هل ينضم لبنان الى الحلف العسكري الشرق أوسطي؟

 

في السنوات الثلاث الأخيرة وسَّعت الولايات المتحدة الاميركية دائرة تعاونها العسكري مع الأردن، حيث استُحدثت أكثر من قاعدة عسكرية وتم نقل عدد كبير من العناصر مع الأسلحة الثقيلة من أفغانستان.

عزّز الأردن نشاطه الأمني والاستخباراتي مع الغرب وتحديدا واشنطن، وتبادل معها المعلومات المتّصلة بالتنظيمات المتطرفة من داعش والنصرة بين العراق وسورية كما لبنان، وبات الأردن اليوم مركزاً مهماً لجمع المعلومات وتحليلها وجسر عبور لأي عمل ميداني ضد أهداف لتلك التنظيمات.

اليوم، خرج ملك الأردن في مقابلة ليتحدث عن إمكانية إنشاء حلف عسكري عربي شبيه بحلف الناتو على أن يكون بحسب الملك عبدالله، "واضحاً ودوره محدداً جيداً".

الأسباب التي دفعت الملك الأردني الى الاعلان عن هذه الخطوة هي التحديات التي تواجهها دول المنطقة، إضافة إلى الحاجة لتعاون أمني وعسكري في الشرق الأوسط، إلا أن الخلفيات أبعد وترتبط بشكل مباشر بعاملين أساسيين وفق ما يؤكد خبراء عسكريون: الاول مباشر يتعلق بالتمدد الايراني في أكثر من ساحة عربية " لبنان سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة" وتشكل خاصرة رخوة للأردن ودول الخليج.

الثاني والأهم، يتعلق بدمج إسرائيل بالدول العربية وإسقاط مفهوم الممانعة والمقاطعة وانخراطها بشكل مباشر في هذا الحلف والاستفادة من خبراتها العسكرية والأمنية وتحويل الصراع من صراع عربي إسرائيلي ساد بعد النكبة، الى الصراع العربي الفارسي والذي تعمل أكثر من دولة على تسويقه ليكون بديلا للصراع الاول بما يخدم حكما دمج إسرائيل بالمجتمع العربي بوصفها دولة قائمة بحدودها القابلة للتوسع.

وباستعراض سريع للخطوات المساعدة لتسويق هذا التحالف العسكري، يمكن ربط جولة ولي العهد السعودي الملك محمد بن سلمان الى مصر، الأردن وتركيا في هذا الاطار كذلك زيارة أمير قطر الى مصر والتي جاءت مباشرة بعد زيارة بن سلمان. هذه اللقاءات تأتي عشية زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى السعودية في تموز لحضور القمة التي دعا اليها الملك السعودي لمجلس التعاون الخليجي حيث سيتم البحث في التحديات التي تواجهها المنطقة وكيفية التعاون للحد من تداعياتها.

ووسط كل هذا الحراك العربي يبرز السؤال عن موقع لبنان على خارطة التحالفات التي يجري الحديث عنها وأي مستقبل يُرسم له؟تؤكد مصادر دبلوماسية أن لبنان بعيد عن كل المداولات بين الدول التي تعمل على انشاء الحلف العسكري العربي، لا بل تذهب هذه المصادر بقراءتها الى وضع لبنان ضمن البلدان التي يمكن أن تكون هدفا عسكريا على قائمة الدول التي تعمل على انشاء هذا الحلف، مشيرة الى أن قوة حزب الله وسيطرته على مفاصل الدولة تجعل لبنان في المحور المعادي للدول العربية ومرتبط بشكل مباشر بالمحور الايراني.

وما يعزز هذه القراءة الدبلوماسية، المواقف السعودية تجاه لبنان وهي في غالبيتها غير مبالية لما يجري على الساحة الداخلية حيث تقتصر حركة المملكة على نشاط سفيرها وليد البخاري ولقاءاته مع بعض المسؤولين "غالبيتهم من الصف الثاني"، في حين غابت الزيارات الرسمية بين البلدين في مقابل حركة ناشطة للدبلوماسية السعودية على أكثر من ساحة عربية.

لبنان "المنبوذ" عربياً، قد يتحول الى بلد معاد لأي حلف عسكري عربي قد يظهر مع التغيرات التي قد نشهدها بعد أشهر، ولا تستغرب المصادر الدبلوماسية أن ينشأ هذا الحلف بعد حرب اسرائيلية مع لبنان، عندها تبرز حجة الساعين الى هذا التحالف لأن الحرب المقبلة لن تقتصر على الساحة اللبنانية بل قد تمتد لتطال أجنحة ايران في المنطقة وتحديدا في سورية العراق وقطاع غزة، وخطورة هذه الحرب على الساحة اللبنانية لها انعكاسات خطيرة أبرزها عودة الحرب الداخلية وتقسيم البلاد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...