هل تخرق 17 تشرين "الثنائي" في عقر داره؟


 اللافت على مشارف الدخول في الشهر الأخير الفاصل عن الإنتخابات النيابية، أن ماكينات الأحزاب والتيارات الكبرى تمسك بخيوط المواجهة وتوظّف حال التشتّت والإنقسام في صفوف معارضيها، من أجل تعبئة قواعدها وضمان عدم قدرتهم على منافستها وخصوصاً لوائح ثورة 17 تشرين، وذلك في الدوائر التي تُعتبر "مغلقة" لهذه القوى، وعلى وجه الخصوص دوائر الجنوب، حيث تقتصر المنافسة في وجه الثنائي الشيعي على لوائح خمسة تتنافس في ما بينها في النبطية وصور، وهو ما يدفع إلى تقليص الرهان على قدرة هؤلاء المرشحين على إحداث خرق والفوز بأية مقاعد نيابية.

لكن الفرصة لدى أيّ من هذه اللوائح على إحداث خرقٍ ولو بمقعد واحد ، يعتبرها المحلل السياسي علي الأمين، موجودة في دائرة النبطية، حيث اللائحة المكتملة الوحيدة والأكثر تمثيلاً لمجموعات 17 تشرين، تواجه الثنائي الشيعي في بيئته الخاصة، والسبب أنها قادرة على استقطاب أكبر عددٍ ممكن من الأصوات المعترضة. ويجزم الأمين إن تحقيق مثل هذا الخرق سيكون بمثابة الإنتصار الكبير، لأنه ومنذ ثلاثين عاماً، لم يُسجّل أي خرق في دوائر الجنوب وذلك ليس نتيجة عدم وجود تنوع في الإتجاهات، أو أن كل المواطنين يؤيدون مرشّحي الثنائي الشيعي، بل لأن هناك معادلة إقليمية أكبر من المعادلة المحلية، وتمنع أي تغيير سياسي في المنطقة وتحديداً على المستوى الشيعي. وبالتالي فإن المواطن الجنوبي، يدرك أن كل أحزاب السلطة ومن ضمنها الثنائي، يتحملون مسؤولية الإنهيار والواقع الإجتماعي الصعب وضعف المؤسسات الرسمية، وفي المقابل فإن لائحة الثورة أو الإنتفاضة ، أمام تحدي تقديم الفرصة لهذا المواطن لأن يقترع لخيار جديد مختلف.

ويرى الأمين، أنه على هذه اللائحة أن تقدم خطاب مواجهةٍ مُقنعاً للمترددين والناقمين على الأوضاع، وأن تشكّل الخيار البديل عن لوائح المجتمع المدني المشتتة، مع تقدير كل أعضائها، وذلك على الرغم من التحديات التي قد تواجهها على أكثر من صعيد، ولذلك عليها أن تثبت للناخب أنها أمامه ولا تختبىء وراء ثورته، وبأن تقوم بالإضاءة على كل ما يحيط بالعملية الإنتخابية من ثغرات أبرزها عدم وجود مساواة وديموقراطية في مراكز الإقتراع حيث قد تحصل تجاوزات من قبل المحازبين الذين يدعمون مرشحي السلطة أو الثنائي الشيعي.

وعليه فإن الأمين يتوقع أن تكون لائحة التغيير في النبطية، هي الأكثر قدرة من بين اللوائح العديدة التي تمثل مجموعات المجتمع المدني وانتفاضة وثورة 17 تشرين، وقادرة أن تقود معركة مفصلية قد تمكّنها من تحقيق خرقٍ عبر الإفادة من الحاصل "المشتت" بين عدة لوائح في هذه الدائرة، وذلك بعد أن تقوم بدورها في جمع الكتل والناخبين المترددين والرافضين من الشيعة والمسيحيين والدروز وإقناعهم بالتصويت لمرشحيها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...