جنبلاط يحرم "حزب الله" من التفرّد بأهمّ "ورقة سياسية"


 عند كلّ إستحقاق، يخطف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الأضواء، بمواقف تجعله حديث الصالونات السياسية منها والشعبية قلائلٌ هم من ينجحون في فهمه وقراءة ما بين سطوره فبين انتخابه للرئيس نبيه برّي في جلسة الثلاثاء الماضي، وبين دعوته القوى السيادية للتكاتف بوجه فريق 8 آذار، لا بدّ من معرفة الدور الذي يريده جنبلاط لكتلته النيابية في قادم الإستحقاقات.

من المعروف أن دور كتلة نواب الإشتراكي تراجعت بعد التسوية الرئاسية "بيضة 2016. قبل ذلك، كانت كتلته تلعب دور"بيضة القبّان" بين الأفرقاء، أي بين 8 و14 آذار. وبعد انتخابات 2022، قد يعود هذا الدور نوعاً ما، لكن هذا يعتمد على طريقة عمل مجموعة النواب التغييريين الـ 13، وكيف سيمارسون دورهم، وكيف ستكون مواقفهم داخل مجلس النواب أو عند تشكيل الحكومة لا شكّ أن هذا منوطٌ بمدى تكتّلهم في ما بينهم ووحدتهم وتوافقهم حول برنامج سياسي واحد وطريقة عمل مشتركة وقواسم مشتركة، إزاء قضايا أساسية لا سيّما عندما يتعلق الأمر إمّا بانتخابات رئيس الجمهورية أو بتشكيل حكومة أو بتسمية رئيس جديد للحكومة من المبكر تحديد موقع كتلة النائب السابق وليد جنبلاط، لأن مجلس النواب مشرذم، والأمر لم يعد كما كان قبل العام 2016، من خلال كتلتين كبيرتين تنقسمان داخل مجلس النواب. لذلك سيكون من الصعب على جنبلاط أن يلعب دور "بيضة القبّان"، لكنه سيلعب دوراً أكبر من الدور الذي لعبه بعد 2016 ولا سيّما بعد انتخابات العام 2018.

ربح جنبلاط إنتخابات العام 2022 في وجه محاولات تحجيمه ومحاصرته، لكنه لم يستعد دوره التاريخي الذي لعبه بين عامي 2011 بعد الإنقلاب على الرئيس سعد الحريري، و2016 بعد انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية. لكنه خرج رابحاً من استحقاق أيار الماضي، أقلّه، أنه حافظ على كتلة نيابية وازنة، وتمكّن من إلحاق الهزيمة بخصومه في الإنتخابات، ومنع أي اختراق في التمثيل النيابي الدرزي من قبل عدد من حلفاء "حزب الله" والنظام السوري.

أبرز ما حصده بيك المختارة، هو استحواذه على الأكثرية الدرزية التي ستجعله متحكّماً بالميثاقية، على غرار الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل"، خصوصاً اذا لم يشارك النواب التغييريون في الحكومة عبر تسمية وزيرٍ درزي، وهذا أمر مرجّح جداً. ومن جهة أخرى، وحيث أن الأكثريات تحددها المواضيع المطروحة، سوف يحاول أن يأخذ أقصى ما يستطيع من مطالب في مقابل كلّ مرة يكون تصويته حاسماً لفريق على حساب آخر.

لكن المعطيات تشير إلى أن جنبلاط سيعود إلى خطاب التهدئة خصوصاً مع "حزب الله" الذي يعدّ الرابح الأكبر، كونه إستطاع أن يولف بين حليفيه اللدودين "التيّار الوطني الحر" وحركة "أمل"، لتقطيع الأمور الأساسية، وهذا ما شاهدناه في الجلسة الأولى لمجلس النواب، لذلك ستكون مهمة جنبلاط صعبة سياسياً، لأن الوضع القائم سحب من يده القدرة على المناورة والقدرة على الربط بين المواقف المتناقضة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...