لعبة الأمم تُغرق المنطقة بالإرباك والأعداء


 تغييرات كثيرة تحدث في مرحلة خلط الأوراق وعمليات رسم خارطة جديدة في المنطقة كما في العالم  وإذا كان لبنان غائباً عن هذا الحراك بعدما تحول ساحة وورقة من بين الأوراق المطروحة، فإن التطور البارز الذي أطلقته عملية بني براك الفدائية في "يوم الأرض" في فلسطين، أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وحمل مؤشرات على أن المنطقة مقبلة على نهج جديد من العمليات المقاومة الفلسطينية والتي تمددت نحوساحات جديدة أيضاً. لكن اللافت في عملية بني براك، هو أنه لم تتبنّاها أية منظمة أو حركة أو جهة فلسطينية عبر بياناتٍ واضحة.

المحلل والباحث العسكري ناجي ملاعب، قرأ في هذا التطور دلالةً على أن التحالفات في المنطقة لم تتركز بعد،  إن التنظيمات الفلسطينية و الإسلامية اكتفت بالتأييد والترحيب بالعمليات الثلاث التي حصلت في الأسبوع الماضي، خصوصاً وأننا لم نلحظ أن أياً من القوى الفلسطينية التي ترعاها إيران، تتبنّى العملية كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شجبها واستنكرها واعتبرها إرهاباً.وعن إرتباط هذا التطور مع مرحلة تشكيل الأحلاف في المنطقة والإصطفافات الجديدة على المسرح الدولي، أوضح ملاعب، أن "الإرباك في الساحات الاقليمية والشرق أوسطية، تيعود بالدرجة الأولى إلى عمليات التموضع التي تتشكّل على المسرحين الدولي والإقليمي، لافتاً إلى أن حدثين قد وطبعا المشهد الإقليمي أخيراً، الأول هو قصف منشآت ارامكو في السعودية بقسوة، وبصواريخ إيرانية من اليمن، وبالتالي فمن المؤسف تصوير إيران عدوة بينما العدو هو الإسرائيلي، والثاني العملية الفلسطينية النوعية في الداخل الإسرائيلي والتي لم تتبلور ارتداداتها بعد، وفي النظرة الأولية فإن عمليةً من هذا النوع جرى تحضيرها منذ فترة لأن منفذها ليس من فلسطينيي الداخل بل من الضفة،وقد تمّ تأمين وسيلة نقل له وهي دراجة نارية وسلاحاً وذخائر على الرغم من المراقبة الشديدة، ما يؤشر إلى أن الموضوع محضّر منذ مدة وأصبح جاهزاً والمهمّ كان التوقيت الذي صادف في يوم الأرض وبعد ساعات معدودة على اجتماع النقب، ولكن الأساس هو يوم الأرض".

وإستغرب ملاعب، أن "نشهد تأييداً من حركة "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" ، ووضعها في سياق بذكرى يوم الأرض، وبالتالي فإن عدم التبنّي يشير إلى أن ما يحصل على مستوى الإقليم يدلّ على أن هذه العملية أتت عكس التيّار لأن ايران هي في مرحلة تشهد مرونة اميركية وفرنسية تجاهها في ظل السعي الأميركي إلى توقيع اتفاق معها وجعلها في صفّه كما استرجعت فنزويللا كذلك اعتبر أن هذه العملية أتت منفردة، ومنفذها تلقى تدريباً متقدماً وحديثاً واستخدم سلاحاً فاعلاً وسريعاً، ولم يستهدف شرطيين نساءً وأطفالاً، بل رجال شرطة ومدنيين علماً أن كل إسرائيلي هو مجند في الجيش".

ومن ضمن هذا السياق لفت إلى أنّ "روسيا قد عرقلت مفاوضات فيينا لأنها تريد تمرير نفطها عبر إيران وهنا فإن الإيراني أمام خيار الموافقة على العرض الروسي أو يذهب للتفاهم مع واشنطن فتكون أميركا استرجعت ايران وفنزويللا إلى صفّها، واذا حصل ذلك تصبح إسرائيل في ضفة أخرى أي انها لن تسمح برفع العقوبات عن إيران وبأن تصبح إيران دولةً نووية لذلك فإن اسرائيل وبعض المعترضين في الخليج العربي على السياسة الأميركية سيصبحون في حلفٍ واحد".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...