ضغوط داخليّة وخارجيّة على الحريري... هل تنجح الوساطات؟


 ما زال رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري يطلق كل فترة مفاجآة سياسية، تُحدث زلزالاً على الساحة السنيّة خصوصاً واللبنانية عموماً، اذ وبعد فترة من النقاهة غير الموفقة قضاها رئيس «التيار الازرق» خارج لبنان، متنقلا بين بلد وآخر، ومطبّقاً مشهد «إستراحة المحارب» السياسي المثقل بالهموم المتراكمة، بعد خروجه خاسراً من معارك سياسية مع اكثرية الافرقاء، اذ لم يبق مع ذلك «المحارب» سوى قلة من الاطراف السياسيين وعلى مضض، لانّ قراره بعدم الترشح الى الانتخابات النيابية، اتى في توقيت مرفوض ومطوّق بالمخاطر، القى بثقله على الحلفاء والخصوم معاً، فطالت سهامه بنوع خاص «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي» المحتاجين الى الاصوات السنيّة في بعض الدوائر المتعبة انتخابياً بالنسبة لهما. 

كما انّ تعليقه العمل السياسي زاد الطين بلّة، لان المشهد من «بيت الوسط» المقفل سياسياً وشعبياً ومالياً بات مقلقاً كثيراً، خصوصاً انه ترافق مع غضب سعودي لافت، وغير قابل حتى اليوم للحلحلة على الرغم من دخول الوسطاء.

هذه المواقف التي اتخذها الحريري لم تمّر بهدوء، لانّ بعض اهل البيت المقرّبين منه انتفضوا لكن بإيجابية وفق ما يقولون، وتحت عنوان «لا لإحباط اهل السنّة بالتزامن مع الاستحقاق الانتخابي وإبقائهم خارج المعادلة»، في زمن باتوا فيه بحاجة الى مَن يُبعد عنهم زمن الاحباط الذي يشعرون به، بسبب السياسة الخاطئة المهيمنة على البلد منذ سنوات، والتي دفع ثمنها البعض، فيما البعض الآخر استفاد منها وفق ما يرى المقرّبون، آملين عودة الحريري قريباً، لان البلد محتاج اليه اكثر من اي وقت مضى، خصوصاً ابناء طائفته، لانّ الالتفاف السنّي سيكون الى جانبه وبشكل واسع في حال قرّر العودة الى ذلك برزت اخبار وردت منذ يومين «بأنّ الحريري سيقترع اليوم خلال انتخابات المغتربين اللبنانيين في دولة الامارات، وسط حشد كثيف من مناصريه، وسوف يعلن امام انصاره انه مع الانتخابات اقتراعاً، وستشكل دعوته من الامارات الى المشاركة الكثيفة في الاقتراع، حماسة لافتة تنطلق من عنوان «إنتخبوا منعاً للهيمنة على القرار في لبنان»، على ان يكون قراره هذا خطوة ايجابية لعودة العلاقات الطبيعية بينه والمملكة العربية السعودية».

هذا الخبر الذي بثته بعض وسائل الاعلام، ولم يتم نفيه من الحريري او من المقرّبين، بقي ضمن التداول في انتظار حدوث مفاجآت يوم الاحد المقبل في لبنان، وفق ما اشارت مصادر سياسية مواكبة للاستحقاق الانتخابي، معتبرة أنّ عودته قد تكون الى لبنان للمشاركة في التصويت، خصوصاً بعد الاقتراع المقبول في السعودية من قبل اللبنانيين السنّة، بحيث اتت نسبة المشاركة 49 في المئة، وفق بيان وزارة الخارجية اللبنانية.

وفي سياق متصل، لم تعد خافية على احد الوساطات التي تجري من تحت الطاولة وفوقها، مع رئيس «تيار المستقبل» لشد عصب المناصرين والمحازبين واهل الطائفة للتصويت بكثافة، وفي مقدمهم مفتي الجمهورية الــشيخ عبد اللطيف دريان، الذي «حذّر في خطبة عيد الفطر من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، ومن خطورة انتخاب الفاسدين السيئين، لان تكرار الأخطاء جريمة، وأسوأ الجرائم تلك التي ترتكب بحق الوطن، وبحجة الدفاع عنه». كما جرت محاولات من الرئيس فؤاد السنيورة لكن بطريقة غير مباشرة، لانّ علاقتهما ليست على ما يرام، اما مطلب تجيّير الاصوات السنيّة الى الحليف السابق أي» القوات اللبنانية»، فأتى عبر المملكة العربية السعودية، بهدف تأمين الفوز الأكبر للنواب القواتيين، خصوصاً في الدوائر الصعبة وفي طليعتها دائرة بعلبك – الهرمل، التي باتت معركتها اليوم صعبة جداً في ظل غياب الصوت السنّي الغاضب من «القوات»، ومحاربة محور الممانعة لهم، مع تذكير الرياض الدائم بأنّ المجلس النيابي المرتقب سينتخب رئيس الجمهورية المقبل.في غضون ذلك تتجه الانظار الى المشهد الانتخابي اليوم في الامارات، فهل سينفذ الحريري رغبة البعض بمشاركته في العملية الانتخابية؟ ام سينتظر المزيد من الوساطات ليبنى على الشيء مقتضاه، فتكون عودته مفاجآة لأهالي بيروت فيدفعهم الى التصويت بكثافة؟ الجواب قيد الترّقب في 15 ايار الجاري.

صونيا رزق - الديار

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...