إنفجار مرفأ بيروت وما بعده… مُسلسل رعب طويل ضحاياه من النساء!


 51% من المتضرّرين جرّاء انفجار مرفأ بيروت نساء معيلات لعائلاتهن.

8% هنّ سيّدات مسنّات غير قادرات على العمل ويعشن بمفردهن ولا معيل لهنّ...

وتطول لائحة الأرقام والإحصاءات على صفحات التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة Un Women، فيما يحتلّ الرقم 218 الصدارة المطلقة.

إنه الرقم الذي يختصر، بأعداده الثلاثة، مصير 218 ضحية من لبنانيين وأجانب من جنسيات مختلفة حصدهم الانفجار القاتل. ويتلاشى أمام الرقم 218، وعلى رغم ضخامته، الرقم الآخر المخصّص لتحديد الإصابات الجسدية التي فاقت مئات الآلاف كما تصغر، بل تكاد تصبح هامشية، أقلّه على الورق وفي الحسابات الرقمية، حصيلة دمار الحجر التي تشمل عشرات مئات الآلاف من المنازل والشركات الصغيرة والكبيرة والمحلات التجارية، إذ لم يقتصر فعل انفجار مرفأ بيروت على التنكيل بأجساد أذابها كما النار تنهش الحطب أو تسيل الحديد، أو على نخْرِها بإصابات بليغة تفاوتت بين إعاقات دائمة وندوب راسخة لا تمحى بمرور الزمن والعمر.

لقد أقفل هذا التفجير أبواب رزق عائلات بأكملها، تاركاً إيّاها بلا أدنى مقوّمات العيش والصحة إذ أثّر على أفرادها نفسياً وعقلياً. فطالت تلك الإصابات النساء تحديداً وهنّ، بغالبيتهن، كادحات على قدر ما هنّ مهمّشات، بحكم تواجدهن في هكذا بقعة فقيرة ومعدمة أصابها الانفجار في الصميم حتى كاد يمحوها عن وجه الأرض!

أبعد من الأرقام...

عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب 2020، إحْتدّ الوضع الهش للنساء، لا سيّما ضمن العائلات التي تعيلها نساء بشكل أساسي، واللواتي يعشن ضمن المنطقة التي طالها الانفجار: الكرنتينا، الجميزة، مار مخايل، الرميل...

هذا التفجير الذي صهر الأخضر واليابس، والبشر والحجر على حدٍّ سواء، في كتلة متراصة من الرماد والركام بحجم مدينة، أرخى بثقله على المرأة بشكل خاص، ولأسباب كثيرة منها، معاناة النساء في لبنان أصلاً من هشاشة متفاقمة، وزيادة نسبة مخاطر العنف القائم على النوع الإجتماعي مع تفشّي جائحة كورونا، وفق ما أظهرته مختلف الدراسات والإستقصاءات.

إنّ الضرر الذي طال النساء بسبب انفجار مرفأ بيروت تفاوتت مظاهره وأبعاده وتأثيراته ومما لا شكّ فيه أنّ مخلّفاته تفاقمت على مختلف الصعد الجسدية والنفسية والعقلية وفي هذا الإطار، تفيد الإحصاءات بأنّ نسبة كبيرة من النساء المتواجدات في نطاق المنطقة القريبة من مرفأ بيروت قد أُصِبْن بإصابات دائمة ألحقت بهن إعاقات مستدامة كذلك دفعت تداعيات الإنفجار إلى نزوح أكثر من 170 ألف سيدة وأمرأة حامل، الأمر الذي شكّل خطراً محدقاً بهنّ، وقد اعترى جميع النساء، على اختلاف أعمارهن، شعور قاس ومزمن بخسارة كل شيء، الأمر الذي كان يفرض تقديم المساعدات والحماية والدعم الصحي والنفسي لهنّ بشكل مستمر. في هذا الإطار، تؤكد السيدة جوزفين زغيب وهي رئيسة منظمة «أوبيرج بيتي» بأنه «بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية «إمبرايس»، أنشأنا خطاً ساخناً لتلقي مكالماتهن بفضل ذلك، صارت النساء المسنّات تحديداً في أحياء الجميزة ومار مخايل وسواها من المناطق يشعرن بوحدة أقل، لأن أعضاء المنظمات غير الحكومية والمتطوعين والمتطوعات يزرنهن بانتظام حتى أصبحوا/ن جزءاً من عائلاتهن».لكنها خدمات لم تكن متوفرة بالشكل الكافي والمستدام بل، في أحيان كثيرة، إقتصرت المساعدات التي تمّ تقديمها لهذه الفئات المهمشة على الطعام إن وجد، علماً أنّ غالبية العائلات لم يصلها شيء، حسبما أفادت فرق أهلية عاملة على أرض الواقع.

