"د. وجيه الحاج" يشُقّ طريقه نحو النجاح!

                                               

خاص- أنطونيلا جعلوك

 كما تعودنا دائماً الإنجازات الطبيّة الحديثة تخرج من قلب لبنان إلى العالم بأسره ! فالإبداعات الطبيّة لها الحُصّة الكبيرة لدى الأطبّاء اللبنانيين . ومن هنا علينا أن نُسَلط الضوء على إنجازٍ طبيّ جديد عمل عليه أمهر وأبرع أطبّاء الأسنان في لبنان, ومن جديد يعود  "د. وجيه الحاج" إلى العلن ليكون حديث العالم بإنجازاته الرائعة.

من يريد الوصول إلى القمة عليه المُثابرة جاهداً لتحقيق هدفه, نحن في عصر السرعة والتكنولوجيا حيث أنّ الطبّ بلغ ذروته في الإختراعات والتقدم الصاروخي . من يطلب العلم يناله! هذه سياسة "د. الحاج" بسبب عشقه لمهنته كرّس وقتاً كبيراً من حياته للإنجازات الطُبيّة , من وجهة نظره الإبتكارات الطبيّة لا تأتي من ت    لقاء نفسها ونحن جالسين في المنزل بل علينا تقضية من الوقت ما يكفي في مختبرات علم البيولوجيا, مختبرات الفمّ ومختبرات علم البكتيريا لإتمام هذه الإبتكارات .

نحن محاطون بكميات لا تُحصى من البكتيريا وأصبحت جزء لا يتجزء من حياتنا حيث أنّها لا تعيش بمفردها في أجسادنا بل داخل نظام إسمه "البيوفيلم" "Biofilm" وهو مجموعة من البكتيريا موجودة داخل عصب الفمّ تتغذى على بعضها البعض حيث أنّ الواحدة تقوّي الأخرى من خلال الأكل ويشكلون نظام بكتيري قويّ وصعب كسره ومن المستحيل التغلب عليه. ومن هنا طرأت فكرة على الطبيب لمعالجة هذا "البيوفيلم" والتغلب عليه من خلال إختراعه خارج الفمّ للتمكّن من رؤيته جيّداً والتمكن من لمسه والعمل عليه بواسطة المجهر ومن خلالها نستطيع معرفة نموّ البكتيريا وأعدادها وهل قد ماتت أو إزدادت أعدادها . قرّر "د. الحاج" مع "جامعة القديس يوسف" في بيروت وجامعة "Ghent" في بلجيكا ومختبرات العلوم الجرثوميّة العمل على "البيوفيلم" خارج الفمّ وهو نسخة طبق الأصل عن الموجود داخل الفمّ وهو نفسُ البكتيريا الموجودة وطريقة تفاعلها وقد نجحوا في هذا الإبتكار بعد عملٍ شاق دام 5 سنوات .

الغاية من هذا الإبتكار الطبّيّ هي غاية تعليميّة بحتّ لمساعدة التلامذة على تطور مهارتهم وإفادتهم في العمل على "البيوفيلم" وكل ما هو متعلق بالعلوم الجرثوميّة من خلال تجربة الأدويّة على هذا النظام ومعرفة ما هي الطريقة الأنسب للقضاء على هذا النظام الجرثوميّ الفتّاك! بسبب هذا الإبتكار الفريد إستطاع التلامذة المُقدمون على شهادة "الدكتورا" من جميع أنحاء العالم إستخدام "البيوفيلم" والعمل عليه وإجراء  دراسات مقارنة بين الأدويّة التي ممكن أنّ تتغلّب على هذه البكتيريا والوصول إلى أفضل دواءٍ بإمكانه قتل البكتيريا الموجودة داخل "البيوفيلم" .

لا يمكن التوصل إلى أدوية مناسبة لقتل البكتيريا إلاّ من خلال إختراع هذه البكتيريا خارج الفمّ لتصبح أوضح على النظر والتمكن من تجربة عدد من الأدويّة لينجح دواءٍ واحدٍ ويصبح معتمداً عالمياً من قبل الأطبّاء.

"بالحياة في نحنا وضدنا في الآ نحن" جملة لا تفارق لسان "د. وجيه" فهو دائماً يرددها أمام تلامذته والمقصود فيها أنّ في الحياة موجود الإنسان ومناعته وقوّته أمّا في المقابل "الآ نحن" أيّ البكتيريا والجراثيم المُحاطة بنا . منذ القديم , اليوم وفي المستقبل لا نستطيع الإستمرار من دون التغلب على هذه البكتيريا , أكبر دليل هي جائحة "كورونا" التي فتكت بالعالم أجمع وحصدت كميّات هائلة من الأرواح بسبب فايرس تغلب على أجسادنا وبسبب التأخر في الوصول إلى لقاح  لتقوية المناعة بوجه هذه البكتيريا .


علينا إستباق البكتيريا الموجودة بداخلنا التي تتطوّر وتقوّي نفسها بشكلٍ كبير لهذا كان إختراع "البيوفيلم" خارج الفمّ  أساسيّ لإجراء دراسات كُبرى  من خلال أحدث الآلات الطُبيّة والوصول إلى الأدويّة المناسبة وإستباق الهجوم البكتيري الذي يتطور يوماً بعد يومٍ والعمل على مكافحته .

مرّةٍ جديدة يتغلّب الإنسان على نفسه ويتقدّم في العلم إلى حيث لا نهاية . ويبقى السؤال يطرح نفسه هل التقدّم الطبّيّ يمكنه الوصول إلى أدويّة تتغلب على الأمراض المزمنة والمُميتة ؟ 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...