في الشكل هي الحرب النفسية والاعلامية تخوضها حارة حريك في مواجهة مباشرة مع «تل ابيب»، في لعبة شد حبال، يصر طرفيها على عدم الوصول الى نقطة اللاعودة رغم درجة الغليان المرتفعة، والتي دخلت الربع الساعة الاخير من جولتها الاولى، مع وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، ليبدأ «الجد» من الاثنين و»طالع»، ليبنى على الشيئ مقتضاه مع نهاية ايلول.
وتكشف المصادر بان اطلالة السيد حسن نصرالله الاخيرة، وجزمه بان المسؤول الاول عن التفاوض هو رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، لا حكومة تصريف الاعمال كما اوحى رئيسها، ولا المجلس النيابي، قد سهلت الوصول الى اجماع حول تكوين موقف لبناني واحد، ذلك انه في الاساس لا اشكالية بين الرؤساء الثلاثة حول اعتماد الخط 23 كاساس للتفاوض،حيث كشفت المعلومات ان الاميركيين دفعوا عام 2011 في اتجاه اعتماد هذا الخط، وعليه وضع مرسوم تحديد الحدود السابق، محذرين يومها من اعتماد الخط 29.
اما الامر الثاني الذي تمخض عنه كلام السيد نصرالله، فتمثل في الموقف اليوناني الذي تبلغته بيروت رسميا عبر القائم بالاعمال في اثينا ومفاده:
- اولا: استنكار واحتجاج لتهديد امين عام حزب الله الذي طال اليونان.
- ثانيا: تأكيد اثينا الرسمي ان الباخرة اليونانية التي وصلت الى «اسرائيل» ليست ملك الدولة اليونانية، بل هي تابعة للقطاع الخاص ومن بين المشاركين فيها يونانيون، رغم ان ثمة من يؤكد ان الباخرة «اسرائيلية» وهي ترفع العلم اليوناني من باب التمويه. علما ان تقارير استخباراتية تحدثت عن عمليات رصد ومتابعة على مدار الساعة للاراضي اللبنانية، حيث توافرت معلومات عن تجهيز طائرات من دون طيار انتحارية وصواريخ لضرب سفينة «اينيرجي باور»، حيث قام سلاح البحرية «الاسرائيلية» بتجهيز مجموعة من القبة الحديدية جاهزة لصد اي عملية من هذا النوع.
انطلاقا من كل ما تقدم، الشيء الوحيد المفيد، في الوقت الضائع الغارق في التحاليل والمزايدات، انتظار الفرج الذي قد يأتي «من تحت الماء» في بلد يغرق في قعر جهنم يوما بعد يوم، حيث يختلط حابل الأزمات الداخلية بنابل الإقليمية والدولية منها، ليزيد الوضع مأساوية، فيما ثمة من يمنن النفس بتوقيع اتفاق الترسيم وتراجع سعر صرف الدولار الى 15000 ليرة على ما يجزم «ابو ملحم الجمهورية».
ميشال نصر- الديار