فرنجية مُرشّحًا للرئاسة... وبموافقة باسيليّة


 رِغم أنّ "المجالس بالأمانات"، فإن الطّبع اللبناني يَغلب التطبّع، فلا يُمكِن أن تبقى هذه المجالس "أمينةً ومنيعةً" على التسريبات وبخلاف ما رُوّج وما قيل وما سوف يُقال، وبمعزلٍ عن النفي المُسبق واللاحق، فإنّ الإفطار الشهير الذي جمع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، مع رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، ورئيس "التيّار الوطني الحر" جبران باسيل، كان الطبق الرئيسي فيه، الإستحقاق الرئاسي في تشرين المقبل.

وهذا اللقاء الذي لم يَكن "يتيماً"، وإنْ من حيث الشخصيّات المٌشاركة فيه، فإن لقاءاتٍ تمهيدية كثيرة قد سبقته، وتمّ تتويجها بلقاء القمّة، الذي حَدّد الخطوط النهائية للمسيرة الرئاسية المقبلة.هذه المعلومات، التي كشفتها مصادر موثوقة، تُشير إلى أنّ "اللقاء خرج بـ "ثابتة " نهائية، مفادها أن مرشّح الرئاسة في تشرين المقبل هو سليمان فرنجية، وبموافقة باسيليّة قد يستغربها البعض، إلاّ أنّ التفاصيل التي تسرّبت جعلتها منطقيةً إلى أبعد الحدود".

هذا الفريق السياسي الموعود بأكثرية نيابية، نجح في إقناع باسيل، بأن المرحلة الحالية ليست مرحلته، لا سيّما وأن صورته قد تشوّهت في الفترة الماضية، وباتت بحاجة إلى ترميم لدى الرأي العام".

وبحسب الصفقة التي وافق عليها النائب باسيل، كما تؤكّد المصادر، فإنّ "هذا الأخير، سيُحافظ على مكاسبه التي نالها في الدولة، وسيُعيد ترميم صورته وترميم الثقة مع محيطه القريب والبعيد في المرحلة المقبلة، وخلال فترة تولّي فرنجية رئاسة الجمهورية، على أن تكون له وحده إدارة الحصص التي إكتسبها أيام ترؤس عمّه الرئيس ميشال عون للجمهورية اللبنانية، فيكون الوحيد المُخوّل بتسمية الخلف لأي منصب كان يشغله "عونيً" قبل شغوره.

ومن ضمن هذا السياق، تكشف المصادر، عن "حديثٍ لافت دار بين الرجلين خلال لقاء "الحارة"، حيث بادر باسيل، فرنجية بالقول:"خبر الإجتماع هذا سوف يُفرح مناصري التيّار"، ليردّ فرنجية :"خبر اللقاء هذا سوف يُحزن مُناصري المردة"، وذلك على خلفية ما عانى منه اللبنانيون والمسيحيون خلال السنوات الست الماضية.

وترتكز المصادر في معلوماتها، على أنّ هذا الفريق، قد درس جيداً نتائج الإنتخابات النيابية المُقبلة، حيث ستحظى 8 آذار بأكبر كتلة نيابية مسيحية، وستضمّ "التيّار الوطني الحر" وتيّار "المردة" وحزب "الطاشناق" إضافة إلى عدد من النواب المستقلّين، مما يُشرعن، وفق المصادر نفسها، ترشيح فرنجية كرئيسٍ مقبلٍ للجمهورية، على الرغم من أن عدد نواب كتلته، سيتراوح بين 3 و 4 نواب على أبعد تقدير، ويأتي ترشيحه من الكتلة المسيحية الأكبر لتنطبق عليه القاعدة التي إعتمدها الرئيس الحالي ميشال عون "ليحكم المسيحي الأقوى".

إلاّ أن ما لا يُمكن "إغفاله"، وفق المصادر، أنّ "هذا الإتفاق لن يجعل فرنجية رئيساً، لأن إختياره لهذا المنصب يحتاج إلى توازناتٍ داخلية ودولية وإقليمية، فإذا رجّح ميزان الداخل كفّة الأخير، يبقى عليه تجاوز التحدّيات الدولية أولاً والإقليمية ثانياً ولذلك تلفت المصادر، إلى "العلاقات الجيدة التي تربط فرنجية بالفرنسيين، كما أن زيارته إلى روسيا، تأتي في إطار إعادة ضخّ الحرارة في العلاقات مع الروس والتي يُمكن وضعها في خانة "الجيّدة."

وعلى الصعيد الاقليمي تشير المصادر إلى أنّ "علاقات جيدة تربط فرنجية مع دول الخليج التي لم يصدر في أي وقت موقف سيئ منه تجاهها وبالتالي ليس من إحتمال وضع فيتو من هذه الدول على اسمه، كما أنّ العلاقات التاريخيّة والشخصية التي تربطه بعائلة الرئيس السوري بشار الأسد ممّا يزكيه رئيساً محتملاً للبنان".

وتستعيد المصادر أن لبنان الذي شهد إستقرارا ملحوظاً منذ العام 1990 إلى العام 2005 كان نتيجة لمعادلة الـ "سين سين"التي حكمت تلك المرحلة والتي من المُرجّح عودتها بقوة، مع الإنفتاح الخليجي المُستجد على الساحة السورية".

وبالخلاصة ووفق هذه المعطيات فإنّ "فرنجية قد يحلّ ضيفاً لمدة ست سنوات على قصر بعبدا في حال جاء حساب الحقل وفق حساب البيدر".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...