مَن اللائحة الأوفر حظًّا بـ "خطف" الرابطة المارونية؟


 لَم تَعد الشعارات المرفوعة في أيّ إنتخابات تُجدي نفعاً إنْ لم تكن "مقرونة" بالأفعال، على هذا النمط من المُفترض أنْ تجري إنتخابات الرابطة المارونية، ووفقاً لتجربة الناخبين مع المجالس التنفيذية السابقة فإنّ "من جرَّب المجرّب كان عقلو مخرّب" كما أنّ إنتخاب مجلس جديد لكن بنكهات حزبية فإنه لن يُغيِّر حكماً من أداء المجلس، فيبقى الأفضل الذهاب نحو الخيار المُستقل لغالبية الناخبين، وإن كانت كافة اللوائح تعتبر نفسها تحت سقف بكركي الحامي الأوّل والأخير للطائفة المارونية.

وتَشهد إنتخابات الرابطة المارونية المُقرّرة يوم السبت المقبل في 19 آذار تنافساً بين 3 لوائح تنشط كل واحدة منها لإستقطاب أصوات 889 ناخباً سدَّدوا إشتراكاتهم من أصل 1200 ناخب، والشعار واحد تقريباً هو خدمة الطائفة المارونية وخدمة لبنان الوطن وخيار الناخب "النخبوي" الماروني اليوم يستند إلى أداء المجلس التنفيذي السابق أو إلى "النبذة" عن المرشحين ورصيدهم الوطني والماروني إنْ على صعيد الرئيس أو نائبه أو حتى الأعضاء، فالناخب هذا ليس الناخب العادي الذي يذهب إلى إنتخابات نيابية يُمكن التلاعب بخياراته فهو النخبوي الذي يتبصر حال الطائفة والوطن ويبحث جيداً في الممارسات داخل الرابطة وخارجها لذلك فإنّ المسؤولية عليه أكبر بكثير من مسؤولية أي ناخب آخر.

وفي "جردةٍ سريعة" على اللوائح المُتنافسة والتي تعتبر جميعها إنها الأقرب إلى بكركي، يتبيَّن لمصادر متابعة للشأن الإنتخابي من أوّل لائحة التي يترأسها السفير خليل كرم أنّ من شكَّل اللائحة ليس سوى الرئيس الحالي نعمة الله أبي نصر ممّا يعني تجديد النهج السابق في الرابطة والذي يُوجد حوله الكثير من علامات الإستفهام الكبيرة.

أما لائحة المرشح بول كنعان التي ينظر إليها الناخبون على أنّها ذات ميول سياسية مُعيّنة بالرغم من إعلان رئيسها أنّها تحت سقف بكركي ممّا يحرمها وفق المصادر "أصوات كثير من الناخبين رغم البرنامج التنموي والسياسي الذي أعلنته وزيارة رئيسها إلى بكركي".

وحول اللائحة الثالثة تسأل المصادر "هل هِي الأقرب إلى طروحات بكركي؟ وتقول كل اللوائح قريبة إلى طروحات الصرح البطريركي إنْ لجهة تطبيق الدستور والدور التاريخي للموارنة كسياج للوطن وحماته بالفكر وضمان بقاء دور الموارنة "مُشعًّا وبناء راقياً".

وتؤكد المصادر أنّ "هذه اللائحة التي يترأسها رجل الأعمال غسان خوري، والمُكتملة الأعضاء، قد تكون الأقرب إلى الناخبين، وتتوّقع أنْ تحصد أكثرية الأصوات وهي التي حصدت في الإنتخابات الماضية 44% من الأصوات في مواجهة لائحة توحّدت فيها كافة القوى السياسية المارونية".

أمّا لماذا ترى المصادر أنّ الحظوظ أوفر للائحة الثالثة؟ فتُجيب: "لأنّ الأمر بمُنتهى البساطة فالأجواء اليوم تختلف عن أجواء الأمس، اليوم تُلامس الأوضاع حدّ الإنهيار والمسوؤولين عنها معروفي الأهواء السياسية وأنّ ما حصل في خلال ثورة 17 تشرين وما حصل في 4 آب قلب المفاهيم بالنسبة إلى الناخبين الذي تيّقنوا أنّ الكثير من الأمور يجب العمل على تصحيحها والأمر بالنسبة إلى الطائفة المارونية يبدأ من هنا".

واليوم حيث يتعاظم الخوْف من الهجرة المستمرّة للشباب يَشعر كل ماروني بأنه مَعني بإحداث تغيير يَقلب الأوضاع ويُنهي كل ما من شأنه إبعاد اللبناني عن أرضه، والرابطة بما هي مَعنية بشؤون الطائفة أولاً، تتمسك بخيارات بكركي فكيف لا يتمسك بها المرشحون، لذلك فإن الخيار هو الإنقلاب على كل مَن كان له صلة من قريب أو بعيد بالإنهيار الحاصل".

وتؤكد المصادر التي تعتبر نفسها على مسافة من كافة المرشحين أنّ "هذا الإنقلاب يحتاج إلى من تمرّس في العمل الوطني ولم يطمح إلى كرسي سياسي، وتُعطي المثل حول غسان خوري الذي رفض كل إغراء بمقعد نيابي أو وزاري طُرح عليه، لأنه وهو القريب جداً من بكركي أحلامه تفوق محدودية الكرسي إلى رحاب العمل الوطني الجامع على كافّة المستويات الصحية والإجتماعية والتربوية والوطنية، وركيزة حملته قيام لبنان".

أمّا مَن الفائز المُحتمل فصناديق الإقتراع وحدها مَن تحسمه يوم السبت المُقبل وإنّ تعويل أيّ لائحة على دعم بكركي لن يُجدي نفعاً لأنه كما تؤكد المصادر على "مسافة واحدة من الجميع، فالأفعال هي من سيَحسم خيار الناخب النخبوي الماروني كما تقول المصادر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...