تباعد رهيب بين الصرح البطريركي والبرلمان... هذه اسبابه!


 يبدو أن العظة الأخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والتي حمل فيها بشدّة على القوى السياسية، قد أتت خلاصة خيبة أمل كبيرة باتت تُسجّل في بكركي جراء الأزمات والإنهيار على كل المستويات، من دون أي تحرّك أو معالجة، أو حتى تحمّل للمسؤولية.

وفي هذا السياق، كشف مصدر مسيحي قريب من بكركي، لـ "ليبانون ديبايت"، عن تباعد يكاد يكون رهيباً ما بين الصرح البطريركي وما بين المجلس النيابي الجديد بشكل عام، حيث أن البطريرك الراعي لم يقبض هذا المجلس بشكل جدّي، ولا يأمل منه خيراً، في ضوء الأسابيع القليلة الماضية، حيث لم يظهر أي دليل على إمكان حصول التغيير الذي اقترع له اللبنانيون على امتداد الأراضي اللبنانية. ووفق هذا المصدر، فإن البطريرك الراعي، لم يعد يثق بأي قيادة على الساحة الداخلية سواء كانت سياسية أو حزبية أو تيارات، أو حتى من الثورة، إذ أنه أصيب بخيبة أمل مما آلت إليه الأمور، ومن الإنهيار الحاصل على كل المستويات، بحيث بات الشعب في وادٍ، والسلطة في وادٍ آخر.فالمعادلة السياسية الداخلية باتت في حالة من المراوحة، حتى ولو تم تشكيل حكومة جديدة، لأن البلد سيستمرّ يعاني من الأزمات، بحيث بات لبنان يعيش ستاتيكو ما قبل رئاسة الجمهورية، وبالتالي، يؤكد المصدر، بأن الإنتخابات الرئاسية ستحصل في موعدها الدستوري، وليس قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، مشدّداً، على أن الفاتيكان يتابع ويسهر على الوضع اللبناني، وهو على تواصل شبه يومي مع الكنيسة المسيحية في لبنان، إنطلاقاً من اهتمام الكرسي الرسولي بالوجود المسيحي في لبنان، وفي ما تبقى من المسيحيين في الشرق الأوسط، حيث أن الفاتيكان يريد التعايش المسيحي ـ المسلم، ويصرّ عليه، ويعارض كل ما يحكى عن تقسيم أو فيديرالية.

وفي هذا المجال، يشير المصدر المسيحي، إلى أن الإنتخابات الرئاسية ستشكّل محطة لمرحلة جديدة، ومن بعدها ستكون تركيبة سياسية جديدة، تواكب التطورات الإقليمية، وملف الغاز في البحر اللبناني، واعتبر أن المجلس النيابي، أمام استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية المقبل في الموعد الدستوري، وليس قبله، لأن رئيس الجمهورية لن يوافق على تعديل يسمح بتقريب موعد الإنتخابات الرئاسية. وهذا الواقع، ينسحب أيضاً على عواصم القرار التي تدعو إلى احترام المواعيد الدستورية، لافتاً إلى "قبّة باط" من "حزب الله" لحصول انتخابات الرئاسة، لأنه لا يريد أن يخسر أكثر مما خسر حتى الآن على المستوى الداخلي، علماً أن الحزب قد رفض بعض الأسماء التي طُرحت للرئاسة، والتي سعى الفرنسيون لتسويقها، مشيراً إلى أن للحزب "حق الفيتو" في الملف الرئاسي.

ورداً على سؤال، عن بورصة المرشحين إلى رئاسة الجمهورية، أكد أن العمل جارٍ من أجل التفتيش عن شخصية شبيهة بالرئيسين الراحلين الياس سركيس وشارل حلو، موضحاً أن جلسة الإنتخاب قد تحصل في منتصف أيلول المقبل أو في نهايته، معتبراً أن أي تأخير في انتخابات الرئاسة سيتحمّل وزرها المجلس النيابي الجديد، والذي سيصبح في دائرة الخطر الوجودي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...