حزب الله مربك فما السبب؟

 

يكتشف من يتابع الانتخابات اللبنانية عن كثب مدى ارتباك الأحزاب اللبنانية، ومدى صدمتها من النقمة الشعبية التي لم تتغيّر منذ تشرين ٢٠١٩.

ساهم حزب لله بشكل كبير في حماية السلطة التي لم تفلح بتأمين الكهرباء ولا ايجاد حلول لردع ارتفاعات الدولار الخيالية، هي نفسها السلطة التي اعتمدت حلول أثبتت فشلها في موضوع تخفيض الأسعار والسلة الغذائية مع بداية التحضير للانتخابات النيابية كان هدف الثنائي الشيعي عموماً والحزب خصوصاً الفوز بجميع المقاعد الشيعية ولكن سرعان ما ادرك الحليفين انهم على وشك خسارة مقاعد نيابية.

هنا حدد الحزب “هدف آخر” يكمن في العمل على زيادة الأصوات التي حصل عليها مرشحيه في الانتخابات الماضية.

حاول نصرلله في خطابه تصوير المرشحين الشيعة وكأنهم في حال دخولهم الى البرلمان سيتجهون في اليوم التالي الى أقرب فصيلة درك لطلب سحب السلاح في نوع من الاستخفاف بعقول الناس.
المشكلة الحقيقية ان ارتباك حزب لله لم يساعده على فهم مشكلة المعارضة الشيعية له فاستحضر “نقطة الضعف” مناصريه وأتى بالكلمات الوجدانية مصوراً لجمهوره ان معارضيه يريدون فقط سحب سلاحه.

اما الحقيقة فالمعارضة الشيعية أتت نتيجة تحالف حزب لله مع قوى الفساد وسكوته عن فساد حلفاءه. عدم ردع أصحاب المولدات في الضاحية، تهريب البنزين والمازوت الى سوريا وحماية أصحاب المحطات وارتفاع الأسعار في المناطق الشيعية أكثر من باقي المناطق كما “الهجوم البلطجي” على خيم المنتفضين في تشرين ٢٠١٩.

ما يربك حزب لله أكثر من اي وقت مضى هو وجود أكبر معارضة شيعية لم يتوقعها نصرلله ان تكون موجودة حتى في خياله، هذه المعارضة في ديموغرافياتها تتألف من فئة شابة متعلمة، منفتحة ومنخرطة بالمجتمع الأمر الذي لا يناسب الحزب الذي يسعى لبناء بيئة متدينة يستطيع استمالتها سياسياً من خلال تفسيرات دينية.

وقد فشل نصرلله في استمالة هذه الفئة على الرغم من استحضار موضوع سحب السلاح العاطفي والوجداني لدى هذه البيئة.

بالنسبة الى قوى المعارضة الشيعية نجاحها في المعركة يعتمد على ركيزتين.
الركيزة الأولى محاولة ايصال ولو مرشح شيعي واحد الى البرلمان.
الركيزة الثانية العمل على رفع نسبة الشيعة المعارضين قي صناديق الاقتراع.
هذا الأمر سيضع الثنائي امام واقع جديد عنوانه الاعتراف انهم لا يمثلون كافة ابناء الطائفة الشيعية والاعتراف بأخطاء سياسية كبيرة ادت الى وجود تلك الأصوات المعترضة.

اذاً، صناديق الاقتراع ستكتب تاريخ جديد بلبنان فكيف سيتبدل المشهد بعد ١٥ ايار؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...