مخطّط خفيّ يُحاك لـ طرابلس... ما علاقة الجيش؟!

 

مأساة زورق الموت في طرابلس لم تكن الأولى وربما لن تكون الأخيرة، ولكن المسؤولية فيها لا تقع على المواطنين اليائسين والمُحبطين الذين غرقوا في البحر، فالمسؤولية، وفق ما أفادت أوساط مواكبة واسعة الإطلاع، "تبدأ بالبداية من العصابة التي كانت تستغلّ المواطنين لتهريبهم إلى دول أوروبية من خلال إستخدام مراكب غير مؤهلة، إذ كان يتمّ تهريبهم لقاء مبالغ معينة، ويُقال إن تكلفة الشخص من 1000 إلى 1500 دولار، وبالتالي فإن وجود 84 شخصاً على متن الزورق، يعني أن العصابة التي جنت مئات الآلاف من الدولارات، هي التي تتحمّل المسؤولية".

وشدَّدت الأوساط على أنّ "من يتحمّل المسؤولية بالدرجة الأولى، هي الفئة السياسية الموجودة وتمثّل المدينة منذ العام 1990 إلى اليوم وهي المسؤولة عن جعل طرابلس المدينة الأكثر فقراً على البحر المتوسط".وكشفت الأوساط نفسها عن "وجود مُخطّط ومشروع واضح، بدأ يظهر فور الإعلان عن غرق المركب، من أجل تحميل الجيش اللبناني المسؤولية"، مُشيرةً إلى أنّ "جهةً ما، تُحاول اليوم دفع الأمور بإتجاه الصدام في طرابلس ما بين الفقراء سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، علماً أن المستفيد الاول من هذا الموضوع هو الشخص الذي فشل بإستثمار الموضوع الإقتصادي في الإنتخابات النيابية وهو الذي يريد دفع هذه الأصوات الغاضبة التي ترتفع اليوم ومن المؤكد أن عددها سيزيد في الأيام المقبلة، نتيجة تدحرج كرة الثلج الموجودة.

وكشفت الأوساط عن أن هناك "مَن يريد تجميع هذه الأصوات الغاضبة واستغلالها ودفعها باتجاه التصويت للوائح محددة، يعني نتكلم عن لوائح تغيير، إذاً نحن امام استغلال سياسي واضح لما حصل".

ومن ضمن هذا السياق تحدّثت الأوساط المُطلعة، عن أنّ "الإنطباع الأول من الإحتجاجات التي حصلت في طرابلس بالأمس، يشير إلى وجود جهةً تعمل على دفع هذه المأساة بإتجاه تطبيق أجندة أمنية معينة، وتحويل طرابلس إلى مدينة غير آمنة".

وأوضحت أن السؤال اليوم لدى البعض: "هل "نحن ذاهبون إلى إلغاء الإنتخابات؟ ولكن الجواب هو بالطبع لا، ولا لتأجيلها أو تطييرها، لأن حصول الإنتخابات في لبنان ناتج عن قرار دولي، وبالتالي لن يتوّقفوا عند تفاصيل أية حوادث كالتي حصلت اليوم".

ولكن الأوساط نفسها لفتت إلى أن "التسخين الذي يحصل اليوم في طرابلس، سيرتدّ حكماً على الإنتخابات النيابية لجهة إستغلال وتوجيه الأصوات الغاضبة تحديداً والتي ستزداد، وفق خيارات انتخابية معينة".