التوترات تهدد بفلتان الأمن... ومخاوف من الغرف السوداء والصواريخ المشبوهة


 جاء في "الجمهورية":

أسئلة كبيرة تفرض نفسها على سطح المشهد الداخلي: ماذا يُحضّر للبنان؟ وإلى أين يُقاد؟ وأي نفق يُراد إدخاله فيه؟ ومن يدفع الى ذلك؟ وخدمة لأيّ أجندة؟

ما فرضَ هذه الأسئلة، هو مجموعة من الكرات النّارية التي تدحرجت تِباعاً وبشكل مريب على طريق الانتخابات، بالتزامن مع تقلّص الفترة الفاصلة عن موعد إجرائها الذي بات على مسافة 19 يوماً تلك الكرات أخضَعت الواقع اللبناني لعوامل توتير خطيرة، أحاطت الاستحقاق الانتخابي بعلامات استفهام حول مصيره ووضَعته في خانة الاحتمالات التعطيليّة وهو الامر الذي دفع مستويات سياسية متعددة الى رفع الصوت التحذيري من اي محاولات لنسف الانتخابات النيابية وتأجيلها، معتبرة انّ حصول ذلك معناه دخول لبنان في مجهول.

وكان البروز الاخطر لتلك العوامل ما جرى في طرابلس نهاية الأسبوع الماضي، بالاشتباكات والظهور المسلح الكثيف، والاعتداء على مراكز الجيش اللبناني، وقطع الطرقات، ما حوّلَ المدينة الى ساحة فوضى. وقابَلتها تحرّكات احتجاجية وقطع طرقات في العديد من المناطق وصولاً الى بيروت والبقاع وصيدا، وقابَلها ايضا حادث مريب تمثّل في الاشتباكات العنيفة التي حصلت في منطقة عائشة بكار في بيروت وحوّلتها إلى ساحة مطاردات بين مسلحين ومن يسمّون بـ"ديوك الاحياء" وفي موازاة ذلك، تفاعَل الحدث المفجع الذي تجلّى في غرق "مركب الموت" وأدى الى سقوط عدد من الضحايا. 

وفيما أمضى لبنان، امس، يوماً من الحداد العام على الضحايا، تمّ أمس تشييع عدد منها، بالتوازي مع تواصل محاولات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، فيما رجّحت مصادر طبّية لـ"الجمهورية" صعوبة العثور على ناجين، تتكثّف التحقيقات لجلاء ملابسات ما حصل، وتحديد المسؤوليات، بدءاً من لحظة انطلاق "مركب الموت" ووصولاً الى لحظة الغرق المشؤوم وكيفية حصوله. يُشار الى انّ مجلس الوزراء سيعقد جلسة استثنائية عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر الثلاثاء في الق

صر الجمهوري للبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته إضافة إلى البحث في الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية. 

الصواريخ المشبوهة

على انّ الاخطر في هذا السياق، هو دخول "الصواريخ المشبوهة" على خط التوتير الداخلي، حيث تمّ إطلاق بعض الصواريخ في توقيت مريب ايضاً، من الاراضي اللبنانية في اتجاه فلسطين المحتلة، استَتبعه قصف اسرائيلي عنيف لبعض المناطق اللبنانية. وفيما بقيت الصواريخ لقيطة حيث لم يتبنّ أي طرف اطلاقها، اشارت اسرائيل عبر مستوياتها العسكرية والاعلامية الى تحميل المسؤولية عن اطلاق الصواريخ لحركة "حماس".

الأزمة المعيشية

وفي موازاة الفلتان الخطير الذي يسود كل مناطق لبنان، وتَزايد السرقات والجرائم من دون أي رادع يقمع هؤلاء اللصوص ومحمياتهم، يبرز فلتان أكثر خطورة يتبدّى في التسخين المالي ورفع سعر الدولار الى مستويات خيالية. بما يقضي نهائياً على أي قيمة للعملة الوطنية ويرمي اللبنانيين في فقر شامل وحقيقي هذه المرة.

في هذه الاجواء تطرح تساؤلات برسم السلطتين السياسية والمالية:

- لماذا تحرّك الدولار الآن، وقد بات يطرق باب الثلاثين الف ليرة؟

- مَن أوحى أو أوعَز أو أمر بتحريك السوق السوداء؟

- أي غرف سوداء تسعى إلى احداث فوضى اجتماعيّة ومعيشيّة في هذا التوقيت بالذات، واشعال نار الاسعار.

وبحسب مصادر مسؤولة لـ"الجمهورية" فإنّ ما ما يحصل، سواء على المستوى الامني او على مستوى الدولار، مُنطلق من خلفية السعي لإدخال البلد في نفق شديد الخطورة ليس على مستقبله كنظام فحسب، بل على مستوى بقائه كوطن وكيان".

وسألت المصادر: "أي انتخابات نيابية ستجري في هذه الاجواء؟ وهل هي مصادفة ان نصل في هذه الفترة الى صفر كهرباء؟ وكيف سيؤمّن التيار يوم الانتخابات لمراكز الاقتراع ونقاط الفرز؟.

وأعربت عن بالغ خشيتها من ان "يكون ما حصل في طرابلس من توترات في الايام الاخيرة نذير شؤم على مستوى البلد بشكل عام، تكرّ فيه سبحة التوترات في اكثر من منطقة، وربما يندرج ذلك ضمن سيناريو تعطيلي للانتخابات".

وفي السياق نفسه، سألت "الجمهورية" مرجعا امنيا عن حقيقة الاجواء السائدة، فقال: كل الاجهزة الامنية والعسكرية تضع في اولويتها الحفاظ على أمن اللبنانيين وتعزيز الاستقرار الداخلي، الا انه كما هو واضح ثمة اياد خبيثة تسعى الى دفع البلد الى منزلقات خطيرة. والعيون الامنية ساهرة لمنعها من تحقيق مرادها.

وردا على سؤال عمّا يتردد في اوساط عن أن الاستقرار الامني مهدد، وان بعض الجهات تُحَضّر لنسفه قبل الانتخابات، اكد المرجع وضع البلد بشكل عام في العناية الفائقة، وكل المستويات الامنية والعسكرية على جهوزيتها. الوضع حسّاس ودقيق بلا ادنى شك، لكننا لسنا قلقين من بروز تطوّرات دراماتيكيّة، فلسنا مكتوفي الايدي، نعمل ليلا ونهارا، وعلى جهوزيتنا الكاملة، لعدم السماح بالمَس بأمن لبنان واللبنانيين، اضافة الى تأمين كل العناصر الحمائية للانتخابات النيابية، لتسير بشكل طبيعي وفي جو من الامن والاستقرار".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...