للاستحقاق الانتخابي في منطقة وادي خالد خصوصية تختلف عن بقية المناطق. هنا، يشكل رابط الدم أساس التنظيم السياسي، والأصل هو الحفاظ على الوحدة العشائرية وعدم تفككها.
قبل عام 1994، لم يكن الاستحقاق الانتخابي يعني شيئاً لأهل الوادي الذين لم يكونوا يحملون الجنسية اللبنانية قبل مرسوم التجنيس الشهير. دورة عام 2000، شكّلت نقلة نوعية لمشاركة وادي خالد في الحياة السياسية مع فوز نائبين من أبناء المنطقة (محمد يحيى وجمال إسماعيل)، لينضمّا إلى نادي «الوجهاء»، ويصبحا مرجعيتين لعشيرتي الوادي.
في انتخابات 2018، حمل النائب محمد سليمان الراية من خاله جمال إسماعيل بعد فوزه عن أحد المقاعد السنية على لائحة المستقبل، فيما حصد يحيى نحو 8400 صوت على لائحة التيار الوطني الحر.
لا تدور معركة الاستحقاق المقبل حول شعارات إنمائية خبر أهل الوادي جيداً أنها لم تتحقّق يوماً، ولا حول شعارات سياسية أدّت إلى كساد تجارتهم. «هي معركة نفوذ رجال الأعمال»، على حد قول أحد أبرز فاعليات المنطقة.
أبرز المرشحين النائب محمد سليمان الذي يعمل للترشح إلى جانب النائبين وليد البعريني وهادي حبيش ضمن اللائحة التي يعمل عدد من نواب المستقبل الحاليين على تشكيلها، والنائب السابق محمد يحيى (مدعوم من شقيقه رجل الأعمال مصطفى يحيى) الذي يؤكد لـ«الأخبار» أن «التحالفات لم تحسم بعد»، علماً بأنه أيضاً يعمل على التحالف مع البعريني وحبيش. وبحسب مصادر متابعة، فإنه في حال حلول يحيى محل سليمان على اللائحة، سيترشح النائب السابق جمال إسماعيل في لائحة قوى 8 آذار.
وبين المرشحين أيضاً الرئيس السابق لاتحاد بلديات وادي خالد أيمن اليوسف الذي يعتمد على عشيرة العتيق الأكبر في الوادي. ولا يخفي اليوسف أنه يعمل «بتوجيهات القيادة السورية، ولا علاقة تربطه على الإطلاق بتيار العزم» وأنه سيترشح «عندما أحصل على كلمة السر السورية». علماً بأنه أقام العام الماضي مهرجاناً ضخماً حضره نحو سبعة آلاف شخص احتفالاً بإعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد.
بعد تبدّل موازين القوى، ومع الانهيار المالي الذي أصاب لبنان، عادت سوريا لتكون الوجهة والهدف، وبات أبناء الوادي يسعون لكسب رضى الداخل السوري بغية التمكن من الدخول والخروج الى سوريا لتأمين احتياجاتهم والاستفادة من فارق الأسعار، «يومياً أتلقّى عشرات الاتصالات التي تطالبني بتأمين دواء للأهالي من سوريا، والمئات يلجأون الى سوريا للحصول على الخدمات وتحديداً الطبابة والاستشفاء»، يقول أحد وجهاء منطقة وادي خالد، ويضيف: «الناس بدها تعيش، والأزمة صعبة للغاية، ولا مصلحة لنا اليوم بمعاداة سوريا، وبما أن الاستفزازات الأمنية توقفت، فنحن متفائلون بإمكانية إعادة العلاقة الى سابق عهدها».