"ليبانون ديبايت"
تشهدُ الساحة اللبنانية تصعيدًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، إستكمالاً لمشهد الإنهيار والأزمات التي شهدنا فصولها تباعاً خلال العام المنصرم.
والسؤال الى أين تتّجه الأمور اليوم، وهل ما نشهده هو مقدمة لتفجّر الأوضاع الداخلية قبيل الإستحقاقات الإنتخابية؟
والسؤال الى أين تتّجه الأمور اليوم، وهل ما نشهده هو مقدمة لتفجّر الأوضاع الداخلية قبيل الإستحقاقات الإنتخابية؟
"كل المؤشرات تدل على أن الأمور على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي، وعلى مستوى الأزمة المعروفة في لبنان ذاهبة باتجاه المزيد من التدهور والتداعيات"، وفق ما أكّد الصحافي علي الأمين.
وقال الأمين في حديث لـ"ليبانون ديبايت": في ظل غياب أيّ محاولة جديّة للجم هذا الإنهيار الذي نعيشه اليوم، وواضح من الخطابات السياسية لمختلف أطراف المنظومة أنها لا تُبدي إهتماماً حقيقياً أو تبذل جهداً جديّاً من أجل التعامل مع الأزمة بما تفترضه من خطوات وإجراءات وسلوك سياسي، وبالتالي الأمور تنحو الى مزيد من التأزّم".
ورأى أن "الكل يُسلّم بطريقة أو بأخرى، وأطراف المنظومة بشكل خاص، أنها تريد حلاً من الخارج يُفرض عليها أو تطوّر خارجي ما يفرض حلولاً معيّنة على الداخل اللبناني، وإلاّ ما معنى هذا السلوك الذي نراه من قبل الأطراف السياسية الأقوياء منهم والضعفاء في هذه المنظومة، كلّهم يتعاملون بنفس الطريقة، إدارة الظهر".
وردًا على سؤال، أجاب الأمين: "أنا لا أرى أن هناك دفعاً بإتجاه تفجير الأوضاع الداخلية بما يعيدنا الى تجربة الحرب الأهلية أو ممكن أن تتكرّر الحرب، ولكن بالتأكيد هناك مظاهر إجتماعية لا بد أنها ستبرز أكثر فأكثر، وحالة الإحتقان ممكن أن تتفجّر على أشكال متعدّدة من مواجهات محليّة مناطقية، وليس باتجاه الحروب التي عرفناها. ويجب أن نشير الى أن كل الأطراف السياسية داخل المنظومة تحاول أن تحتل الساحة اللبنانية، بمعنى هي تختلف فيما بينها وتتّفق فيما بينها، ولكن الأساس هو أن تكون هي الحاكمة على الساحة الداخلية".
وتابع: "لذلك نبيه بري بحاجة لأن يبرز عصب "التيار الوطني الحر" بوجهه، وأيضاً "التيار الوطني" بحاجة أن يخوض معركة مع نبيه بري لشدّ العصب المسيحي، وهذا الأمر ينطبق على مختلف أطراف المنظومة لأن هذا "خُبث" القوى السياسية، فهي تدرك أن لا وسيلة أخرى لديها لتستعيد شيئاً من حضورها في ظل عجز أو عدم إهتمام بكل الأزمات، ومعالجة الأزمات الحقيقية، والأسهل أن تتّجه لاستثارة العصب، لكن الى أيّ مدى هذا الأمر مفيد لها؟... لا أعرف، إلاّ أن جزءاً كبيراً من اللبنانيين أصبح يدرك أنه حتى هذه الصراعات هدفها تقوية أصحابها أكثر من معالجة أزمات البلد".
ولم يستبعد الأمين أنْ "يكون هناك الكثير من الأطراف السياسية الداخلية التي لا تريد حصول الإنتخابات، ولكن في الوقت عينه بطواعيتها للخارج، هي تدرك أنه حتى الآن هناك قراراً خارجياً بوجوب حصولها وبأن ربط أمور كثيرة في معالجة الأزمة اللبنانية مرتبط بالإنتخابات وما ستنتجه، لأن الغرب بوجه عام يراهن على أن هذه الانتخابات ستُحدث تغييراً، أكيد ليس للمنظومة والسلطة ولكن على الأقل أن يكون هناك دم جديد في المجلس النيابي المقبل يمكن أن ينعكس على تشكيل الحكومات ولاحقاً على انتخاب رئيس الجمهورية، وهوية الرئيس".
