7 شخصيات سياسية تعرّضت لـ"إعدام سياسي".. ما علاقة الحزب؟


 في 16 أيّار استفاق اللبنانيون على "مجزرة سياسية" تعرّض لها نواب ومرشّحون يقفون على تقاطع حسّاس، يبدأ من دمشق، يمرّ من حارة حريك، ويكمل صوب طهران، وما بين هذه الدروب الثلاثة، تمرّ خيوط عربية الهوى، وخليجية الظلال.سبعة شخصيات سياسية تعرّضت لـ"إعدام سياسي" ميداني، في حلبة الانتخابات. والسبعة يدينون بالنسبة الأكبر من ولائهم، لحاكم سوريا، بشّار حافظ الأسد. وإن كانوا في حلف واضح مع حزب الله.

الجديد، في الأشهر التي سبقت انتخابات 15 أيّار 2022، أنّ الأسد "طار" من الشام، وغطّ في الخليج، حيث استقبله الشيخ محمد بن زايد. وقيل الكثير عن اتفاقات ربما تكون وجهتها أن يستعيد الأسد بعضاً من "عروبته".

في هذه الأثناء، سافرت شخصيات عديدة إلى سوريا، ربما يكون أبرزهم سليمان فرنجية وطلال أرسلان ووئام وهّاب. لكنّ آخرين "عبروا" سرّاً الحدود بعضهم بحماية "أمنية" لبنانية، تكتّمت على الزيارات، وتعرّضت لاحقاً للوم كبير من حزب فاعل.يقول عارفون إنّ الأسد، وفيما كان حزب الله يعدّ نفسه لانتصار بـ67 مقعداً في مجلس النواب، كان يقول إنّه يمون على 7 منهم: سليمان فرنجية (نائبان كحدّ أدنى)، وطلال أرسلان (هو ومروان خير الدين)، وإيلي فرزلي، وأسعد حردان، وفيصل كرامي. وكان يمكن أن يكون العدد أكبر لو قيّض فوز قومي سوريّ ثانٍ، غير حردان، أو مرشّح أرسلان في بيروت، الذي كان نجاحه ممكناً.

فما الذي جرى كي يرسب كلّ هؤلاء، في لحظة واحدة، وفي ليلة "ما فيها ضوّ قمر"؟

1- يروي أحدهم أنّ إيلي فرزلي كان موعوداً بـ1500 صوت من عين التينة. حصل على 239 منها فقط. فإذا لم تكن هذه "رسالة"، ومقصودة، كي ينجح بدلاً منه مرشّح عوني، فماذا تكون الرسائل؟

2- يروي آخرون أنّ زيارة فرنجية إلى فرنسا، التي يرجّح أن يكون قد التقى خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يكن حزب الله على علم بها. وهذا قد يعتبر من "المحرّمات" السياسية، في العلاقة بين حارة حريك وبنشعي.

3- يضحك أحد العارفين، وهو يتحدّث عن زيارة فيصل كرامي إلى تركيا، وعن "فتح خطوط عربية" معه. ويقول: "نام نائباً، واستيقظ على فيديو لمجهول اسمه فراس السلّوم، يرقص على أنغام أغنية لبشار الأسد: يا حبيب الملايين".4- نصل إلى طلال أرسلان لا يُخفى على أحد أنّه "سوريّ" قبل أن يكون "إيرانياً" وترشيح عضو حزبه مروان خير الدين في حاصبيا، كان بمثابة "طعنة" لمروان ومسيرته، ولطلال وصورته هو الذي يكثر من التذكير بأنّه "ليس فاسداً"، تحوّل إلى رئيس حزب يرشّح مصرفياً جعله الإعلام "عدوّ الشعب" باعتبار ترشيحه "وقاحة سياسية" في لحظة "نهب الودائع في المصارف.

5- ومن الشويفات إلى مرجعيون، حيث أسعد حردان الذي "تُرِكَ" وحيداً. وكانت ماكينات الحزبين الكبيرين تعرف إنّ الخرق في دائرة الجنوب الثالثة "تحصيل حاصل". فلم يأخذ حردان سوى 1859 صوتاً تفضيلياً، الأرجح أنّها من جهده الشخصيّ. وبالتالي يمكن القول إنّه لم يحصل على أيّ صوتٍ من "الثنائي الشيعي". في حين "حصد" الياس جراده 9218 صوتاً، معظمها من شيعة مرجعيون!!

6- لا ضرورة للحديث عن شخصيات أخرى كان يمكن دعمها، مثل وئام وهّاب، الذي كان معلناً أنّه بات يقف على تقاطع سوري – عربي في السنتين الأخيرتين. وقد تحدّث بعد رسوبه الانتخابي عن "الغدر"، في أوّل تغريدة على تويتر.

7 - ولا ننسى منع حزب الله الأمين العام لحزب البعث في لبنان، علي حجازي، من الترشح في بعلبك، ومنعه من ترشيح حزبي في عكار، لصالح مرشح عوني، حتى علا صراخه على الشاشات.فهل استشعر الحزب خطر ولادة كتلة "سورية" في مجلس النواب؟ وهل تم "تنظيف البيت الداخلي"، بسرعة وعلى طريقة الـHitman؟ فاستفاق اللبنانيون وقد خرج أزلام سوريا من المعادلة السياسية، بعد 17 عاماً من خروج جيشها في نيسان 2005؟

الأكيد أنّنا أمام "مجزرة سياسية". قد لا تعجب البعض نظرية المؤامرة. لكن ما جرى ليس تفصيلاً.

محمد بركات - اساس ميديا

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...