لبنان يتلقّف كرة النار الأوكرانية؟

 


يُتوقّع وفق المعلومات التي تنقل عن مرجع سياسي بارز ، أن أي خطوة ستُتّخذ على صعيد الإستحقاقات الدستورية القادمة، إن على صعيد التأجيل، أو سوى ذلك من إجراءات، فذلك سيكون من خلال التوافق بين الأفرقاء، كي لا يصار إلى إقحام البلد في مخاطر جديدة هو في غنى عنها في هذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان على كافة الأصعدة.


وفي آخر السيناريوهات التي يتم التداول بها بين أركان الحكم، فإنها تستند إلى ضرورة أن يكون مطلع الأسبوع الجاري، منطلقاً لحسم كل الخيارات الإنتخابية والسياسية، نظراً لضيق الهامش الزمني، إن لناحية إقفال باب الترشيحات، أو للوقت المتبقّي لإجراء هذا الإستحقاق الإنتخابي، وعلى هذه الخلفية، فإن الغموض هو سيد الموقف، باعتبار أن هناك تشاوراً يجري ليس في الداخل فحسب، بل على المستويين الإقليمي والدولي، بعدما بدّلت الحرب الأوكرانية ـ الروسية كل التطوّرات، وأعادت خلط الأوراق رأساً على عقب على الصعيدين العربي والأوروبي والعالم بأسره، في حين أن لبنان قد يكون من أكثر المتلقّفين لهذه المتغيّرات، وربطاً بما يحدث من خلال هذه الحرب وتداعياتها، وما ستؤول إليه، لا يخفي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مجالسه، بأنه لن يقبل بتأجيل الإنتخابات، ولكن ما يحصل اليوم بفعل الحرب بين كييف وموسكو، سيصعّب كل الخيارات والحلول في لبنان، لأن الأولوية قد تكون لتحصين البلد إقتصادياً وحياتياً، وإنما لنترقّب وننتظر الأيام المقبلة.

هنا، وفي الإطار عينه، يشير أكثر من معني بالإستحقاق الإنتخابي، وبالمسار الذي يسلكه البلد سياسياً واقتصادياً، إلى ضرورة قراءة موقف المجتمع الدولي، بحيث يلاحظ غياب المواقف التي كانت تشدّد، وحتى تهدّد، من يعمل على تطيير الإنتخابات، إذ كانوا متابعين ومواكبين لكل تفاصيل الإستعدادات والخطوات التي كانت تحصل من أجل هذا الإستحقاق، وبمعنى آخر، تغيب الإندفاعة الدولية في هذا السياق، نظراً للحرب التي تشهدها أوروبا، والتي باتت أولوية مطلقة على أجندة المجتمع الدولي، ولا سيما المعنيين بالملف اللبناني، من باريس إلى واشنطن وموسكو، والإتحاد الأوروبي بشكل عام.

وفي غضون ذلك، تبدي المصادر نفسها، مخاوفها من عامل آخر قد يكون مدخلاً أو منطلقاً أساسياً لتوتير الأجواء في المنطقة، وإقحامها في حروب وفوضى، وذلك مردّه إلى القلق من حصول عدوان إسرائيلي قد يبدّل في مسار الوضع القائم برمّته، واستغلال ما يحصل في أوكرانيا، واللجوء إلى إشعال المنطقة بحروب متنقّلة، أو أقلّه رفع منسوب الغارات الإسرائيلية على سوريا، وربما لبنان، والدلالة على هذا السلوك الذي قد تقدم عليه إسرائيل، ما حصل منذ أيام من غارات عنيفة على دمشق وضواحيها، وبالتالي، أن إسرائيل تستغلّ الحرب الروسية ـ الأوكرانية لتقدم على أي عمل عسكري دون أي رادع ووازع.

لذلك، تابعت المصادر، فإن لبنان ليس في منأى عن هذه الأحداث والتطوّرات، وبناء عليه، يبقى الترقّب لما هو قادم من خلال ما سترسو عليه العمليات الميدانية في أوكرانيا، فعندها تتوضّح ماهية ما ستكون عليه الحالة في لبنان، إن على صعيد الإنتخابات النيابية، وكذلك، الإستحقاق الرئاسي، إضافة إلى الحوار مع صندوق النقد الدولي، وحيث من الطبيعي سيتفرمل، والبرودة واضحة في سياق ما جرى في الأيام الماضية على صعيد سيطرة الحرب على ما عداها من ملفات في لبنان والدول المجاورة، بما في ذلك، المفاوضات النووية في فيينا، إذ كان من المرتقب أن تكون قد انتهت وتوضّحت صورة نتائجها، ما يعني أن كل هذه الملفات الكبيرة والصغيرة، هي رهن الحرب المشتعلة بين موسكو وكييف.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...