ومضى قائلًا: "هذه ركائز أساسية في السياسات الخارجية تجاه لبنان، بهذا المعنى هناك ضغط خارجي لحصول الإنتخابات ومن يرى من الأطراف الداخلية أن قوتّه ستضعف بالانتخابات المقبلة لا مصلحة له بإجرائها في هذا الظرف ويفضّل تأجيلها، وبتقديري إن "حزب الله" يحضّر نفسه للإنتخابات ولكن أيضا الحزب لديه قلق نسبي منها لأنه لا يعتمد أكثرية وأقليّة، إلاّ أن هناك خطراً على الأقل أن يبرز عدد من النواب، ليس بالضرورة أن يكونوا ضمن كتلة واحدة، ويشكّلون كتلة غير خاضعة لسيطرته. علماً أن الحزب آخر من يهتم بأكثرية وأقلية ويكفيه السيطرة على الوضع الشيعي نيابياً (هو مسيطر حالياً وسيسيطر لاحقاً عبر الانتخابات) وأن لديه قوّته المسلّحة التي يعتبرها الأساس لتطويع أو إختراق أي أكثرية مقابلة بأشكال مختلفة، وبالنهاية لديه قلق حتّى من التطوّرات الإقليمية التي قد لا تناسبه في المرحلة المقبلة (أو قد تناسبه)، خاصةً بعد مفاوضات فيينا وما سيليها في حال حصل إتّفاق".
أما بالنسبة لـ "التيار الوطني"، فإعتبر الأمين أن "التيار كباقي القوى له مصلحة بشدّ العصب المسيحي، والتركيز على نبيه بري في محاولة للتعويض عن عدم قدرته على مواجهة "حزب الله" أو بمعنى آخر هو يدرك أن هناك مناخاً في الشارع المسيحي مستاء من الحزب، والاختلاف والتباين مع "حزب الله" أو أن رأي عام لبناني خارج الدائرة الشيعية ضدّ الحزب يتشكّل والتيار يحاول التعويض من خلال التركيز على بري، وهذا الأمر يفيد "حزب الله" بشكلٍ ما، وبالوقت عينه يحاول باسيل خلق خصومة قريبة من الحزب طالما أنه عاجز عن إفتعال الخصومة معه".
ومضى قائلًا: "مع أن باسيل يؤكد على التحالف مع الحزب وليس بموقع يمكّنه من مخاصمته، وكل نشأته في حضن الحزب ولا يمكنه الخروج عن هذا الموضوع، وربما يعتقد أنه باللعب على جانب العلاقة مع سوريا والخصومة مع بري قد تساعده قليلاً في الشارع المسيحي قد تخلق له حيّزا ينطلق به للإنتخابات النيابية المقبلة".
وعن قراءته للتصعيد الحاصل بين السعودية و"حزب الله" وما قد ينجم عنه، قال الأمين: "حزب الله يدرك أن المملكة إتخذت القرار بمواجهته، وقد إنتقلت إلى مرحلة جديدة عبّر عنها المسار الذي شهدناه خلال زيارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدول الخليج، وبيان مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أشار بشكلٍ واضح الى أن لبنان يجب أن يتخلّص من هيمنة "حزب الله"".
ورأى الأمين أنّ "هناك إصراراً سعودياً على مواجهة الحزب، وأخذ الأمور بإتجاه أن يسقط لبنان ليسقط الحزب فليسقط لبنان، بالتالي هناك هذه الوجهة و"حزب الله" أدرك أن الأمور وصلت الى مرحلة لا تراجع فيها، لذا من الطبيعي ضمن حسابات الحزب ومنطقه وطريقة المواجهة التي يخوضها (وهذا أمر نختلف معه فيه) نفهم أنه مستمر في المواجهة والتصعيد متوقّع. كما أن الحزب قلِق من حصول تسويات ما تؤثّر عليه (سعودية – إيرانية) أو(أميركية - إيرانية)، لذلك نرى هذه المزايدة في موضوع قاسم سليماني، نرى الأدوات تحتفي به، وقد تم الاحتفاء به في سوريا والعراق ولبنان واليمن أكثر ما احتفى الإيرانيين بالذكرى السنوية لاغتياله".
وذكّر بأنه "حتى الآن مقتل شخصية كـ سليماني لم يحصل ردّ عليها، وهم يحاولون تعويض عدم الردّ بالكثير من الكلام، هناك جانب إستعراضي يعكس عدم القدرة على الرد إزاء الأسئلة المطروحة اليوم لبنانياً تجاه الحزب بشكل مباشر، فنصرالله عاجز عن الردّ إلاّ بأن أميركا الشيطان الأكبر والسعودية تتآمر علينا، هذا الكلام معروف لكن ما هي الإجابة عليه؟.. لا إجابة سوى المزيد من التصعيد الكلامي".
