عودة السفيرين السعوديّ والكويتيّ… "دعم معنويّ للقوى المعتدلة"

 

جاء في "النهار": 

سلكت العلاقات اللبنانيّة - الخليجيّة منحى الحلحلة بمساعٍ فرنسيّة، وذلك بعدما شهدت توتّراً متصاعداً في الأشهر الماضية، تسبّب في زعزعة العلاقات وسحب سفراء الدول الخليجيّة من لبنان.

وعلى مسافة أسابيع قليلة من الانتخابات النيابية وتزامناً مع الاتفاق المبدئيّ مع صندوق النقد، والحراك الذي يشهده الملفّ اليمنيّ، عاد اليوم سفيرا المملكة العربية السعودية وليد البخاري وسفير الكويت عبد العال القناعي بعد أكثر من خمسة أشهر على استدعائهما، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبنانيّ السابق جورج قرداحي حول الحرب اليمنيّة وقضايا تهريب المخدّرات إلى الخليج من لبنان.وكانت جولة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على دول الخليج الكويت وقطر وعمان أكّدت لباريس أنّ هناك جوًّا إيجابيًّا جديدًا لدول مجلس التعاون الخليجيّ حيال عودة الاهتمام بلبنان. وسبق للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري أن زار العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي في إطار المحادثات الفرنسية السعودية التي تتابعها الرئاسة الفرنسية عن كثب عبر الديبلوماسي باتريك دوريل المسؤول عن الشرق الأوسط في فريق الرئيس إيمانويل ماكرون. 

فهو على اتّصال يوميّ بالمسؤولين السعوديين حول الملفّ اللبناني لمتابعة قرارات قمّة ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدّة. وباريس بدت على قناعة أنّ السعودية ستعاود اهتمامها في لبنان خلال الانتخابات مع عودة السفير بخاري التي تشكّل إشارة مهمّة لاهتمامها بلبنان والانتخابات فيه.

ويرى مراقبون أنّ الدول الخليجية تهدف من خلال العودة إلى تعزيز موقع خصوم "حزب الله" في الداخل، ودفع المتحالفين معه إلى ممارسة ضغوط عليه أو تحييد أنفسهم على أعتاب الانتخابات.

ويعتقد المحلّل السياسيّ السعودي خالد باطرفي أنّ "العودة الخليجية تكتسب قوة معنية وتقدّم دعماً معنوياً للقوى المعتدلة وقد تساعدها في إعادة المسار اللبناني الى صوابه"، وفق تعبيره. ولاحظ وجود استجابة من الطرف اللبناني للشروط الخليجية لاسيّما في ما يتعلّق بالنبرة الهجومية من أطراف لبنانية ضدّ دول الخليج، بالإضافة الى الجهد الأمني لمواجهة تهريب المخدرات.

من جهتها، اعتبرت رئاسة الجمهورية أنّ عودة السفير الكويتي هي بمثابة "مبادرة إعادة بناء الثقة". في حين رحبّت وزارة الخارجية والمغتربين بهذه الخطوة في بيان أثنت فيه على العلاقات التاريخية بين البلدين.

بعد ساعات على إعلان وزارة الخارجية السعودية عودة سفيرها وليد بخاري إلى لبنان "استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان"، نشر بخاري صورة تجمع علمَي لبنان والسعودية، عبر حسابه في "إنستغرام"، في خطوة لافتة تؤكّد العودة الخليجية إلى بيروت وهذه الصورة تُعَدّ التعليق الأوّل لبخاري على خطوة السعودية بالأمس.وفي بيان لها، أكّدت المملكة العربية السعودية، مساء أمس، "أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعمّ لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان في وطنه".

من جانبه، ثمّن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها وليد البخاري إلى لبنان، مؤكّداً أنّ الأخير "يفخر بانتمائه العربي ويتمسّك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد".

ومنذ اشتعال الأزمة بين لبنان والسعودية، لعبت فرنسا دور الوسيط الدولي بين الأطراف اللبنانية والدول الخليجية، إذ تعتبر باريس لبنان نقطة نفوذها وقوّتها في الشرق الأوسط، وبذلك فإنّ حرصها على إعادة لبنان إلى محيطه العربي، وحثّ الدول الخليجية على مساعدته، يصبّان في مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، كما يزيدان من أسهم ماكرون قبل الانتخابات الرئاسية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...