هَل خرج المفتي دريان عن "عباءة" الحريري وإلتحق بالسنيورة؟

 

مُستغلًا مناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة سياسية "عالية النبرة"، داعيًا إلى "المشاركة بكثافة في الإنتخابات النيابية، ووضع دار الإفتاء رأس حربة في معركة مواجهة مشروع حزب الله في لبنان عمومًا وبيروت خصوصًا، في إشارة واضحة إلى أن دار الإفتاء لم تسلك الطريق الذي رسمه الرئيس سعد الحريري لتيار المستقبل، مقاطعة الإنتخابات ترشحًا وتصويتاً. لكن هل يمكن وضع تصريح المفتي دريان كإعلان خروجه عن "عباءة" سعد الحريري على غرار عدة شخصيات أخرى خلعت الرداء الحريري وارتدت ثوب السنيورة؟

يُشكل دار الإفتاء مرجعاً وطنيًا سنيًا لجميع اللبنانيين من مختلف المناطق، ومنذ ما قبل إعلان الحريري رحيله عن الحياة السياسية، أراد المفتي دريان عدم ترك الساحة للفراغ القاتل، لذلك وكَّل نفسه مهمة تصويب البوصلة السياسية والشعبية، مُشدّدًا على ضرورة المشاركة في الإنتخابات النيابية كي لا تصبح الطائفة في خبر كان.مصدر في دار الفتوى أكّد أنّ "الكلمة التي أدلى بها المفتي دريان هي دعوة صريحة للمُشاركة في الإنتخابات النيابية، والمسألة لا تتعلَّق بالخروج من تحت عباءة الرئيس الحريري بقدر ما هي موقف خاص بالدار حصرًا"، مؤكدًا أنّ "المفتي لا يمكنه أن يخرج عن رأي الأكثرية السنية في البلد، خاصة أنه لا يُوجد موقف سني جامع لمقاطعة الانتخابات، وبالتالي المفتي لن يطلب غير ذلك، أن يذهبوا إلى الانتخابات لإجراء التغيير المطلوب، لأن دريان يعلم تماماً أن الإنكفاء أو التراجع السني سيكون لصالح المشروع التبعي أو المشروع الخارجي ويضر بالفريق السيادي الذي يسعى لإنقاذ البلاد والعباد".

وكشف المصدر، أن "الرئيس سعد الحريري خرج طوعاً بإرادته من المشهد السياسي، لكن هذا لا يُلزم الطائفة السنية بأكملها أن تقاطع أو تعتكف، وبالتالي لا يستطيع المفتي أن يُشكل غطاءًا لموقف الحريري، سواء عبر تأييده أو لا، فهو لا يستطيع أن يدعو إلى أي مقاطعة أو إنكفاء أو أن يتجاهل هذا الاستحقاق الأساسي. لذلك ظهر كلام المفتي واضحاً بأن على الطائفة السنية أن تقول كلمتها، لأن دورها مؤثر في اللعبة الداخلية، رغم إدراك دريان لصعوبة أن تفرز الانتخابات كتلة نيابية تواجه حزب الله ومشروعه، لكنها على الأقل لا تكون قد أخلت الساحة للحزب وحلفائه بأن يحصدوا المقاعد أو أن ينفردوا بالساحة السنية ويسلبوا قرارها".

يَدور في كواليس دار الفتوى كلامًا عن دعم غير مُعلن من دريان إلى لائحة الرئيس فؤاد السنيورة، لكن هذه الأقاويل لا تتبناها الدار، بل على العكس، حيث أكّدت المعلومات أن "المفتي يقف على مسافة واحدة من جميع اللوائح السيادية، وتحديداً في بيروت، ويُمكن القول أنه عالق بين 3 لوائح، لائحة النائب فؤاد مخزومي الذي يعتبر الداعم المالي الكبير للمؤسسات التابعة لدار الفتوى، لائحة السنيورة التي يرأسها الوزير السابق خالد قباني وهو مقرب جداً من المفتي ومستشار أول لدار الفتوى، ولائحة رجل الأعمال نبيل بدر الذي ولَّاه المفتي على بيت مال المسلمين قبل أشهر قليلة، لذلك من الصعب على دريان أن يعلن تبنيه لائحة معينة على حساب أخرى.

حتى اللحظة لم يُمرِّر الرئيس الحريري أيّ كلمة سرّ لمُناصريه تتعلَّق بدعم إحدى اللوائح الانتخابية، كما أنّ دار الفتوى لا تزال على الحياد من جميع اللوائح بإستثناء لائحتي الثنائي الشيعي والأحباش، لكن الأيام القادمة ستشهد تسويات جادة تساهم في ولادة حالة سياسية جديدة على المستوى البيروتي، فلننتظر ونرى".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...