أمّا ما تمثله الأرقام في أبعادها الفعلية فهو أنّ نسبة الـ 51% من النساء المستهدفات بشكل مباشر بالإنفجار هنّ معيلات أسرهنّ، والـ 8% نساء مسنّات بحسب تصنيف إحصاء جمعية «أوبيرج بيتي». وتضيف السيدة زغيب المطّلعة بشكل مباشر على الأحصاءات الناتجة عن معاينات ميدانية موثّقة، أنّ الفئة الكبرى من النساء تشــمل اللواتي لا معــيل لهن، ولا أولاد لهن ليتكفّلوا برعايتهن وهي تؤكد في هذا السياق بأنه «قمنا بمســح شــمل 600 شخص من سكان المناطق المنكوبة، 200 منهن نساء ويعشن بمفردهن، ومن بينهن 90 من النساء المسناّت. هؤلاء النســاء المسنّات عشن معزولات دون أطفال ومن دون علاقات اجتماعية نَجَونَ من النزاعات اللبــنانية المتكرّرة غير أنهن يتوافقن في القول أنّ انفجار بيروت كان الأشد ترويعاً، ولأنّ معــظمهن قد وقّــعن عقود الإيجار الخاصة بهن قبل تحريرها أي قبل عام 1992، فقد دفعن إيجارات منخفضة وشعرن بالخوف من قيام أصحاب العقارات باستعادة منازلهن المتضرّرة».

السيدة أليس باليان لم تعش لتشعر بهذا النوع من الخوف. فقد كانت تسكن في منطقة الرميل وقضت بالانفجار، ودفنت، ولم يكن لديها لا أقارب ولا أخوة ولا أولاد امرأة أخرى تبلغ من العمر 80 عاماً لازمت منزلها الصغير الذي خلا من النوافذ كانت تعتمد على أبناء وبنات أخيها لتزويدها بدخل ضئيل مرّة واحدة في الشهر وثمة امرأة أخرى شعرت بالرعب الشديد من صوت الانفجار لدرجة أنها حبست نفسها داخل منزلها. وبعد أسبوعين، عندما جاء جيرانها بحثاً عنها، أدركت أنّ الانفجار أصاب مرفأ بيروت وليس المبنى الذي تقيم فيه!

أيضاً، السيدة تَنال ناصيف عبدو هي سيدة مسنّة فقدت إبناً في الانفجار وأصيب آخر في رجله، وهي اليوم طريحة الفراش، تستمدّ أنفاسها، بشكل دائم، من قارورة الأوكسجين المستقرّة في جوارها، وذلك بحكم حالتها المرضية المزمنة. هي تقيم في بيت لا تملكه: لقد استأجرت مكان إقامتها الراهن بعدما فقدت منزلها المكوّن من ثلاث طبقات في منطقة الكرنتينا وحسبما تؤكد، «لم يساعدنا أحد، ومنزلي بعد مرور أكثر من عام على تفجير المرفأ، ما زال ركاماً مكدّساً على الأرض».

