لبنان نحو انفراج متوقّع... ولا مجال لـ"دعسة ناقصة"

 

في ظلّ سعي احزاب السلطة الى تجميع اوراقها الانتخابية وبعد تثبيت تحالفاتها ضمن لوائح تحاول من خلالها رصّ الصفوف لفرض استمرار هيمنتها وسطوتها على القرار السياسي في 15 ايار المقبل، برزت ثلاثة "تباشير" حسبما وصّفها البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الشعانين الاحد الفائت، تبلورت ملامحها خلال الاسبوع المنصرم، وهي تتمثّل بزيارة قداسة البابا فرنسيس الى لبنان في حزيران المقبل، الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي وعودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان.

اوساط مراقبة ربطت هذه التطورات الثلاثة بعضها ببعض، من باب ان المجتمع الدولي بدأ العد العكسي في مسار عودته الى لبنان في توقيت اقليمي حاسم من شأنه ان يعيد الاستقرار النقدي والاقتصادي كما السياسي والامني الى بلاد الارز، كما ان لكل من هذه العناوين الثلاث دلالاتها على الساحة اللبنانية وتؤشر الى مرحلة جديدة تدخل اليها المنطقة ومن ضمنها لبنان، ستؤدي الى انفراجات في حال تقيّد لبنان بشروطها والتزم الحفاظ على تعهداته نحوها، للخروج من ازمته وحسم خياراته بالاستقرار.

اولاً، وعلى صعيد الزيارة الفاتيكانية فهي لا تخرج عن سياقها كحدث عالمي جلل، له دلالاته المعنوية في تثبيت لبنان واستعادة دوره في المنطقة من منطلق "الحياد" وسياسة النأي بالنفس ورسالة لبنان في التعايش المشترك بين الاديان والطوائف.
ثانياً، يعتبر توقيع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي، الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل لبدء مرحلة التعافي وعودة المجتمع الدولي عن إدارة ظهره للبنان، وانتشاله من قعر أزمته المالية مع استمرار وتوسّع المساعدات المادية والقروض حيث من المتوقع ان تكرّ سبحة التقديمات بعد استعادة لبنان ثقة السوق العالمي والمجتمع الدولي من جراء اتفاقه مع صندوق النقد مبدئياً، وتالياً عودة الاستثمارات وتحريك عجلة الاقتصاد وان بوتيرة بطيئة نتيجة انهيار الليرة وتراكم الديون وحجم الفساد والهدر المتراكم على مدى عقود طويلة.

ثالثاً، تفرض عودة السفراء الخليجيين الى لبنان، لحظة ما قبل الانتخابات واقعاً جديداً يساهم في اعادة التوازنات السياسية وتصحيح الخلل الذي نتج عن انسحاب تيار "المستقبل" من العمل السياسي مؤقتاً.وتعلّق الاوساط الامال على هذه التطورات الثلاثة، مبدية خشيتها من "فركشة" اي منها ومؤكدة ان اي "دعسة ناقصة" ستكون بمثابة انتحار او تصويب الرصاص على الرجل والشلل التام، والاجدى التقاط الفرصة والسير بالاصلاحات المطلوبة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...