بعد ثلاثة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا.. الحرب تدخل في "تطور مخيف"


 تتطور الحرب في أوكرانيا بسرعة إلى "صيغة مخيفة" بدأ الجميع يعترف بها، وقد تحمل مزيدا من المخاطر للمعنيين بالصراع، وفق تقرير لمجلة أميركية.

تقول مجلة "سلات" إن الصراع يتطور إلى حرب بالوكالة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، ما قد يكون مفيدا لأوكرانيا، لكنه بالمقابل أمر محفوف بالمخاطر.وتتمثل المخاطر، بحسب المجلة، في أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كلما بدا أن روسيا تخسر أكثر، كلما شعر أنه "مضطر إلى الهجوم بعنف شديد".

وتمت الإشارة إلى هذا التحول في مسار الحرب، الاثنين، من خلال تصريح لوزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قال فيه إن "أهداف الولايات المتحدة في الحرب ليست فقط حماية أوكرانيا كدولة ديمقراطية ذات سيادة، ولكن أيضا إضعاف روسيا كقوة عسكرية".وتشير المجلة إلى أنه "حتى بعض المسؤولين الأميركيين فوجئوا بسماع أوستن يعبر عن الحقيقة بهذه الصراحة".

واستضاف أوستن اجتماعا لمسؤولي الدفاع من 40 دولة، فضلا عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في قاعدة رامشتاين الجوية، مقر القيادة الجوية لحلف شمال الأطلسي، في ألمانيا، لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما دفع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الشكوى من أن "حلف شمال الأطلسي يخوض حربا مع روسيا من خلال وكيل ويسلح هذا الوكيل".

وأشار تقرير المجلة إلى تصريح سابق لبوتين في فبراير الماضي، حذر فيه من أن "كل من يحاول إعاقتنا" سيواجه "عواقب لم تواجهوها أبدا في تاريخكم"، وهو ما اعتبره كثيرون تهديدا باستخدام الأسلحة النووية.

وقال بوتين في وقت لاحق إنه سيعتبر التدخل المباشر لحلف شمال الأطلسي تهديدا لروسيا مما يؤدي إلى نفس العواقب.

وتقول المجلة إنه لهذا السبب، لم يرسل الرئيس الأميركي، جو بايدن، وغيره من القادة الغربيين قوات خاصة إلى أوكرانيا أو إقامة منطقة حظر جوي، إذ أن القيام بذلك يعني إعلان الحرب على روسيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة. 

لكن في الأيام الأخيرة، يقول التقرير، خففت الدول الغربية القيود المفروضة على الأسلحة الثقيلة. وحتى البرلمان الألماني الذي ابتعد لأسباب تاريخية عن أي نوع من التدخل في الحروب الخارجية، صوت بأغلبية ساحقة لصالح إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.  

والخميس، طلب بايدن من الكونغرس 33 مليار دولار أخرى من المساعدات لأوكرانيا، ثلثاها للمساعدة العسكرية، وهو ما يكفي للحفاظ على استمرار المعركة لمدة خمسة أشهر أخرى، كما استند بايدن إلى قانون الإعارة والتأجير الذي يعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية لتسريع نقل الأسلحة من مخزون الجيش الأميركي، ما يسمح بإعارة معدات عسكرية لدول أجنبية "يرى الرئيس أن دفاعها حيوي للدفاع عن الولايات المتحدة".

وربما ردا على ذلك، تقول المجلة، بدأ بوتين ينظر إلى الصراع على أنه حرب ضد قوة عظمى وليس فقط "عملية عسكرية" ضد أوكرانيا، وعين، الأربعاء، فاليري جيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية لتولي قيادة الهجوم في شرق أوكرانيا.

ووفق التقرير، فإن خطوة بوتين تعني أنه "أعاد تقييم طبيعة الحرب ورفع من رهاناتها".

وعلى الرغم من انسحاب القوات الروسية مؤخرا من المنطقة المحيطة بكييف، و يتركز القتال الآن في منطقة دونباس بشرق البلاد، أطلقت روسيا صاروخي كروز على كييف بعد ساعات فقط من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للعاصمة ولقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأنهت ضربة الخميس التي حصلت بعد أقلّ من ساعة على انتهاء مؤتمر صحافي لغوتيريش، فترة هادئة نسبيًا عاشتها العاصمة الأوكرانية كييف ومنطقتها التي لم تتعرض لقصف منذ 17 أبريل. 

ويشير توقيت الهجوم الصاروخي، وفق التقرير، إلى أن بوتين يعتبر الأمم المتحدة مؤسسة خارجية أخرى تصطف ضد روسيا.

وبعد ثلاثة أشهر على غزو فشل في تحقيق هدف الاستيلاء على كييف في المدى القريب، تكثف روسيا حاليا عملياتها في منطقة دونباس الانفصالية في الشرق، وتحكم حصارها على محيط مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية في جنوب البلاد والتي دمرتها المعارك

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...