لبنان الذي بحاجة للسيد المسيح


 حتماً صاح الأسقف البابوي "يا لهؤلاء المجانين ..." !

نسأل أحد المطارنة عن خلفيات زيارة بول ريتشارد غالاغير لنا في هذا الوقت بالذات، وما اذا كان هناك من دور للفاتيكان في ما يشاع عن مشاريع وعن سيناريوات تتعلق باحداث تغييرات جراحية في البنية الدستورية للجمهورية.قال "كنت آمل في أن تحد محادثاته من الهيستيريا السياسية، والهيستيريا الطائفية، الراهنة. 

لم يحدث شيء من ذلك"، ليضيف "ان فك اللغز المسيحي، ناهيك عن اللغز اللبناني، ليس بحاجة فقط الى زيارة من هذا الانكليزي المحنك، وصاحب الباع الطويل في مقاربة الأزمات، ولا الى زيارة البابا فرنسيس، بكل تقشفه ورهافته. لبنان قد يكون بحاجة الى زيارة من السيد المسيح، الا اذا فعلنا به ما فعله به يوضاس" .

سأل "اي دور؟ من روما الى بيروت كم عليه أن يقطع من الطرقات الوعرة، ومن حقول الألغام، ليصل الى هنا لاهثاً. قد يكتفي بالقول لا جدوى سوى بالصلاة" .

هذه المرة الغاية من الانتخابات ليست تفعيل الوجود داخل السلطة، بل رئاسة الجمهورية كمدخل الى حكومة انقلابية تنقل لبنان من محور الى محور. أي محور؟ لبنان ضائع في لعبة المحاور. هو بأمس الحاجة الى من يطفئون الحرائق لا الى من يضرمون الحرائق.

اذا كنتم قد تابعتم حديث عبدالله بو حبيب وهو يتلعثم على احدى القنوات. هذا ليس بالرجل الذي نعرفه، الواثق من رأيه. حين تسلم الورقة من الوزير أحمد ناصر المحمد الصباح انما تسلم كرة اللهب. ما قلناه، في البداية، وتبنى آخرون هذا القول. ان الورقة هي ورقة سعودية. وعلينا الاختيار بين الموت جوعاً أو الموت قتلاً.

لبنان في مأزق المنطقة في مأزق . وكنا نأمل من الأشقاء السعوديين أن يتعاملوا بالحد الأدنى من الواقعية مع الغرنيكا اللبنانية، لا أن ينهالوا على رؤوسنا بالعصا  لبنان منذ نشأته وحتى الآن حلبة للصراع. القادة عندنا، مثل غالبية القادة العرب، وكلاء للقوى الخارجية ولا ندري ما اذا كان حل الأزمة يبدأ من اليمن، أو من سوريا، أو حتى من ... أوكرانيا وزير الخارجية الكويتي كان يعلم أنه انما حمل الى لبنان شروطاً لا بنوداً، لكنه يراهن على أن يحصل أي شكل من أشكال التواصل بين بيروت والرياض لا نتصور أن هذا يمكن أن يحصل. ولنتعامل مع الورقة كما لو أنها لم تكن . كل أبواب وكل نوافذ (وكل آذان) قصر اليمامة مقفلة في وجهنا ربما بانتظار ما تأتي به مفاوضات فيينا، ومفاوضات بغداد. أي بغداد والاشتباك السياسي ينذر بالانفجار؟

الأميركيون يدركون مدى التعقيدات، والتقاطعات، في المشهد اللبناني أكثر من مشكلة تواجههم في المحيط لا امكانية لأي حل في الوقت الحاضر، ولا سبيل الا للمعاجات الجزئية (أو المرحلية) كما عملوا من أجل حل جزئي لمشكلة الكهرباء، يعملون الآن لابقاء لبنان في حالة الموت السريري كل الدول العربية اما محطمة، أو ضائعة، أو تابعة لبنان ضحية تلك الأوديسه الاغريقية ما يفعله ساستنا، بكل تلك الأصوات العالية، هواللعب في قعر الزجاجة، بالأحرى اللعب في قعر الطنجرة لا أحد ينتظر منهم شيئاً سوى ادارة الخراب، هم من احترفوا صناعة الخراب وادارة الخراب.

الموفدون يصلون كما الأشباح، ويعودون كما الأشباح لا شيء هناك سوى النصائح، وسوى التمنيات لبنان يحتاج الى رافعة تنتشله من القاع، قاع جهنم. بعض الساسة الذي يتقنون الشعوذة السياسية، والشعوذة الطائفية بكل فنونها، قترحوا على على غالاغير ارسال قوات فرنسية، أو أوروبية، لحماية الوجود المسيحي في لبنان.

فرنسا التي لم تستفق بعد من صدمة مالي، في الغرب الأفريقي، تعتبر أن أصحاب الاقتراح اما أنهم مصابون بالبارانويا، او أنهم من عشاق الدم كل الطوائف بحاجة الى من يحميها حين يكون لبنان على ظهر ثور هائج. المنطقة كلها، ودون استثاء، على ظهر ثور جائح.

لعل غالاغير سيقترح على الحبر العظم أن يبتهل، أثناء صلاته، للسيد المسيح، كي يزور لبنان من هنا يبدأ الحل المستحيل لأزمة (أو أزمات ) مستحيلة. أكثر من أن تكون مستحيلة بانتظار المعجزة ...

نبيه البرجي- الديار

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...