هذه خلفيّات كلام عون عن رئاسة الجمهورية

 

بدأ لبنان يعيش أجواء الإستحقاق الرئاسي على الرغم من أن أياماً معدودة متبقية حتى موعد الإنتخابات النيابية الأحد المقبل، وقد يكون موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، الملتبس حول عدم بقائه دقيقة واحدة في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، الدليل على أن الإستحقاق الرئاسي انطلق في الداخل، ولكن المطّلعين على بواطن الأمور، يؤكدون بأن موقف الرئيس عون، هو لقطع الطريق على كل التأويلات بأنه يعمل على تسويق صهره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للرئاسة، وبالمحصلة، لن يلجأ إلى التمديد، وبذلك يحشر الجميع، ولكن إلى حين موعد الإستحقاق، قد يصار إلى خلق إشكاليات واجتهادات على خلفية أن الظروف لا تسمح بإجراء الإنتخابات الرئاسية، مما قد يدفع بالرئيس عون للبقاء من خلال التمديد، وربما اللجوء إلى سيناريو آخر، مفاده أن باسيل هو رئيس كتلة نيابية مسيحية وازنة، ويجب أن يكون رئيساً للجمهورية، بمعنى أن ما قاله بالأمس، لا يعدو كونه يهدف إلى "ضعضعة" خصومه، إضافة إلى شدّ العصب إنتخابياً عبر عدم تمسكه بالسلطة والتزامه بالأطر الدستورية والإيحاء لخصوم "التيار الوطني"، بأن ثمة اغتيالاً سياسياً يتعرّض له العهد ورئيس التيار كما قال رئيس الجمهورية في هذا السياق.

وعلى خط موازٍ، أضاف المطّلعون، فإن معركة الرئاسة يُتوقّع لها أن تنطلق، وبزخم أكبر ما بعد الإنتخابات مباشرة، وما يجري إنما بعد التداول بقوة بإسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بأن له حظوظاً كبيرة في الرئاسة، وهذا ما أكده المقرّبون منه عندما أشار أحد النواب، بأن فرنجية هو الأوفر حظاً، علماً أن حالاً من الجفاء لا تزال تُسجّل على خط بعبدا ـ بنشعي، وذلك، على الرغم من اللقاء الذي جمع كلاً من باسيل وفرنجية.وبناء على ما تقدّم، ينقل المطّلعون، بأن ما أشار إليه رئيس الجمهورية سيكرّره في المرحلة المقبلة، وبأساليب أخرى، وقد يحدث مفاجآت عندما يطالب بدعم صهره كرئيس للبلاد، لا سيما وأن البعض دعا لقراءة الكلمات التي وجّهها لباسيل واصفاً إياه بأنه يتعرّض لاغتيال سياسي، وبأن لديه الإمكانات والقوة ولا يمكنه الإستسلام، فهذه الإشادة، وإن كانت طبيعية وغير مستغربة، فهي تشير إلى أن عنوان المرحلة المقبلة سيبقى "إيصال الصهر إلى قصر بعبدا".

توازياً، وحيال هذا الوضع القائم من خلال فتح معركة الرئاسة الأولى، وتزامناً مع احتدام المعركة النيابية، فإن ما تبقى لرئيس الجمهورية من ولايته، سيعتبر بمثابة الوقت الضائع، بحيث ستتحوّل الساحة اللبنانية إلى خلط الأوراق وتصفية الحسابات السياسية استعداداً للإستحقاق الرئاسي المقبل، خصوصاً وأن المرشحين بدأوا بإعداد العدّة له، والتي ستكون نتائج الإنتخابات النيابية المعبر إليه، لأن بعض المقرّبين من رئيس الجمهورية، يؤكدون بأنه لن يستسلم ويعطي خصومه هدايا مجانية وفرصة للإنقضاض عليه وعلى "التيار الوطني الحر" واستهداف رئيسه، لذا، فإن هذه المعضلة ستفرمل كل الملفات الأخرى في المرحلة المقبلة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...