شكراً الرياض... الترويكا رجعت

 


يظنّ الكثيرون ، من جماعة الحارة، أن ما يراه بعض حلفائها من أهل المحور "بقطوعٍ عربي ومرق"، ليس أكثر من تهويل و"بهورة" لا بتقدّم ولا بتأخّر بمسار ومصير "حزب الله" بيت قصيد الورقة الكويتية، والذي "أعلى ما بخيلها تركبوا"، والتي استهاب شركاء السلطة ولو شكلاً، لهجة ناقلها التحذيرية، ليُغدقوا على العرب والعالم في مضمون جوابهم "بصفحة وربع"، كلاماً معسولاً منمّقاً، بفضل نكهة ملح ممانعته وبهار مقاومته النافرين، في محاولة "استغشام" العالم، كأنهم يتوجّهون ببيان وزاري إلى اللبنانيين، الذين أساساً "مش قابضينن جدّ لا بثلاثيتهم التنكية"، ولا بصيغهم العربية المجدّدة، فكيف بالأحرى بأولئك الذين وصل الموسُ إلى "ذقنهم"من دول الخليج؟


أمّا في الجهة المقابلة، عند "زبونات" الإمبريالية والعمالة، فإن "المشوار" ما زال في أوّله، وهي خطوة الألف ميل قد بدأت، التي يلزمها ستة أشهر على الأقلّ لتكتمل أهدافها ومراميها، من إجراءٍ للإنتخابات النيابية في موعدها، تنتج تغييراً جذرياً في تركيبة المجلس وتوازناته، وقيام كتلة كبيرة من نوابه بطلب تدخّلٍ دولي وعربي لمساعدة السلطة الناشئة على الوفاء بتعهداتها، بتطبيقٍ جدّي وعملي للقرارات الدولية، توازياً مع تحرّكٍ أميركي وفرنسي، يتقاطع عند قرارٍ جديد عن مجلس الأمن قد نرى بنتيجه بوارج في البحر وقوات عربية" عالأرض"، فأحياناً يصدق المنجمون وإن كذبوا.

أمّا "الإخوان يلّلي بفكركم منّن" ، فإن حفلة "تزليط" الطبقة الحاكمة ولفّ لفّها تجاه القضايا الجوهرية، باتت مُلزمةً بالنسبة لأصدقاء لبنان، بقدر ما بيروت الرسمية مُلزمة بتحديد تموضعها وخياراتها في زمن التمهيد للتسويات الكبرى التي ترسم معالم المرحلة الجديدة ولبنان من ضمنها. فهلّ المطلوب الدويلة أمّ الدولة؟ الجواب الشعبي واضح وصريح، "وإجا دور الرسمي هلّق" بعيداً عن الإلتباس والإزدواجيات.


وليس بعيداً عن وجهتي النظر السابقتين، وبعدما باتت ملامح وخطوط الردّ العربي على الجواب اللبناني، واضحةً في كواليس النقاشات، باعتبار أن المكتوب يُقرأ من عنوانه، ومحاولات المماطلة والمراوغة "تفحّ" من بين كلمات وأسطر مرافعة الدفاع اللبنانية، بمحاولتها استعطاف العرب بأن لا حول ولا قوّة للسلطة في حسم تطبيق القرارات الدولية، ولا حتى "المونة عا حزب الله" ليغيّر لهجته أو حتى يتجاهل "بالمرّة" آل سعود ودول الخليج. وفيما يُنتظر أن تُعلن نتيجة الإمتحان رسمياً في غضون أيام، فإمّا "تُكرّم السلطة أو تُهان"، أظهرت الورقة الكويتية "عورة" جديدة من عورات الديموقراطية التوافقية.

هنا لا بدّ من شكر العرب، على إعادة أحياء نظام الترويكا الرئاسي الذي اختزل طوال سنوات الدولة ومؤسساتها، فإذا بنا اليوم نعود إليه، ونشكر الله "إنن اتفقوا عا شي" وإن كان على حساب مجلس الوزراء، صاحب الحقّ والصلاحية برسم السياسة العامة للدولة وفقاً للدستور، والذي أبقى أعضاءه حتى خارج نطاق إطّلاعهم على بنود الورقة، "فهنّي يخلّصوا بالموازنة وأبو زيد خالهم"، وأساساً "مش ناقصنا مصايب"، ذلك أن المجلس" الواقف عا صوص ونقطة" كاد أن يدخل "الكوما" من جديد، بمجرّد طرح أحدهم لفكرة إصدار بيان استنكار لاستهداف الإمارات، و"قامت القيامة وما قعدت" إلاّ بعد تراجع صاحب الطرح و"بعد شوي اعتذاره"، فما بالكم بالذي قد يحصل إذا ما عُرضت الورقة، وانطلقت المباراة بين الفريقين "فيللي دري دري ويللي ما دري كفّ عدس".

غير أن لرئاسة الجمهورية، رأيها بعيداً عن "هالخزعبلات" و"الحركات" كلها، فلو أراد الوزير الكويتي ومن خلفه، إيصال الرسالة بطريقة رسمية لكانوا اعتمدوا سبلاً أخرى، فالتعامل جاء من منطلق الأخوّة و" عالبساطة" إذ جرى تسليم المبادرة باليد للرؤساء الثلاثة بصفاتهم الشخصية، وبالتالي واجبهم أن يردّوا،" وعلى "قدّ حجم الخبرة"، فلا انتقاص ولا مصادرة لصلاحيات أحد، و"الأحسن لو كلّ واحد بشوف شغله وبيعمل اللازم" ليكون الردّ في مصلحة لبنان.

إذن بكل عرس الصلاحيات "إلها قرص"، حتى عندما يتفق الثلاثي الرئاسي، "الله لا يجيب زعل" ولكن يبدو أنه في حكومة الإختصاصيين استحقّها الوزراء و" عاشوا الشباب منذ الآن أن كل واحد منن رئيس بذاته، سالقين المراحل"، وحاسمين مصير الإنتخابات بوجههيها التشريعي والرئاسي، متناسين أنه من الآن إلى حينه، يخلق الله ما لا تعلمون، فكمّ من نائبٍ نام رئيساً ليستيقظ على خيبة، وكمّ من طامحٍ بنمرة زرقاء "نام ليوعى آكل ضربة عا راسو "..... إنه لبنان بديموقراطيته التوافقية الفريدة حيث "بدّل الـ 6 مشيت بـ 3 هالمرّة."

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...