وتشير السيدة زغيب إلى أنه، رغم معاناتهن وكبر سنّهن، لقد أظهرت النساء المتضرّرات حسّاً كبيراً بالتضامن بعضهنّ مع البعض الآخر. «يومياً، عند الظهيرة، كنا نحضر وجبة ساخنة لممرضة متقاعدة تبلغ من العمر 90 عاماً في فترة ما بعد الظهر، كانت ترتدي قبعتها البيضاء وتذهب لزيارة جيرانها لتزودهم بالخدمات الطبية» كما تشير إلى فئة إضافية من النساء احتللن صدارة المشهد إثر حصول الإنفجار «أدهشني عدد النساء والفتيات اللواتي تطوعن للمساعدة (في أعقاب الانفجار) كنّ يأتين إلى المناطق المتضرّرة للمساعدة في تنظيف الزجاج المحطم بأيديهن معظم المنظمات التي عملنا معها تقودها نساء قادرات في الوقت نفسه على إجراء مناقشات على طاولة مستديرة وقيادة شاحنات وآليات «بوبكات» لإزالة الركام الثقيل». لكن تلك الفئة الأخيرة النساء شكّلت إستثناءً في بيروت المدمّرة.

لا عمل.. لا مسكن... لا أمل

القاعدة كانت أكثرية نسائية طالتها الإصابات الجسدية والنفسية والخسارات على اختلاف أنواعها من منازل وأشغال. وهذا ليس كل ما أنتجه إنفجار 4 آب 2020. فبسببه أيضاً، الكثير من النساء لم يعد لديهن فرصة لإيجاد عمل، مهما كان نوعه، وذلك لأسباب عديدة منها: تهدّم أمكنة العمل من جرّاء الانفجار وسوء الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة من جرّائه كما لدواعٍ متلازمة أخرى؛ التعرّض لإصابة بإعاقات دائمة فلم يعد بمقدور الضحايا أن يستأنفن عملاً زاولنه سابقاً أو الشروع بعمل بديل بات من غير الممكن، بحكم الوضع السائد، إطلاقه في مناطق الكرنتينا وأحياء كورنيش النهر والرميل وغيرها من الاحياء الفقيرة؛ إلى آخره من سوء الأحوال العامة في البلاد.

تفيد السيدة سيلفانا اللقيس وهي رئيسة الإتحاد اللبناني للأشخاص المعوّقين حركيّاً بأنّ الأشخاص الذين استحدثت عندهم إعاقة دائمة او مؤقتة بسبب انفجار مرفأ بيروت، أو كانت لديهم إعاقة وسبّب لهم الانفجار إصابة إضافية أو تضرّرت ممتلكاتهم او بيوتهم أو أشغالهم، فقد شكّلوا ما بين الـ 500 و800 شخص» وتشكو اللقيس من «ادّعاءات» وزارة الصحة بأنّها قامت بما يسمّى «تدخل سريع» من عمليات لإنقاذ الناس حينها، إلّا أنّ الأمر توقّف عند هذا الحدّ فيما غابت المساعدة والمتابعة وتأمين عمليات جراحية متتالية. وتضيف اللقيس: «نحن حالياً نتابع 51 حالة من الذين لم تنتهِ علاجاتهم حتى اليوم. هؤلاء وضعهم جدّاً صعب وتحديداً النساء من بينهم، بحيث يوجد مثلاً سيدة تدعى ن الأعور تأذت بشكل كبير من جرّاء الانفجار وتهشّم وجهها وجسدها وخضعت لأكثر من 7 عمليات جراحية تمّت كلّها على نفقتها الخاصة وبدعم من الناس الذين وقفوا إلى جانبها من الأقارب وبعض الجمعيات ونحن من بينهم». وتأسف اللقيس أنّ أشخاصاً فقدوا حياتهم بسبب التأخر في القيام بعمليات جراحية ضرورية في الوقت المناسب. «ففي غياب قيام الدولة بواجباتها، خسرنا أشخاصاً».

