، كما الأجهزة الأمنية، إذ أنه يطلب منهم أن يقوموا بواجباتهم لكي يتصرّف على هذا الأساس، مع العلم أن المؤسّسات الرسمية والقوى الأمنية هي المسؤولة عن الدفاع عن السيادة في البرّ أو في البحر.

ولم يتوقع زهرا حصول أي مواجهة في الجنوب، مشيراً إلى أنه، ومنذ فترة طويلة، يتحاشى "حزب الله" استفزاز إسرائيل، خصوصاً وأن هدف وجوده في لبنان ليس محاربة إسرائيل، بل تعزيز هيمنة إيران على المنطقة، معتبراً أن الحزب، وبعد 7 أيار، عندما أعلن أن السلاح يستخدم لحماية السلاح، لم يعد بحاجة لأية حجّة كالأرض المحتلة من العدو الإسرائيلي، وبالتالي، لم يعد مضطرّاً لاعتماد أي ذريعة "كمزارع شبعا" بحرية، خصوصاً بعدما تحلّى الحزب بجرأة الإعلان بأن مشروعه استراتيجي على مستوى العالم الإسلامي والشرق الأوسط، ولا ينتظر أي مبرّر لوجود سلاحه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...