هل تعرقل الحرب الأوكرانية التوصّل لاتفاق نووي؟... مُحلل سياسي ‏يكشف


 ترقص المنطقة على وقع "محادثات فيينا"، مدّ وجزر تشهدها المفاوضات ‏حيث ننام على أنها شارفت على خواتيمها لنصحو على تعثّر يعرقل ‏إنجازها.‏

وزادت الحرب الأوكرانية من تعقيدات المشهد لترخي بظلالها على ‏ملفات المنطقة، وتتقدّم تداعياتها على ما عداها من قضايا ‏وخلال زيارة لدمشق، أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان أن ‏‏"بلاده والقوى العالمية أقرب من أي وقت مضى للتوصل لاتفاق في ‏فيينا"، ليعود ويصرّح من في بيروت أن "إحياء الاتفاق النووي الموقع ‏في 2015 بين طهران والقوى العالمية يمكن أن يتحقق على المدى ‏القصير إذا اتبعت الولايات المتحدة نهجا عمليا في مفاوضات فيينا".‏

إلاّ أن مسؤولين أميركيين أبدوا حذراً أكبر في تقييمهم لمساعي إحياء ‏الاتفاق الذي يحدّ من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات ‏اقتصادية مفروضة عليها.‏

في هذا الإطار، أوضح المحلل السياسي جورج علم أن "التصريحات ‏متناقضة بشأن قرب التوصل الى اتفاق نووي، ورأينا أن وزير خارجية ‏إيران يقول إن الاتفاق أصبح شبه جاهز، في المقابل يعتبر مستشار الأمن ‏القومي الأميركي جيك سوليفان أن هناك نقاطاً جديّة لم تبتّ بعد". ‏

وقال علم : "بإعتقادي أن الأزمة الأوكرانية ‏والتجاذب الأميركي – الروسي بدأ ينعكس على كل الملفات بما فيها ‏الإتفاق النووي"، مذكراً بأن "وزير الخارجية الروسية أكد عدم قبول ‏موسكو بالاتفاق من دون ضمانات أميركية خطيّة أن كل صادراتنا الى ‏إيران خارج إطار العقوبات التي فرضتها علينا". ‏

وإستبعد علم "إمكانية أن يقوم جو بايدن بإعطاء روسيا متل هذا القرار ‏الخطّي فهو أولاً يقود الغرب كله لمواجهة روسيا، وثانياً ينعكس هكذا ‏قرار عليه بالداخل خصوصاً أن الانتخابات النصفيّة للكونغرس على ‏الأبواب، ما يعني أنه سيكون هناك أصوات معارضة بالداخل لتقديم ‏ضمانات خطيّة لروسيا". ‏

أضاف: "هناك عنوان عريض جداً مهم ألا وهو هل بدأ التفكير بالإفراج ‏عن المحتجزين الأميركيين في إيران والمحتجزين الإيرانيين في الولايات ‏المتحدة؟.. هذا العنوان مهم وبارز فإذا بدأ الكلام حول هذه الصفقة فمعنى ‏ذلك أن إبرام الاتفاق أصبح قريب المنال". ‏

وتابع علم: "حتى الآن لم يتغيّر الخطاب السياسي فتارة نسمع "هبّة ‏إيجابية" وتارةً أخرى أن هناك نقاطاً غير قابلة للبحث، أضف الى ذلك ‏يُفترض أن يتغيّر شيئ في المنطقة قبل إبرام الاتفاق كنوع من النوايا" ‏وسأل: "هل من تقدّم بالملف اليمني؟.. هل من تفاهم حول مستقبل الغاز ‏والنفط في ظل الحصار الذي يُضرب على روسيا؟.. علما أنه إذا تحرّر ‏النفط الإيراني من العقوبات سوف يعوّض هذا الأمر فهل ستسمح روسيا ‏بذلك"؟.‏

ومضى قائلا: "ولنأخذ إسرائيل أيضاً بعين الاعتبار من ناحيتين: ‏

أولاً: عودة البحبوحة الاقتصادية الى إيران في ظل الاتفاق في حال ‏إبرامه يشكّل الى حدٍ ما علامات إستفهام كبيرة حول الدور الذي تحاول ‏إسرائيل أن تلعبه على مستوى الغاز والنفط الخاص بها. ‏
‏ ‏
ثانياً: إن لم يتم الاتفاق أيضا إسرائيل منزعجة، ما يعني العودة الى إنتاج ‏القنبلة النووية ولرفع تخصيب اليورانيوم، لذلك وجدنا أن القمة الثلاثية ‏في شرم الشيخ التي جمعت الرئيس المصري مع ولي عهد أبو ظبي ‏ورئيس وزراء إسرائيل جرى خلالها إتفاق نوعي للتفاهم على مسارات ‏الغاز والنفط في المنطقة وهذا موجّه ضمنياً ضدّ إيران الى حدٍ كبير، ‏فمسألة الاتفاق باتت مرتبطة بعدة ملفات سواء على مستوى الصراع ‏الغربي - الروسي حول أوكرانيا أو على مستوى الجيوسياسية الجديدة في ‏المنطقة كيف ستكون، هذا كلّه يجب أخذه بعين الإعتبار".‏

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...