كلمة نارية للراعي خلال قداس مار مارون أمام مسامع عون وبري وميقاتي


 قالها سيّد بكركي يوم الاحد وبالفم الملآن « توقفوا «، موجّهاً كلمات عظته الى الجميع، بعد معلومات وصلته عن سيناريو يخطط لتأجيل الانتخابات النيابية واكثر من ذلك، فأطلق صرخته، اذ «من غير المقبول التلاعب بالموعد المحدّد لإجراء الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، وهي ضمانة للإنتخابات الرئاسية في تشرين المقبل»، معلناً رفضه كل محاولة لإرجاء الإنتخابات باختلاق أسباب غير دستورية أو سواها، مع دعوته الى إيقاف الضرب بمؤسسات معينة الواحدة تلو الأخرى، في إطار مخطط انقلابي يستهدف إسقاط الدستور والميثاقية والأعراف في مؤسسات الدولة».

كما تناول ملف القضاء، مشدّداً على إستقلاليته وهيبته وكرامته، لان بعض القضاة يخضعون للسلطة السياسية، وينفذون توجيهاتها من دون تقدير خطر هذه الممارسات على مصلحة لبنان العليا، داعياً المرجعيات القضائية العليا الى الخروج عن تردّدها ووضع حدّ للجزر القضائية، كما كرّر مطالبته بمحاكمة جميع الفاسدين الذين بدّدوا المال العام، وأوصلوا البلاد الى الإنهيار السياسي والإقتصادي والمالي.

هذه الدعوات يردّدها البطريرك الماروني في معظم عظاته، لكن ما من احد يسمع، ويكاد يكون الراعي الصوت الجامع لمعاناة اللبنانيين، الذين يتوحّدون في المآسي والمصاعب، من دون ان يلبيّ مطالبهم احد، لذا تبدو بكركي منذ سنوات الصوت الصارخ في البرّية، بعد ان بدت الساحة المسيحية مشرذمة ومنقسمة، على الرغم من محاولاته الحثيثة على جمعها ، من دون ان يتوفق بهذه المهمة الشاقة، لذا اضطر للتنقل من الدين الى السياسة، وفق مصدر ديني يرى أنّ خطوته هذه اتت بسبب تدهور الاوضاع في البلد على كل المستويات، في ظل غياب أي بارقة امل بانتشال لبنان من الغرق، لذا باتت عظاته تتخطى الدعوات والمطالب الى مناشدة المسؤولين، للاسراع على فكّ الحصار عن القرار الوطني الحر، مطالباً الدول الصديقة بنجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرّضَ للخطر، كذلك منظَّمة الأمم المتحدة للعمل على إعادةِ تثبيت استقلال البلد ووحدتِه، وتطبيق القرارات الدولية وإعلانِ حياده، الذي هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلةِ الحافلة بالتغيرات.

الى ذلك اشار المصدر الديني الى انّ مواقف الراعي تأتي دائماً من استشعاره الخوف على لبنان واللبنانييّن جميعاً، من دون أي تفرقة طائفية، وهو ينطلق من دور الصرح البطريركي بإنقاذ لبنان ومواصلته مناشدا كبار المسؤولين الدولييّن، مساعدة هذا الوطن الذي يتهاوى يوماً بعد يوم، لذا يدّق ناقوس الخطرعلى كل المستويات، ولا يتوقف عن ذلك إزاء ما يحصل في البلد، لاننا نمّر كشعب في مرحلة بالغة الخطورة، في ظل مخاوف كبرى والآتي اعظم، مشدداً على ضرورة ان تكون صرخة الراعي نداءَ لمواجهة كل ما يهدّد الكيان اللبناني، لافتاً الى كلمة نارية سيطلقها البطريرك الراعي غداً الاربعاء، خلال عظته في قداس عيد مار مارون في منطقة الجميزة، امام رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، اي ستحمل صدًى قوياً وستكون صريحة وطبيعية، ونابعة من قلب خائف على مصير وطن مشتت، وغير معروف ما ينتظره في ظل التغيرات المرتقبة في المنطقة، مع هواجس من إمكان تحضير تغيير للصيغة اللبنانية، مما يعطي الفوز للبعض على حساب الفئات الأخرى، فينتج من ذلك إلغاء تعددّية المجتمع اللبناني، وبالتالي صياغة نظام سياسي جديد، سيكون على حساب المسيحيين، فيما المطلوب الحفاظ على لبنان الجوهرة والرسالة، اذ لا يمكن التضحية بلبنان « لسواد عيون حدا «.

وفي سياق متصل، افيد بأنّ رسائل حوت المضمون المشابه لمواقف الراعي، وُجهّث قبل فترة الى الفاتيكان من شخصيات مسيحية، طالبت بتدّخل الحبر الاعظم للمساعدة في حل ازمات لبنان، لذا كانت زيارة وزير خارجية الفاتيكان قبل ايام قليلة، حيث نقل مخاوف قداسة البابا على لبنان، وحثّ المسؤولين على ضرورة التعاون والمصالحة من اجل إنقاذ بلدهم، والتعالي عن مصالحهم الخاصة امام مخاطر وطنهم مع وعود بالمساعدة. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...