الإستشارات... المشهد مشرذم وينذر بمفاجأة يوم الخميس

في الوقت الذي تستعد فيه الكتل النيابية وعبر اجتماعات مغلقة لاختيار مرشحها إلى رئاسة الحكومة، قبل أن تتوجه إلى قصر بعبدا يوم الخميس المقبل، للإشتراك في الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، أكثر من سيناريو يرتسم في الأفق حول ما ستحمله هذه الإستشارات من نتائج، خصوصاً في ظلّ الغموض في الخيارات.

لكن الثابت في هذا المجال كما يلاحظ الكاتب والمحلل السياسي نبيل بومنصف، أن مشهد الإستشارات ضبابي ومن الصعب التكهن باختيارات الكتل أو توافقها على مرشح معين لتشكيل الحكومة. ويكشف بومنصف ل"ليبانون ديبايت" عن انقلاب في هذا المشهد قد حصل في الساعات ال24 الماضية، بعدما بات واضحاً أن ما من القوى السياسية لم تتفق على مرشح واحد من جهة، وأن عودة الرئيس نجيب ميقاتي إلى رئاسة الحكومة مجدداً لم تعد محسومة من جهة أخرى.ولذا يتوقع بومنصف أن تكون الساحة السياسية أمام تجربة لم تشهد مثلها في التكليف، في ضوء شرذمة على أكثر من صعيد، سواء بسبب الإنتخابات النيابية الاخيرة أو بسبب الواقع السني بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي أو سواء بسبب أنها ستكون الحكومة الأخيرة في عهد الرئيس ميشال عون. وبالتالي ولهذه الأسباب الثلاثة، فإن مشهد الإستحقاق الحكومي "مجهول"، ومن الصعب الجزم بنتائج الإستشارات، إلاّ إذا حصلت مفاجأة، وفق بومنصف، بين عدد كبير من النواب على مرشح واحد أكان تغييرياً أو تقليدياً، من خارج المجلس النيابي أو من داخله.

ويؤكد أن الصورة لن تتبلور قبل مساء الإربعاء المقبل أو حتى صباح الخميس، حيث أن التسريبات كثيرة وكلما اجتمع نائبان أو ثلاثة يسرّبون إسم مرشح جديد، وهذا يدل على عدم جدية في التعامل مع الإستحقاق، بينما كتلٌ قليلة تعمل بجدية وتسعة إلى التوافق ويشير إلى ازدواجية لدى نواب"التغيير" في التعاطي مع أطراف سياسية، إذ أنهم عاجزون عن التفاهم مع كل الأطراف تحت عنوان "كلن يعني كلن"، لكنهم بالمقابل ينسّقون مع قوى معينة، حتى أنهم عجزوا عن التوافق في ما بينهم ولن يشاركوا في الإستشارات مجتمعين.

ويتحدث بومنصف عن حالة من الضياع لدى أكثر من جهة سياسية، خصوصاً بعدما بدأت قوى بارزة تتجه إلى تغيير موقفها من ترشيح الرئيس ميقاتي، كما هو الواقع بالنسبة للحزب التقدمي الإشتراكي، الذي ينسّق مع "القوات اللبنانية" في التسمية كما بالنسبة للمشاركة في الحكومة ويشدد بالتالي على أن المشهد مشرذم وينذر بمفاجأة يوم الخميس، وذلك خلافاً لما كان عليه في انتخابات نيابة رئاسة المجلس واللجان.

وعن أسباب هذا التباين، يوضح بومنصف، أن لكل فريق أجندة سياسية خاصة به، وما من تماسك لدى الأكثرية الجديدة، وللمرة الأولى، ما من تماسك لدى فريق 8آذار أو لدى فريق المعارضين والمستقلين والتغييريين، علماً أن هذا التعدد يأتي في السياق الديمقراطي الإيجابي. ولكن من الناحية السياسية، فإن الوضع خطير والناس تنتظر الإصلاحات ولا تملك الوقت للمناورات والتجاذبات السياسية، بينما اليوم يجري الحديث عن حكومة إنتقالية، إذ في حال لم تحصل انتخابات رئاسة الجمهورية، ستنتقل صلاحيات الرئاسة إليها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...