وتشدّد اللقيس على ضرورة تأمين تعويضات مناسبة للمتضرّرات تحديداً، وذلك لهدفٍ محدّد: «طالبنا بإعطاء تعويض ينصف المتضرّرين يمكّنُهم من متابعة حياتهم على الشكل الذي كانت عليه قبل انفجار المرفأ بحيث أنه يوجد معيلات فقدن بيوتهن وأشغالهن. ولهذه الجوانب الحقوقية والقانونية نتعاون مع «المفكرة القانونية» ومع «تحالف الحقّ بالسكن» ونحن كاتحاد للمعوقين نتابع عملية الضغط على المسؤولين ليعطوا هؤلاء الناس حقوقهم».

في ظل هذه الحال السوداوية، باتت كل الأسئلة المتعلّقة بحياة النساء ومصيرهن محكومةً بالأجوبة نفسها، بما فيها تلك المتعلّقة بعاملات المنازل والمهاجرات واللاجئات اللواتي فقدن أعمالهن. حتى أنّ البعض منهن خسرن أرواحهن، فعُدن إلى اوطانهن في توابيت الموت!

... وتتعدّد التجارب التي تخبرها ضحايا الانفجار اللواتي عانى كثير منهن، ولا يزال، من الفقر والعوز وفقدان الأمل والعمل والقدرة على إعالة الذات والعائلة إضافةً للعيش في العراء والتعرّض للعنف الجسدي والمعنوي والإصابة بعاهات جسدية...

تعدّدت الروايات والوجع واحد...

لقد ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بقصة «الأميرة النائمة» التي أخذت حيّزاً واسعاً من الاهتمام في معظم الوسائل الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة. أصيبت ليليان شعيتو بتفجير المرفأ وما زالت، حتى اليوم، طريحة المستشفى هي الأم التي حرمها زوجها من ابنها الرضيع. وتقول شقيقتها نوال شعيتو إنّ ليليان تتحسن ببطء لكنها ما زالت لا تتكلم بسبب عدم رؤيتها لطفلها ولا تنتهي فصول القصة عند هذا الحدّ: لقد قرّر الزوج التخلّي عن زوجته؛ هو يعمل في إفريقيا؛ تزوّج امرأة أخرى بعد ثلاثة أشهر من انفجار مرفأ بيروت؛ ووضع إشارة منع سفر بحقّ زوجته الراقدة في مستشفى الجامعة الأميركية ما يحول دون استكمال علاجها في الخارج! وها هي المحكمة الجعفرية تنتقص من حقّ ليليان أمومتها فتحرمها رؤية طفلها رغم تأكيدات أطبائها بأنّ ليليان قد تتحسّن بسرعة كبيرة فيما لو وضع طفلها في أحضانها.ميرنا حبّوش، إبنة الكرنتينا، متزوجة ولديها طفل عمره سنتان. هي معيلة العائلة. في 4 آب، سمعت ميرنا الأصوات الآتية من المرفأ على شكل أصوات مفرقعات، إلّا أنها لم تعطِ بالاً لها! كانت الساعة الخامسة والنصف، وهي لا تزال تعمل في مكتب للمحاسبة، إلى أن قرّرت الخروج لتشتري حليباً لطفلها كريس من صيدلية في مار مخايل «عادةً، أنا أسلك طريق المرفأ، ولدى مروري من هناك، ظهر بشكل واضح الحريق الذي كان قد بدأ في المرفأ» شعرت ميرنا بأنّ الوضع خطير. 

