السلاح نذير الفوضى والبلطجة... فمن يضبط "زعران" الشوارع؟


 يتأرجح الوضع الامني في لبنان منذ اندلاع الازمة على حافة الهاوية بين تظاهرات خجولة، قطع طرقات، توترات وصدامات مسلحة في الشارع على خلفيات شخصية واثر خلافات عائلية، لكن اللافت انه ولدى وقوع اي حادث فردي او جماعي يظهر السلاح بين أيدي المواطنين الى العلن، ويستخدم في المواجهات ليفتك بالارواح فيقع أحيانا ضحايا عابرون وآخرون على صلة بالاشكال.

حسين محمد رمال وأسامة قبيسي سقطا أول أمس، خلال اشكال في بلدة الدوير، اثر خلاف بين جارين لن يكونا اخر ضحايا الاشكالات، حيث تتكرر حوادث اطلاق النار من اسلحة حربية والاعدام بدم بارد لاسباب لا تستدعي القتل، وهي (اي الاسلحة) وإن كانت متوفّرة منذ زمن بعيد بين أيدي العامة وفي البيوت، إلّا انها لم تكن تستعمل على هذا النحو من الاستسهال والعلنية، مع انتشار حفنة من "الزعران" يمارسون "البلطجة" و "السلبطة" ويشهرون أسلحتهم غير آبهين، بما يرجع بالذاكرة الى قبيل اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية وتفشي السلاح بشكل ظاهر.

من جهة اخرى، فإن فرضيات اندلاع الفوضى و"التبشير" بها، قائمة باستمرار منها تحريك الشارع لاغراض سياسية، وهذا الامر تدعمه عوامل شتى، منها تراجع الوضع المعيشي واستشراء الفقر والعوز وتحوّل السرقة والنهب سبيلا للعيش لدى بعض الخارجين عن القانون، وتخبط الوضع السياسي وشدّ العصب الطائفي والمذهبي، واستشراس الاحزاب في معاركها الوجودية وانسداد الافق امام اي حلول في المدى القريب.

مصدر أمني اكد لـ "ليبانون فايلز" الى ان اشكال الدوير وغيره من الحوادث المتنقلة التي شهدناها على مدى السنوات الثلات الماضية ومنها اشكالي خلدة والطيونة، يعكس توترا في الوضع العام، والرهان الوحيد خلال هذه المرحلة هو بالتعويل على المؤسسة العسكرية في ضبط الامور وامساك الشارع الذي يغلي على وقع التأزم الحاصل على جميع المستويات".

ورأى المصدر عينه ان تفاقم الانهيارات والغلاء المستمر وتراجع الدولة عن تقديم العديد من الخدمات، وجه اخر للازمة فأضحى المواطن رهينة ضغوطات اجتماعية، تحتّم عليه التأقلم مع الوضع المستجد بشتى السبل، في حين يسود منطق الغاب والدفاع عن النفس مع الشعور بالغبن والظلم في الحصول على ادنى مقومات العيش، فالعراك على افضلية مرور في الطريق او خلال الانتظار في طوابير البنزين والخبز، يدفع الى رد فعل عنفي نتيجة الشعور بالغضب والنقمة مما آلت اليه الامور"وخلص المصدرالى اعتبار ان "السيطرة على بؤر تعتبر مصدرا للتوتر وانفلات السلاح في بعض الاحياء التي تقبض عليها العصابات والمداهمات في مناطق تصنيع المخدرات يشكل الاساس في اعادة التوازن الامني".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...