رياح التسويّات "تُهدّد" المسيحيين؟!


 لا تزال الغيوم واضحة في سماء العلاقة بين قصر بعبدا وبكركي على الرغم من كلّ محاولات الوساطة الجارية على خطّ تقريب وجهات النظر والحدّ من التباينات التي برزت أخيراً وتحديداً خلال زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الفاتيكان وفي الوقت نفسه زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى مصر، مع ما حملته المواقف والتصريحات من تباينات ومفارقات بين الطرفين.

لكن أية نتائج لم تظهر إلى دائرة الضوء بعد على هذا الصعيد، وإن كانت أوساط سياسية مسيحية واسعة الإطلاع تتوقع حصول تطور في أي وقتٍ في سياق لقاء مرتقب بين الرئيس عون والبطريرك الراعي، وذلك ربما من خلال زيارة مفاجئة قد يقوم بها البطريرك الراعي إلى قصر بعبدا، مع العلم أن واقع العلاقات ما بين الطرفين لا تشبه أي واقع في عهودٍ رئاسية سابقة، مع العلم أن بكركي تضع أولويةً لديها مراعاة موقع رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين الصرح البطريركي وقصر بعبدا، تبقى ثابتة بصرف النظر عن التباينات في النظرة السياسية إلى عناوين وطنية ولا تريد حصول أي تشنّج أو حتى أي صدام ما بين قصر بعبدا وبكركي، فإن مصادر مسيحية واسعة الإطلاع، تكشف عن أن الخلاف كبيرٌ جداً بين الطرفين.

وكشفت هذه الأوساط ، أنّ "القرار بالنسبة للواقع المسيحي في لبنان ليس بيد الطرفين، وذلك من أجل الإلتقاء حول مقاربة واحدة ونظرة واحدة للواقع المسيحي في لبنان. وأكدت أن القرار الفعلي بتحديد التوجهات والتوازنات أيضاً ليس في بيروت بل في مكانٍ آخر، حيث يتمّ البحث بواقع المنطقة ، وحيث قد تكون العودة إلى سيناريوهات سابقة في التسعينات وأواخر الثمانينات عندما كان التوافق بين موسكو وواشنطن وباريس والخليج ودمشق وحتى تل أبيب، على الوصاية السورية على لبنان بعد الحرب".

ورداً على سؤال حول حظوظ تكرار مثل هذا السيناريو في المرحلة الحالية، رأت الأوساط المسيحية، أنه "من الصعب حصول هذا الأمر بعد توقيع اتفاقٍ دولي وإقليمي جديد إنطلاقاً من مفاوضات فيينا"، مشيرةً إلى "سببٍ وحيد يتعلق بثروة لبنان من الغاز، ولذا فإن اللبنانيين والمسيحيين وعلى إختلاف مقارباتهم للوضع الداخلي، هم أمام تحدٍ مصيري اليوم وهو أن يكونوا كتلةً واحدة، وذلك يكفل أن لا تكون الحلول والتسويات وبتعبير واحد، عملية تقسيم المنطقة وفق "سايكس بيكو" جديد، على حسابهم".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...