كلفة الفوضى مُدمّرة شمالاً

 

"البحر من أمامكم والإنهيار من ورائكم" ، هي المعادلة التي تتكرّر مرةً جديدة في الشمال من خلال مأساة "زورق الموت"، والهجرة غير الشرعية التي يلجأ إليها الفقراء في محاولة للهروب من نار جهنّم التي أحرقتهم للخلاص من المأساة التي يعيشونها. 

وبمعزل عن أصوات الإحتجاج في الشارع، والإستنكار السياسي على مساحة الوطن، فإن المأساة قد استدعت حالاً من الإستنفار على كل المستويات في منطقة الشمال، كما كشف النائب علي درويش، والذي أوضح أن خطواتٍ ستظهر في الساعات المقبلة تترجم ردود الفعل من قبل كل فاعليات المنطقة السياسية والروحية.

وإذ رفض النائب درويش رداً على سؤال لـ "ليبانون ديبايت"، الدخول في أية خلاصات أولية حول الحادثة وارتداداتها أمنياً وسياسياً، لا سيّما في طرابلس، حيث الوضع ما زال شديد التوتر، فهو أكد أن الأولوية اليوم هي للتهدئة والسعي إلى معالجة الوضع الميداني بعد الإحتجاجات الأخيرة، ولفت إلى أن أهل طرابلس والمنطقة واعون لخطورة الأوضاع، وفاعليات المدينة تعوّل على هذا الأمر، وعلى الرغم من حصول بعض الصدامات بين بعض الشبان الغاضبين والمسؤولين أو عناصر الجيش، إلاّ أن السواد الأعظم من الأهالي الموجوعين أكثر من غيرهم، يدركون أن المؤسّسات هي مرجعيتهم، والجيش هو الذي يحميهم ويحمي كل اللبنانيين.

وأعلن النائب درويش، إن الفوضى في الشارع هي مدمّرة لأهالي الشمال وطرابلس ولكل اللبنانيين، لأن كلفة الفوضى ستكون مرتفعة على الجميع، ولدى كل الفئات والأطراف والمصابين بهذه المأساة أم غيرهم من اللبنانيين. وأسف لأن البعض قد بادر إلى استغلال الوجع لدى أهل طرابلس تحت شعارات معينة، مؤكداً أن التركيز حالياً، وفي ظلّ الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان كله، هو على المعالجات الصحية والدائمة وليس المرحلية، علماً أن حال اليأس التي يعانيها أهل المدينة والمنطقة بأكملها، هي التي دفعت نحو الهجرة غير الشرعية رغم كل مخاطرها، ولكن الأهم هو الوقوف مع الناس إلى أقصى حدٍ ممكن، لأن اليأس قاتل ونحن اليوم نشاهد نهايته.

وليست الحادثة الأولى في مسلسل الهجرة غير الشرعية والممارسات التي تقوم بها عصابات متخصّصة بها، وفق النائب درويش، الذي تحدّث عن تحقيقات تجريها المؤسّسة العسكرية، والتي تلتزم بإجراءاتها وتفاصيلها، ولكن في حال تبيّن وجود بؤَر أمنية معينة، كما سبق وأن أشارت الأجهزة الأمنية في السابق وفي بعض الأماكن، وبالتالي، فإن الجيش سيحبط أي محاولة للإنزلاق نحو الفوضى، لأنه من غير الممكن ترك الوضع يجنح باتجاه ترك البلد في مهبّ الفوضى.

وعن التحرّكات المُسجّلة في الأيام الماضية على صعيد الوقوف إلى جانب أهل المنطقة، أشار النائب درويش، إلى تداعي للتجمّع على مستوى طرابلس برئاسة مفتي الشمال محمد إمام، والذي يقوم بكل الجهود اللازمة مع المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية كما مع السياسيين، لتقديم المساعدة على كل المستويات من أجل التخفيف من حجم المعاناة، مع العلم أن الحاجات ضخمة، والوضع لا يُحتمل إجتماعياً ومادياً واقتصادياً، وهو ما دفع العائلات إلى الهرب عبر البحر بسبب اليأس. لكنه استدرك رافضاً أية مساعدات من أطرافٍ سياسية تحمل أجندات خارجة عن مصلحة أبناء المنطقة في المرحلة الراهنة، موضحاً أن الهيئة العليا للإغاثة هي المرجع لدعم الأهالي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...