«عندها، قرّرت العودة إلى المنزل لشدّة الهول الذي أصابني عندما رأيت الحريق الذي نشب قبيل الانفجارين المتتالين. وما هي إلّا ثوان، كنت أسحب فيها إبني من مقعده... ولم أعد أعرف ماذا حصل إنفجرت السيارة...» وتتابع ميرنا بتأثر عميق: «بعد أن فتحت عيناي، اعتقدت أنّ طفلي قد مات في حضني، إلّا أنني سمعت صوته كنت أشعر أنّ شيئاً ما يمزقني من الوجع ترجّلت من السيارة. في هذه الأثناء، أخذ أحدهم إبني مني، وهو كان مضرّجاً بالدماء، فيما أصوات الناس الذين يطلبون المساعدة تصدح من كل حدب وصوب لا يمكن أن أنسى...» وكيف تنسى ميرنا وحياتها انقلبت، منذ تلك اللحظة، رأساً على عقب؟ نقل أحدهم إبن ميرنا ورجلاً كبيراً في السن إلى مستشفى مار يوسف على دراجة نارية وطلب منها اللحاق بهم، إلّا أنّ أحداً لم يكن ليعينها «كانت عيني عبارة عن شقفتين، وعظام يدي خرجت من مكانها، حتى أنّ في القسم العلوي من يدي أصبح اللحم كله مرئياً» ذهبت ميرنا مشياً الى مستشفى مار يوسف لتجده غارقاً في بحر من الدماء، والناس، رغم ما كانوا يرونه من إصابات بليغة ألَمّت بالكثيرين، كانوا يخافون النظر اليها لهول إصاباتها «نقلوني إلى مستشفى العين والأذن لأجراء عملية لعيني، وهنا سمعت الممرضات يقلن «حرام، ما بقى رح تقشع» وبدأت رحلة العذاب لم يساعدني أحد وما زلت حتى اليوم بحاجة لأجراء عمليات وزارة الصحة تكفلت بعملية، أمّا شركة التأمين فقد أنذرتني بأنها لن تغطّي أية تكاليف إضافية»...وما قصة ميرنا إلا عيّنة من المآسي الكثيرة التي سبّبها، لا فقط انفجار مرفأ بيروت، بل التقصير بكل أشكاله.

«تغيّرت حياتي كلها. كنت، رغم كل الصعاب التي أواجهها، أفخر بنفسي، وعلى قول المثل «شايفة حالها ومش مصدقة»! أمّا بعد الانفجار، فإبني بات لا يقترب مني لأنه يخاف من شكلي». وتتكرّر غصّات ميرنا قبل أن تتابع: «بقيت لا أقف على المرآة لفترة طويلة حتى لا أرى مأساتي، إلى أن أتى أحدهم من جمعية أهلية وقام بتصويري وقال لي: «أنظري كم أنتِ جميلة!» كلام يسهل قوله فيما تقبّل الذات، بالنسبة لميرنا وسواها من ضحايا انفجار مرفأ بيروت مسألة أخرى: حتى الشكل الذي أصيب بالتشوّهات بات عائقاً أمام تحصيل لقمة العيش. «والمشكلة أنني يجب أن أكون قوية من أجل أهلي وإبني، فلا معيل لهم غيري»... وما على القارئ إلا استخلاص باقي القصة والتكهّن بآلاف القصص الأخرى التي كتبها انفجار مرفأ بيروت في دفاتر مدينة ظلمها وظلم أهلها ... ذوي القربى.

يلقي المطلعون على واقع الحال من الجهات الأهلية باللائمة لا على الانفجار بحدّ ذاته، وإن بلغت أذيته مبالغ فاقت كل حساب وخيال بل يعتبرون أنّ الفظّاعة التي قضت على البشر والحجر تضاعفت تداعياتها بغياب خلية لإدارة هكذا أزمة وهو غياب حتّمته التجاذبات السياسية التي لا تزال تنهش البلد رغم مصابه الأليم، بل تتعامل مع مأساته على أنها، هي أيضاً، مصدر لتحقيق أرباح مادية ومكاسب سياسية. أمّا الضحية التي يتم استغلالها فهي، بالدرجة الأولى، الفئات المهمّشة التي تحوّلت، لا فقط إلى فاقدة لحقوقها بإقامة لائقة وخدمة صحية، بل إلى كبش محرقة، بالمعنى الفعلي لكلمة محرقة، يشهد العالم بأسره بأنها جريمة العصر بحق الإنسان، وتحديداً النساء، في لبنان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...