إسرائيل تعدّ العدة للحرب!


 تناقلت وسائل إعلامٍ إسرائيلية أخباراً منذ أيام، بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، اتفقا على حلّ الكنيست وتعيين الأخير رئيساً للوزراء، ووفق هذا الإتفاق سيتم طرح قانون حلّ الكنيست، وتقديم موعد الإنتخابات الإسرائيلية.

ووسط هذا الفراغ الذي يمكن أن يتسبّب به حلّ الكنيست، ماذا ينتظر لبنان الموعود بالجواب " الهوكشتايني" الأسبوع المقبل، في ظلّ تهديدات مستمرة يطلقها قادة إسرائيل بوتيرة مكثّفة في الآونة الأخيرة.آخر التهديدات كانت في تغريدات نارية لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، باجتياح لبنان، قائلاّ، إنه إذا طُلب من جيش بلاده تنفيذ عملية عسكرية هناك، فستكون "قوية ودقيقة"، وسيدفع "حزب الله" خلالها "ثمناً باهظاً".

وهذه التغريدات تزامنت مع ذكرى مرور 40 عاماً على حرب لبنان الأولى عام 1982 المعروفة في إسرائيل بـ "عملية سلام الجليل".

وقال غانتس: "إذا طُلب منا القيام بعمليةٍ في لبنان، فستكون قوية ودقيقة. وستفرض ثمناً باهظاً على حزب الله، ودولة لبنان".

وأضاف: "في مواجهة أي تهديد لمواطني إسرائيل، لن تكون بنية تحتية تستخدم لإلحاق الأذى بنا محصّنة". وأكد أنه خلال عملية عسكرية محتملة، ستتلقى الجبهة الداخلية الإسرائيلية صواريخ من "حزب الله"، وقال إن "هناك استعدادات لهذا السيناريو بما في ذلك من خلال حماية وتعزيز الصلة بين الجيش ورؤساء السلطات والسكان".

وهدّد غانتس لبنان قائلاً: "نحن جاهزون للمعركة، وإذا لزم الأمر سنسير مرةً أخرى إلى بيروت وصيدا وصور".

ولكن الخوف يبقى من أن يمنح الفراغ في إسرائيل، المؤسّسة العسكرية هناك، صلاحيات واسعة قد تؤدي إلى توترات مع الجانب اللبناني، لا سيّما أن كلام غانتس مرتفع السقف يحمل دلالات واضحة إلى جهوزية إسرائيل لخوض هذه الحرب.

فهو يتحدّث بإسم "العسكر"، وليس بإسم وزير في الحكومة الإسرائيلية، ممّا يؤكد أن ترك الأمور للمؤسّسة العسكرية في إسرائيل أنها لن تتردّد في خوض غمار الحرب دون النظر إلى التداعيات على الداخل الإسرائيلي، الذي لا يبدو أنه يدخل في الحسابات العسكرية، عكس الحسابات السياسية الإسرائيلية التي تضع في حساباتها دائماً حجم الأضرار الناتجة عن أي حرب مع لبنان.

ولكن ما هي الشرارة التي يمكن أن يستغلّها الجيش الإسرائيلي ليشنّ هجومه؟ بالطبع ستكون الضربة الإسرائيلية مرتبطة بموضوع ترسيم الحدود البحرية، مع إصرار إسرائيل على البدء بالتنقيب قبل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود، مما قد يُخرج الأمور عن السيطرة، لا سيّما في ظلّ الكلام الصريح للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، بمنع إسرائيل من التنقيب في المناطق المتنازع عليها، فهل تبدأ إسرائيل بالتنقيب لتعطي "حزب الله" الحجّة لضرب سفن التنقيب واندلاع حرب يبدو أن إسرائيل تعدّ العدّة لأجلها؟

لكن هل تخاطر إسرائيل التي صرفت الملايين على تهيئة البنية لبدء التنقيب بهذا الإنجاز؟ يؤكد العميد المتقاعد هشام جابر أن وجود العسكر في السلطة في إسرائيل في حال حصوله، لن يكون له تأثير في قرار الحرب، فرغم سيناريو الحرب الحاضر دائماً في ذهن قادته، إلاّ أن إسرائيل وقادتها العسكريين لا يجرؤون على الحرب .

واعتبر أن تهديدات غانتس في ذكرى حرب لبنان الأولى، هي لرفع معنويات الجيش، وهي ليست المرة الأولى، ولكن غانتس العسكري يعلم تماماً ما يعني وجود سلاح لدى "حزب الله" قد يدمّر المنصّات والسفن الإسرائيلية في حقول التنقيب، وهو ما يعني العودة سنوات إلى الوراء، لا سيّما مع أزمة غاز عالمية تسبّبت بها الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وما يعنيه استجرار الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، والذي لن تسمح إسرائيل بتهديده وكذلك الدول الغربية، لذلك، لن تجرؤ إسرائيل على حماقة كهذه.

لكن يهمّ إسرائيل دائماً، إستدراج "حزب الله" للحرب، ولكن هذه المرة لديها حسابات دقيقة إن على مستوى الحكومات أو المؤسّسة العسكرية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...