إقتراع المغتربين لن يُطلق معركة الرئاسة


 يروي أحد المتابعين أنّ ما يواكب انتخابات المغتربين هو «بروفا» لِما قد نشهده في الخامس عشر من أيار المقبل، مع فارق وحيد هو أنّ الاصطفافات الاكثر في الخارج هي في الوسط المسيحي بين الاحزاب وقوى المجتمع المدني.

الى الـ ٢٢٥١١٤ مواطنا لبنانيا الذين ينتشرون في ٥٩ دولة وتسجّلوا لممارسة حقهم في الاقتراع، تتطلّع تلك الاحزاب والقوى التي تعتبر انّ المغتربين «سيَقلبون المعادلة في الخامس عشر من ايار».

 

لكن «يكون واهماً من يعتقد أنّ اقتراع المغتربين سيرفع من رصيد حظوظه واصواته في انتخابات الداخل. كما انه واهِم مَن وضع في حساباته انّ تلك الانتخابات ستشكل سلاحا يحاصر فيه خصومه ويُمكّنه من التقدم عليهم».

 

ففي انتخابات المغتربين يجب انتظار عدد الذين سيقترعون، وتوزع أصواتهم على مستوى الدوائر. والأهم مهما حاولت بعض الجهات استقطاب كُتل تجييرية من بين جمهور احزابها في الاغتراب او من بين المؤيدين لمرشحي المجتمع المدني، لا يمكن التعميم والقول إنّ المسجلين في دائرة واحدة قد يؤثرون على النتائج فيها لجهة من دون أخرى، لسبب بسيط هو أنّ هؤلاء لا يشكلون كتلة واحدة.

 

أكثر من ذلك، صحيح ان النسبة الاعلى من بين الطوائف التي تسجّل أبناؤها للاقتراع هم من الموارنة، اذ بلغ عددهم ٧٤٠٧٦ ناخباً وتلاهم السنّة ٤٥٨١٥ ناخباً، وانّ النسبة الاعلى بين المسجلين على مستوى الدوائر هي في دائرة الشمال الثالثة 26682 وبيروت الثانية 26459، لكن موارنة الدائرة الثالثة لا يصبّون جميعاً في خانة حزب دون آخر أو مجموعة من مجموعات المجتمع المدني دون الاخرى.

 

وبالتالي، ما يروّج له عن أن اقتراع المغتربين في الشمال الثالثة، الدائرة التي تسمى «دائرة مرشحي رئاسة الجمهورية»، لن يساهم، كما تشتهي القوى الحزبية المسيحية التقليدية كـ»التيار الوطني الحر» وحزبي «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» وتيار»المردة»، في إطلاق معركة الرئاسة ولعبة تحديد الاحجام وصحة التمثيل والزعامة المارونية من باب اقتراع المغتربين.

 

في الموازاة، لا يمكن لمَن يسعى «مُستشرساً» لخلافة تيار «المستقبل» وزعيمه سعد الحريري في بيروت الثانية أن يقدّم نفسه بديلاً من الحريري وزعامة الطائفة سياسياً، من باب اقتراع المغتربين السنّة المسجلين في دائرة العاصمة الثانية.

 

بناء على كل ما تقدّم، يختم العالمون بالشأن الانتخابي بالتأكيد أنه لا يمكن لأحد حسم التوجهات مسبقاً. «فلعبة بعض الاحصائيات والارقام المبالَغ فيها لا تعدو كونها أرقاماً تستخدم كسلاح في الحملات الانتخابية». فالناخب في الاغتراب مهما كان توجّهه السياسي، يبقى أكثر تحرراً من الناخب المقيم لِبُعده عن كل الاجواء والضغوط التي تأسره وتؤثر على خياراته.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...