الإنتخابات في مهبّ الأزمات... التأجيل حتمي؟



لم تشفع المواقف المعلنة، سواء تلك الحكومية الرسمية أو العائدة الى مختلف القوى السياسية، المؤكدة أهمية وضرورة اجراء الإنتخابات في موعدها، للجم الحديث المتنامي عن إحتمال التأجيل، وهو قائم من دون أدنى ريب، ربطاً بمجموعة التطورات الحاصلة محلياً وحتى دولياً.

في المعلومات ان أكثر من جهة ديبلوماسية تحدثت في مجالسها وحتى مع بعض الأفرقاء السياسيين، عن أن إجراء الإنتخابات يساوي إحتمال الإرجاء، إنطلاقاً من أن التعقيدات الدولية من الأزمة في أوكرانيا الى المستجدات السلبية في الملف النووي الإيراني، قد توفّر فرصة للقوى الراغبة في التأجيل للضغط في هذا الإتجاه، بذريعة الظرف القاهر.
وليس خافياً ان كلتا الأزمتين الاوكرانية والإيرانية مترابطتان من ناحية العلاقة الروسية المباشرة بهما.

ومن شأن استمرار تعثّر علاقة موسكو بواشنطن أن ينسحب سلباً على مجمل المشهد في المنطقة، ولبنان بالتاكيد في صلبه.
لا يعني كل ذلك ان العواصم المعنية تغطي أي إرجاء للإنتخابات، إلا أنها في الفترة الأخيرة باتت في حال من الإنكفاء الجدي عن المتابعة، أو في الحد الأدنى غير متحمّسة. وثمة أكثر من دليل على هذا الواقع، من بينها تراجع الدعم المالي لمنصات المجتمع الدولي التي إنخفضت ميزانياتها الإعلانية واستطراداً إنفاقها الإنتخابي الى مبالغ متدنية مقارنة بما كانت تأمل به وتعمل له. كما ان قوى محلية تلمس في لقاءاتها مع عدد من السفراء أنهم قطعوا الأمل من إمكان أن تُحْدث المجموعات التي دعموها تغييراً حقيقياً في البنيان السياسي اللبناني.

في الموازاة، ذكرت معلومات ان مرجعاً أقدم في الساعات الأخيرة على إلغاء عقود مع شركة صناعية كبيرة كانت مخصصة لتجهيز ماكينته الإنتخابية بلوازمها اللوجستية. وقد إعتُبر هذا التطور مؤشراً الى مصير الإنتخابات، إما تأجيلاً أو في الحد الأدنى إنسحاباً مباشراً منها.

ولا يُخفى أن ثمة قوى سياسية في صلب الدولة العميقة تتآلف في ما بينها وتتكاتف وتتحيّن الفرصة لإرجائها، وإن هي تستمر في المكابرة، بالنظر الى أن الانتخابات ستكشف أحجاماً مضخّمة وستقضم كتلاً وستحدّ من طموحات مستقبلية للكثير من الطامحين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...