تعهدت القوات الأوكرانية المحاصرة في مصنع أزوفستال في مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب شرق البلاد بـ"القتال حتى النهاية" وطلبت مساعدة الحكومة، وفي الوقت نفسه، توغلت القوات الأوكرانية شمال وشمال شرق خاركيف بعد طرد القوات الروسية من البلدات الرئيسية في المنطقة المجاورة لها.
وحذر مسؤولون أوكرانيون من أن موسكو ربما تخطط لسلسلة من الضربات العنيفة تزامنا مع إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية، وأعلنت بعض المناطق، مثل أوديسا، حظر التجول من مساء الأحد إلى صباح الاثنين.وفي ماريوبول قال قادة فوج آزوف إن آلاف المدنيين لقوا حتفهم بعد أسابيع من القصف الروسي العنيف.
وفي الوقت نفسه، لا تزال القوات الأوكرانية مختبئة داخل مصنع آزوفستال للصلب، حيث نجحت جهود الإجلاء في إنقاذ النساء والأطفال وكبار السن في الأيام الأخيرة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن الملازم إيليا سامويلينكو قوله في مؤتمر صحفي عبر الانترنت "لا يمكننا المغادرة فقط، لا يمكن سوى إجلائنا"، مضيفا "نحن في الأساس رجال ميتون، معظمنا يعرف هذا".وقال نائب قائد قوة آزوف النقيب سفياتوسلاف بالامار إن "أكثر من 25 ألف مدني قتلوا في الهجوم الروسي الذي استمر لأكثر من شهرين".
وأقر بأنه تم إجلاء مئات المدنيين الذين كانوا يحتمون بشبكة المخابئ التي تعود إلى الحقبة السوفيتية تحت مصنع آزوفستال للصلب، لكنه قال إن آخرين قد يكونوا باقين هناك.
وقال بالامار "لم تكن هناك منظمة دولية واحدة ولا ممثل للسياسيين أو الحكومات هنا للمساعدة".
ورفض متحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التعليق قائلا إن الأمر مسألة يتعين على الجيش معالجتها.
وكان زيلينسكي قد دعا روسيا في وقت سابق إلى إطلاق سراح أو تبادل المتبقين في آزوفستال.
وقال "إذا قتلوا أشخاصا كان يمكن مبادلتهم كأسرى حرب أو إطلاق سراحهم كمدنيين أو مساعدتهم كجرحى أو جرحى مدنيين وعسكريين على حد سواء، إذا دمروهم، فلا أعتقد أنه يمكننا إجراء أي محادثات دبلوماسية معهم بعد ذلك".
ويعتبر مقاتلو فوج آزوف و100 من مشاة البحرية الأوكرانيين الوحيدين الذين ما زالوا يقاتلون في ماريوبول.
وقال الملازم سامويلينكو إنهم قتلوا أكثر من 2500 جندي روسي وجرحوا كثيرين آخرين ودمروا 60 دبابة .
وحققت القوات الروسية تقدما كبيرا في منطقة لوهانسك في الأيام الأخيرة، حيث استولت مجموعة مرتزقة فاغنر على معظم بلدة بوباسنا الاستراتيجية واقتربت قوات أخرى من عاصمة الجزء الأوكراني من المنطقة، سيفيرودونيتسك.
ولا يزال جزء صغير فقط من المنطقة تحت السيطرة الأوكرانية، وحثت السلطات جميع المدنيين على المغادرة.
وبينما تحرز القوات الروسية تقدما بطيئا، ولكن ثابتا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، فقد عانت من انتكاسات كبيرة في منطقة خاركيف إلى الشمال.
وفي هجوم مضاد، واصلت القوات الأوكرانية في نهاية هذا الأسبوع التقدم شمال وشمال شرق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بعد طرد القوات الروسية من البلدات الرئيسية في المنطقة المجاورة لها مباشرة.
وفي الوقت نفسه، هاجمت القوات الأوكرانية جناح القوات الروسية التي تتقدم نحو دونباس، وضربت غرب مدينة إيزيوم، وفقا لتقارير من الجانبين.
كما تواصل أوكرانيا حملتها لحرمان القوات الروسية من استخدام جزيرة الأفعى الاستراتيجية جنوب غرب ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود.
استولت روسيا على الجزيرة في اليوم الأول من الحرب، 24 فبراير.
وقال الجيش الأوكراني، الذي ضرب زورقي دورية روسيين من طراز رابتور بالقرب من الجزيرة الأسبوع الماضي، في نهاية هذا الأسبوع إنه ضرب سفينة إنزال من طراز سيرنا وعلى متنها نظام دفاع جوي وسفينتان أخريان من طراز رابتور.
وأظهرت لقطات التقطها الجيش الأوكراني بطائرة بدون طيار سفينة تنفجر وغارة جوية على الجزيرة من قبل ما بدا أنها مقاتلات نفاثة أوكرانية.
وأظهر مقطع فيديو آخر نشر يوم الأحد غارة بطائرة بدون طيار أصابت ما بدا أنه مروحية روسية بينما كانت القوات تنزل في الجزيرة.