عون أعطى إشارة الإنطلاق... هؤلاء هم الأخصام والحلفاء في المعركة النيابية


 "صَحتين على قلبن.. بس صدّقوني القصة مش أكلة"، وغداً من سيجلس مكاني على هذا الكرسي سيكتشف انني كنت مصيباً في رأيي الا ان المفارقة هي ان الفراشة تدرك ان الضوء يحرقها ولكنها تظل تحوم حوله". 

بهذا الإستنتاج يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرحلة العدّ العكسي لعهده، ولكنه لن يصبر أكثر مما صبر ولن يتساهل أكثر مما تساهل "إزاء الامعان في إضاعة الوقت وإهداره عن سابق تصور وتصميم، على الجميع أن يعرف ان مهلة السماح انتهت، وان الوقت اصبح ثمينا جدا بالنسبة إلي" ويتساءل: "هل انا الذي وضعت يدي على المال العام؟ هل انا الذي كنت شريكا في السياسات الاقتصادية والمالية الملتوية المعتمدة من عام 1992 وحتى الأمس القريب؟ هل انا من يحمي مهندس الإفلاس والانهيار؟ هل انا من تورط في الفساد ام انني أحاربه عبر الاصرار على التدقيق الجنائي؟".  

ففي حديثه إلى الزميل عماد مرمل في "الجمهورية" رسم الرئيس عون خارطة الطريق لمسار التحالفات السياسية عشية الإنتخابات النيابية، "فنحن نتصرف على اساس ان نكون مستعدين لإجراء هذا الاستحقاق الديموقراطي في موعده، وانا كرئيس للجمهورية لا أقاربه من زاوية حسابات سياسية ومصلحية بل أتعامل معه كواجب وطني ودستوري، الا اذا استجد سبب قاهر، داخلي او خارجي، يفرض التأجيل. وهذا ما لا اتمناه" الصورة قد أصبحت واضحة بالنسبة إليه، وهو أعطى إشارة الإنطلاق لجمهور "التيار الوطني الحر"، خصوصًا "ان هناك حملة تضليل واسعة تحصل حالياً، وستشتد تباعاً للعب على عواطف الناس وأخذهم الى خيارات غير واقعية، ولكنني على ثقة تامة في أن قواعد التيار تعرف الحقيقة وتعرف كيف تختار". 

لقد حدّد رئيس الجمهورية معالم المعركة الإنتخابية عندما تحدّث عمن يمكن إعتبارهم أخصامًا ومن هم الحلفاء كعناوين رئيسية من شأنها أن تحدّد الإطار الجديد لشكل التحالفات السياسية حتى إلى ما بعد مرحلة الإنتخابات النيابية، ولا سيما في محطتها المفصلية في 31 تشرين الأول المقبل، حيث "سأغادر القصر الجمهوري حتماً في هذا التاريخ، حتى لو لم يتم فورا انتخاب الرئيس الجديد المهم ان تكون الحكومة موجودة لكي تملأ الفراغ، إن وقع" فالخصوم بالنسبة إلى رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل معروفون، وكذلك الحلفاء. وقد سمّاهم الرئيس عون بالإسم وهم في الجانب السياسي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط "الذي أصلاً تحتار مع اي وليد جنبلاط ينبغي أن تتكلم، وهو الذي يصح فيه القول: اذا كان معك انتظره ان يتركك واذا كان مع غيرك انتظره ان يعود إليك. الأكيد ان المزاجية لا تبني دولة". 

أمّا الخصم الثاني في السياسة فهو رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "الذي شغله الشاغل التحريض والدعوة الى التنحي. فلتكن لديه جرأة ان يجري جردة حساب ويخبرنا ماذا حقق للبلد وما هي المشاريع الايجابية التي نفذها؟" 
وبين هذين الخصمين في "اللعبة" السياسية يأتي دور حاكم مصرف لبنان كعنوان تكميلي في معركة غير مكتملة العناصر، غامزًا من قناة التلاعب بسعر صرف الدولار، "إذ لا يوجد سوى تفسير وحيد لهذا التلاعب بالدولار وهو ان هناك من يواصل سرقة الشعب وانا لا أعلم كيف أن البعض مقتنع بأن السارق يمكن ان يكون منقذاً". 

أمّا الحليف الوحيد فهو "حزب الله" من خلال تفعيل إتفاق مار مخايل  وهو "مستمر ولا فراق بيننا وبين الحزب نعم، يحصل احيانا برود او جمود كما جرى أخيرا نتيجة تباينات في مقاربة بعض الملفات الداخلية، وأحياناً استغرب بعض خياراته في ما يتعلق بقضايا إصلاح الدولة ولكن المطلوب ان نعالج الالتباسات ونطور التفاهم، لا ان نلغيه"  وهكذا يمكن القول إن معركة الإنتخابات النيابية قد بدأت بعدما أعطى الرئيس عون إشارة الإنطلاق لفريقه السياسي ولحليفه، وبعدما حدّد معالمها ورسم إطارها العام، تاركًا التفاصيل لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، "الذي تحمّل ما لا يتحمله الا أصحاب الشخصيات الصلبة. 

اذا "تفركش" أحدهم على الدرج او وقع خلاف بين شخصين، تُلقى المسؤولية فوراً على جبران. لم يتركوا شعارا مسيئا له على المستويين الشخصي والسياسي الّا واستخدموه ضده الا انه بقي ثابتا على قناعاته ووفياً لها، وهذا هو المهم بمعزل عن الموقع الذي يمكن أن يشغله". 

وعليه، فإن الحملات الإعلامية المتبادلة ستكون عالية السقوف في المرحلة الآتية، إلى أن تفرز صناديق الإقتراع الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...