ساعات قليلة تفصل عن الاستحقاق الكبير.. التحضيرات أُنجرت.. ولكن ماذا بعد؟


 جاء في "الجمهورية":

غداً، يدور الدولاب الإنتخابي، وتطوى صفحة الإستحقاق النيابي الذي استوطن في الارجاء اللبنانية لأشهر طويلة، تجاذبها شدّ عصب وتحضيرات وتوترات وانفعالات اختلطت فيها التحالفات بالشعارات والاتهامات سعياً الى حواصل التمثيل في مجلس النواب. 

وعشية الاستحقاق دخل لبنان في حداد رسمي لثلاثة ايام على وفاة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وفي هذه المناسبة صدرت العديد من المواقف الرسمية وغير الرسمية تنعى الشيخ خليفة، وتعبّر عن تضامنها مع دولة الامارات وشعبها في هذه المناسبة الحزينة مؤكدة على عمق الروابط الاخوية التي تجمع بين لبنان ودولة الامارات، ومذكّرة بوقفاتها الدائمة الى جانب لبنان وشعبه في كل المحطات التي مرّ بها.

التحضيرات

إنتخابياً، ما بين انطلاق صفارة الإقتراع صباح الاحد 15 ايار وبين صفارة الوصول الى المحطة النهائيّة مع اقفال باب الاقتراع مع بدايات مساء اليوم نفسه، دزّينة من الساعات التي تعتبر الاطول زمنياً، مع تسارع النبض الانتخابي خلالها، ترقّباً لاختيارات الناخبين ولمن من المرشحين ستمنح صناديق الاقتراع سِمة الدخول الى مجلس النواب الجديد والاقامة فيه لأربع سنوات.

وفي موازاة الصمت الانتخابي الذي بدأ سريانه اعتباراً من منتصف ليل الجمعة السبت ويستمر لغاية إقفال صناديق الاقتراع مع بداية مساء يوم غد، فإن الاجواء السابقة ليوم الاستحقاق تعكس حيوية في مختلف الدوائر. واستباقاً للصمت المفروض على المرشحين، تكثفت اللقاءات الانتخابية في مختلف الدوائر والدعوات لأكبر مشاركة للناخبين فيها، فيما بَدا جلياً انّ التفعيل الملحوظ لحركة الماكينات الانتخابية على مدى الساحات الانتخابية في المدن والقرى، بالتوزاي مع بدء تنفيذ الاجراءات الامنية والعسكرية في المراكز الانتخابية، والاعلان رسمياً عن اكتمال التحضيرات اللوجستية لإتمام الاستحقاق الانتخابي في جو من الهدوء والاستقرار في مختلف الدوائر.

وفي وقت بدأ فيه تسليم صناديق الاقتراع الى المحافظات تمهيداً لتوزيعها على أقلام الاقتراع في الساعات المقبلة، ترأس وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اجتماعاً امنياً، اعلن على أثره انه «تم تَدارس الترتيبات الامنية واللوجستية والادارية لادارة العملية الانتخابية الاحد المقبل، وعهدنا ملف الكهرباء الى جهاز أمن الدولة الذي وضع خطة كاملة للتعاطي مع اصحاب مولدات الكهرباء والاماكن التي فيها مولدات، مثل البلديات والمراكز الدينية. ونحن زوّدنا كل مراكز واقلام الاقتراع باللمبات اللازمة واستطعنا الربط مع فريق تقني متواجِد على نحو دائم. كما تم تجهيز وتهيئة اللازم مع مراكز القيد لتوفير الكهرباء طيلة الوقت. كما وعدنا ان تتوفّر الكهرباء في ساعات معينة خلال النهار تسهيلاً لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال استعمال المصاعد الموجودة في حرم المدارس ومراكز الاقتراع».

وإذ أشار الى «انّ اجتماعنا مفتوح»، قال: سنكون شفافين بكل الملفات، وانا مندوب المواطنين بهذه العملية، ونعدهم بأننا سنكون جاهزين لتلقي الشكاوى في غرفة العمليات وسنتابع دقائق الامور وتفاصيلها ليكون نهار الاحد عرسا وطنيا ديموقراطيا وبأجواء سليمة منضبطة، ونهنّىء بعضنا بنجاح الانتخابات».

ونفى مولوي «ان تكون هناك اي شوائب في انتخابات المغتربين وان كل اللوائح فيها علامات الضمانة والامان، ولا علامات فارقة على بعض اللوائح، وما ظهر من بعض الشعيرات هي من نسيج الورقة وهي علامة أمان ضد التزوير».وكان مولوي قد تفقّد أمس غرفة العمليات واجتمع إلى المدير العام للأحوال الشخصية في الوزارة العميد الياس الخوري، والمديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين فاتن يونس، في حضور ممثلي الاجهزة الامنية والادارات الرسمية، وأعطى توجيهاته لحسن سير العملية الانتخابية الاحد المقبل.

ووقّع مولوي مع وفد من المراقبين من جامعة الدول العربية اتفاقاً نَص على مراقبة العملية الانتخابية التي تجريها وزارة الداخلية.

وقال بعد توقيع الاتفاق: «وقّعنا هذه الاتفاقية تأكيداً منّا على شفافية العملية الانتخابية وعلى دقة عملنا على الصعد كافة على المستويات الادارية او الامنية او اللوجستية»، آملاً أن يكون الاقبال على التصويت مرتفعاً، «فبذلك يساهم اللبنانيون بإخراج بلدهم من ازماته، ولبنان الغد يحب ان يكون افضل من لبنان الامس، ونتّكِل بذلك على كل اللبنانيين وستكونون شاهدين على ذلك».

من جهته، قال الامين العام المساعِد لجامعة الدول العربية احمد رشيد الخطابي: «سنوقّع الاطار القانوني لتحديد واجبات اعضاء الفريق وكذلك التزاماتهم فيما يتعلق بممارسة هذه المهمة في احسن الظروف بفضل دعمكم ومتطلبات النزاهة والحياد والاحترام للأنظمة الدستورية والقانونية للجمهورية اللبنانية. هذه المذكرة هي الاداة التي ستمكّن اعضاء الفريق للتحرّك بكل حرية ومسؤولية في التراب الوطني للجمهورية اللبنانية، وستمكّننا من القيام بمهمامنا خلال عملية الاقتراع والعد والفرز وانتهاء بإعلان النتائج، وكذلك رصد ومتابعة كل مظاهر المناخ الانتخابي».

ماذا بعد؟

وبعيداً عن الاستطلاعات والتقديرات المسبقة للنتائج التي ستحملها صناديق الاقتراع، والتي صارت على مرمى ساعات قليلة، فإنّ الانظار مشدودة الى ما بعد هذا الاستحقاق، حيث يفترض ان تعود الحياة السياسية وتنتظِم على الخط النقيض للحدة والانقسام والعدوانية التي حكمت مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...