هذا ما يجمع بين جعجع وميقاتي… خفايا وهدايا!


 يبدو أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، يهوى البقاء في مركب المعارضة تجنباً أو خوفاً من أمواج المشاركة في الحياة السياسية عبر اتخاذ القرارات الهامة في استحقاقٍ حكومي، هو الأهمّ في تاريخ لبنان الحديث. فضّل جعجع التفرج من بعيد على سقوط البلاد رغم شعار "نحن فينا" ليتبيّن أنه حقًا شعار لا يمتّ إلى الواقع بصلة.

من المستغرب خروج "القوات اللبنانية" أو تكتل "الجمهورية القوية" الذي يضم 19 نائبًا بقرار عدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة. "القوات" التي تعتبر نفسها "بوصلة" في الحياة السياسية لم يعجبها، ولو سنّي واحد من أصل ملايين لتدعمه أو تسمّيه، بل حصرت نفسها بين مرشّح المنظومة نجيب ميقاتي ومرشّح "القدر" نواف سلام لم تكفِ الحجج التي أطلقها جعجع يوم أمس في مؤتمره الصحفي للإقتناع بما سارت به "القوات" ذريعة وجود الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا باتت مادة "مستهلكة" لا تعني اللبنانيين الجائعين والمنهوبين والباحثين عن قوارب الهجرة غير الشرعية، ما يعنيهم هو إيجاد طاقة أمل للصمود والبقاء.

وفي هذا الإطار، تقول مصادر سياسية: "وها قد فعلها جعجع مجدداً وتكراراً للمرة الثانية في غضون أسبوعين ليثبت شعاره الشهير قولاً وفعلاً "نحنا بدنا ونحنا فينا"، نحمي أركان المنظومة القابضة على البلاد والعباد، وبعدما أهدت "الجمهورية القوية"، للرئيس نبيه برّي، فوزه الميمون من الدورة الأولى للتربّع على عرش رئاسة المجلس النيابي بصوت واحد. ها هو جعجع يهندس ويؤسس لتأمين فوز ميقاتي بالتكليف وذلك من خلال الموقف المريب والملتبس ل"الجمهورية القوية" بعدم اختيار لا ميقاتي ولا نواف سلام، وهو في الواقع والحقيقة إختيار حاسم لفوز ميقاتي، كيف؟".

تضيف المصادر، "الجواب واضح بقدر انكشاف سقوط شعارات الحملة الإعلانية القواتية، فالقوات، التي تفاخرت بتسمية نواف سلام في استشارات التكليف عام 2020 والتي تألّقت في مدح مزاياه السيادية على لسان النائب جورج عدوان من القصر الجمهوري، أعلنت اليوم على لسان جعجع أن قرارها عدم تسمية سلام يعود إلى عدم معرفتها بالرجل مباشرة، والقوات لم تعد تريد سلام رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة، يوم باتت حظوظ الرجل أكثر من جدية لاقتحام السراي الحكومي، خصوصًا بعد إعلان كتلة اللقاء الديمقراطي قرارها دعم تكليفه، إلى جانب الكتائب وميشال معوض وغيرهم".

وتعتبر المصادر نفسها، أن "مواقف القوات باتت تستحق العناية الفائقة في التحليل والدرس تمامًا كما حالة الإرباك التي تتخبّط بها قوى التغيير، وإذا كان ما بين ميقاتي والقوات الكثير الكثير من الخفايا والخبايا وتبادل الهدايا السياسية، فإن ما بين القوى السيادية والتغييرية نفسها حالة عقمٍ عسير في بلورة مواقف سيادية أو تغييرية إذا رصدتها ، تكاد تدرك يقيناً أن لا سياديين ولا تغييريين ولا من يسألون عن معاناة شعب غارق في مصائبه".

من جانبها، تقول مصادر "التيار الوطني الحر" تعليقًا على تصريح جعجع حول عدم إمكانية العمل في ظلّ وجود الرئيس عون في قصر بعبدا، "كعادته مارس جعجع الهروب إلى الأمام وكعادته يواجه الجنرال في الخطوط الأمامية، الإستشارات حاصلة وستنتهي بتسمية رئيس مكلّف لتشكيل الحكومة".

وتلفت إلى أن "جعجع يعشق سياسة الهروب لأنه لا يملك أي مشروع ولا برنامج ولا رؤية، السلطة هي هدف بحد ذاته بالنسبة إليه وليست وسيلة لإحداث التغيير في المجتمع والدولة"، كاشفة أن "جعجع متفق مع ميقاتي وقد يدخل الحكومة اذا تشكّلت، لكنه يرتاح في المعارضة لأنه غير منتج، متخصص بكثرة الكلام وقلة العمل ومراقبة الآخرين".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...