انتهت المناورات العسكرية الإسرائيلية، إلا أن الترقب جنوباً لا يزال هو السائد والطاغي. حزب الله في حالة جهوزية وترقب لا بد للعين أن تبقى مفتوحة لأسبوعين بالحدّ الأدنى. أسبوعان سيكون منسوب الحساسية الأمنية مرتفعاً جداً خلالهما خصوصاً في ضوء التهديدات التي رفعها أمين عام الحزب، السيد حسن نصرالله، بوجه الإسرائليين والأميركيين من خلفهم، حول بدء عمليات الحفر في حقل كاريش وهو ما يعتبره لبنان منطقة متنازع عليها. المعادلة المرفوعة لبنانياً، ومن قبل حزب الله بالتحديد، هي تحريم الحفر لدى الإسرائيليين طالما أنه لم يتم الوصول إلى اتفاق مع لبنان.
لا يزال الموقف اللبناني ضائعاً ما بين الخطّ 23 أو الخط 29. هناك انقسام داخلي ما بين الخطّين، وفي هذا السياق قال رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين: "كل ما يدور من طروحات حول ترسيم الحدود هو لصالح اسرائيل" وأضاف: "الخط 23 هو صناعة اسرائيلية تبناها لبنان أما الخط 29 فهو قانوني، ويجب الانطلاق منه للتفاوض" وهذا الموقف هو الأعلى بين كل المواقف في هذه المرحلة، ويؤشر إلى رفض لبناني كامل للتنازل عن الخط 29، فيما كان نصرالله سابقاً قد أعلن أنه يجب على لبنان المطالبة والتمسك بأكبر مساحة ممكن تحصيلها. وهو موقف فُهم منه بأنه تأييد للخط 29. ولا يمكن هنا فصل موقف اللواء عباس ابراهيم العائد من واشنطن، والذي أشار فيه إلى أن المساحة المائية ضمن الخط 29 تعتبر متنازع عليها.
لا مؤشرات حتى الآن حول قرب التوصل إلى حلّ لعملية الترسيم. وثمة من يعتبر أنها قد تتأجل إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية لكن تأجيل البت بالوصول إلى اتفاق أو تفاهم، لا يعني بالضرورة تأجيل حصول أي تطورات سلبية في تلك المنطقة، خصوصاً أن مواقف حزب الله واضحة بمنع الإسرائيليين من التنقيب في مناطق يعتبرها لبنان متنازع عليها. وهنا أيضاً ثمة التقاء في المواقف بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، لا سيما أن جبران باسيل رفع معادلة قانا مقابل كاريش، ولا تنقيب في كاريش قبل التنقيب في قانا.
استخدام القوة؟
منير الربيع - المدن