في زمن الإنتخابات: الشعارات بـ"بلاش" وشراء الأصوات عـ"المكشوف"!

 

إنحسرت، على بعد أسبوعين من موعد الإنتخابات النيابية المُقرّرة في 15 الجاري، إحتمالات تطيير الإستحقاق أو تأجيله، وتصاعدت حدّة الخطاب السياسي- الإنتخابي مع إقتراب يوم الإنتخاب، كما نشطت الماكينات الإنتخابية لبعض المرشّحين في شراء الأصوات علنا، ومن دون مواربة أو حياء وفي معلومات لـ"ليبانون فايلز" أنّ سعر الصوت الإنتخابي يبدأ في العاصمة، على سبيل المثال لا الحصر، بـ300 دولار أميركي وهو رقم مرشّح لأن يزداد مع اقتراب موعد الإنتخابات.

يستعيد عدد من المراقبين اليوم بعضا من مشاهد العامين 2005 و2009، مع فارق أنّ إنتخابات الـ2022 تشهد عزوف تيار المستقبل عن المشاركة مُعلّقا العمل في الحياة السياسية إلى أجل غير معروف حتّى الساعة. ولكنّ التشابه، يكمن في الشعارات الإنتخابية التي تحكّمت بتلك المرحلتين ولا سيما رفع الأطراف المعارضة لحزب الله شعارات السيادة ونزع السلاح وإلباس المعركة الإنتخابية طابعا وجوديا، في حين أنّ منتقدي هذه الشعارات يتساءلون عن كيفية تطبيقها في ظلّ التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة والتي من المرشّح ان تفرز تسوية لن يكون حزب الله ومحور الممانعة فيها من الخاسرين، بأقلّ تقدير.

وليس بعيدا من هذا السياق، ما يجري من حوار سعودي- إيراني في بغداد، والذي يبدو أنّ نتائجه حتّى الساعة واعدة لناحية إمكان إحياء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد سنوات من القطيعة اثر حريق القنصلية السعودية في طهران في العام 2016. وإذ تتوقّف مصادر سياسية مُتابعة عند ما يرشح عن حوار بغداد مشيرة الى ما أعلنه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنّ العاصمة العراقية ستحتضن جولة جديدة من المباحثات بعد انتهاء الخامسة بين الرياض وطهران بأجواء إيجابية، تشير إلى أنّ مسار التسويات في المنطقة إنطلق، وحتّى لو تأخّرت نتائجه فإنّه لا يمكن أن يعود إلى الوراء لا سيما أنّ الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية أيقنت عدم إمكان إعتمادها بشكل كبير على الولايات المتّحدة الأميركية التي تبنّت سياسة التقرّب من إيران على حساب دول الخليح، وإن لم يتمّ حتّى الساعة الإعلان عن إحياء الإتفاق النووي في فيينا.

بناء عليه، تقرأ المصادر عينها الحركة السعودية في لبنان قبيل موعد الإنتخابات مُستشعرة تغيّرا في سياسة الرياض وميلها الى إستعادة دورها الجامع في دعم أطراف سًنيّة مختلفة وليس طرفا واحدا، كما كان يحصل أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن بعده الرئيس سعد الحريري، قبل إعلانه تعليق عمله السياسي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...