البخاري يخشى ان يدفع الثمن.. "كبش فداء" لاخفاقاته!


 جاء في الديار:

انتخابيا، وفي تدخل فاضح بالشؤون الداخلية اللبنانية، استنفر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة «يائسة» للضغط على الناخبين السنة للمشاركة الكثيفة في عملية الاقتراع، بعدما تمسك رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بقراره عدم الدعوة لمناصريه الى المشاركة الكثيفة في الاستحقاق يوم الاحد المقبل. 

وفي «انزال» ديبلوماسي غير مسبوق زار سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، وسفير دولة قطر إبراهيم السهلاوي، وسفير المملكة العربية السعودية الوليد البخاري دار الفتوى، ليخرج مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان بتصريح يرتقي الى مصاف «الفتوى الشرعية قال فيه» أنّ مقاطعة الانتخابات استسلام، ولا نريد تسليم لبنان لأعداء العروبة». ومن شدة الاحباط عرض السفير السعودي على المفتي التحشيد النوعي خلال احياء ضخم لذكرى اغتيال الشيخ حسن خالد اتفق على اقامته يوم غد السبت «لشد العصب» في صفوف الناخبين السنة وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان، عقب اللقاء، إلى أنّ السفراء تمنّوا أن تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكلّ شفافية لتعكس تطلعات وآمال اللبنانيين، معتبرين أن «السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطناً وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي».

ووفقا لمصادر مطلعة، تولى البخاري الاتصالات مع نظرائه الخليجيين خلال الساعات الماضية، واقنعهم بضرورة الحراك المشترك لزيادة الضغط على الناخبين السنة، وتداول معهم بسلسلة من الافكار لمنع حزب الله من الاستئثار بحصة سنية وازنة في البرلمان الجديد، وابلغهم انه لمس من خلال اتصالاته مع الحلفاء، وخلال زيارته الميدانية، وجود توجه «مستقبلي» واسع لمعاقبة اللوائح الخارجة عن قرار الحريري من خلال المقاطعة، وليس التوجه الى «الصوت» العقابي، وهذا سيعني حكما انخفاض الصوت التفضيلي في اكثر من دائرة حساسة ما سيسمح للمرشحين السنة المحسوبين على حزب الله بالفوز في المعركة الانتخابية التي سيكون لها انعكاسات مباشرة على الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، ولهذا كان التركيز على منع الحزب من «الهيمنة» على النواب السنة في المجلس الجديد.

وعلم في هذا السياق، ان السفير السعودي يخشى ايضا دفع ثمن شخصي عقب الانتخابات، اذا ما كانت النتائج «كارثية» لان بعض دوائر الخارجية السعودية تحمله جزءا كبيرا من المسؤولية حيال ادارة الملف اللبناني بعدما لعبت تقاريره دورا محوريا في «تهميش» الرئيس الحريري، اثر تغليب «صداقته» مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على ما عداها، وهذا ما ترك تاثيرا مباشرا على تقييمه للوضع الداخلي اللبناني. في المقابل تلفت اوساط دبلوماسية عربية الى ان الخشية لدى السفير واقعية، لكن ليس لمسؤوليته عن ما آلت اليه الامور من فشل في السياسة السعودية، لكنه سيكون حكما «كبش فداء» لاخفاقات لا يتحمل مسؤوليتها، بعدما كان يتلقى التعليمات من مسؤوليه، ولم يسمح له بمجرد المناقشة.

وفيما اكدت مصادر دار الفتوى ان الاحباط عند السنة تراجع بعد موقف دار الفتوى، ولاحظت تبدلا في مزاج السنة في الاقتراع وخصوصا في شمال لبنان، لفتت الى ان خطوات جديدة ستتخذ في الساعات المقبلة لتحفيز هؤلاء على الاقتراع. في المقابل، لا تتوقع مصادر متابعة ان يكون لتحرك السفراء تاثيرا كبيرا على الساحة السنية، ما لم يرضخ الرئيس الحريري للضغوط ويخرج عن «صمته» في الدعوة الى الاقتراع الكثيف، وهو امر لا يزال مستبعدا حتى الان، لانه وفق مقربين منه يشعر انه حقق في موقفه الراهن ما عجز عن تحقيقه سابقا، وهو يرى في الاستحقاق المقبل «رسالة» يجب ان تصل لكل من تجاهله في الداخل والخارج بانه الاقوى سنيا، وان كانت الرسالة هذه المرة «سلبية»...

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...