وقال الأمين في حديث لـ"ليبانون ديبايت": في ظل غياب أيّ محاولة جديّة للجم هذا الإنهيار الذي نعيشه اليوم، وواضح من الخطابات السياسية لمختلف أطراف المنظومة أنها لا تُبدي إهتماماً حقيقياً أو تبذل جهداً جديّاً من أجل التعامل مع الأزمة بما تفترضه من خطوات وإجراءات وسلوك سياسي، وبالتالي الأمور تنحو الى مزيد من التأزّم".
ورأى أن "الكل يُسلّم بطريقة أو بأخرى، وأطراف المنظومة بشكل خاص، أنها تريد حلاً من الخارج يُفرض عليها أو تطوّر خارجي ما يفرض حلولاً معيّنة على الداخل اللبناني، وإلاّ ما معنى هذا السلوك الذي نراه من قبل الأطراف السياسية الأقوياء منهم والضعفاء في هذه المنظومة، كلّهم يتعاملون بنفس الطريقة، إدارة الظهر".
وردًا على سؤال، أجاب الأمين: "أنا لا أرى أن هناك دفعاً بإتجاه تفجير الأوضاع الداخلية بما يعيدنا الى تجربة الحرب الأهلية أو ممكن أن تتكرّر الحرب، ولكن بالتأكيد هناك مظاهر إجتماعية لا بد أنها ستبرز أكثر فأكثر، وحالة الإحتقان ممكن أن تتفجّر على أشكال متعدّدة من مواجهات محليّة مناطقية، وليس باتجاه الحروب التي عرفناها. ويجب أن نشير الى أن كل الأطراف السياسية داخل المنظومة تحاول أن تحتل الساحة اللبنانية، بمعنى هي تختلف فيما بينها وتتّفق فيما بينها، ولكن الأساس هو أن تكون هي الحاكمة على الساحة الداخلية".
وتابع: "لذلك نبيه بري بحاجة لأن يبرز عصب "التيار الوطني الحر" بوجهه، وأيضاً "التيار الوطني" بحاجة أن يخوض معركة مع نبيه بري لشدّ العصب المسيحي، وهذا الأمر ينطبق على مختلف أطراف المنظومة لأن هذا "خُبث" القوى السياسية، فهي تدرك أن لا وسيلة أخرى لديها لتستعيد شيئاً من حضورها في ظل عجز أو عدم إهتمام بكل الأزمات، ومعالجة الأزمات الحقيقية، والأسهل أن تتّجه لاستثارة العصب، لكن الى أيّ مدى هذا الأمر مفيد لها؟... لا أعرف، إلاّ أن جزءاً كبيراً من اللبنانيين أصبح يدرك أنه حتى هذه الصراعات هدفها تقوية أصحابها أكثر من معالجة أزمات البلد".
ولم يستبعد الأمين أنْ "يكون هناك الكثير من الأطراف السياسية الداخلية التي لا تريد حصول الإنتخابات، ولكن في الوقت عينه بطواعيتها للخارج، هي تدرك أنه حتى الآن هناك قراراً خارجياً بوجوب حصولها وبأن ربط أمور كثيرة في معالجة الأزمة اللبنانية مرتبط بالإنتخابات وما ستنتجه، لأن الغرب بوجه عام يراهن على أن هذه الانتخابات ستُحدث تغييراً، أكيد ليس للمنظومة والسلطة ولكن على الأقل أن يكون هناك دم جديد في المجلس النيابي المقبل يمكن أن ينعكس على تشكيل الحكومات ولاحقاً على انتخاب رئيس الجمهورية، وهوية الرئيس".
ومضى قائلًا: "هذه ركائز أساسية في السياسات الخارجية تجاه لبنان، بهذا المعنى هناك ضغط خارجي لحصول الإنتخابات ومن يرى من الأطراف الداخلية أن قوتّه ستضعف بالانتخابات المقبلة لا مصلحة له بإجرائها في هذا الظرف ويفضّل تأجيلها، وبتقديري إن "حزب الله" يحضّر نفسه للإنتخابات ولكن أيضا الحزب لديه قلق نسبي منها لأنه لا يعتمد أكثرية وأقليّة، إلاّ أن هناك خطراً على الأقل أن يبرز عدد من النواب، ليس بالضرورة أن يكونوا ضمن كتلة واحدة، ويشكّلون كتلة غير خاضعة لسيطرته. علماً أن الحزب آخر من يهتم بأكثرية وأقلية ويكفيه السيطرة على الوضع الشيعي نيابياً (هو مسيطر حالياً وسيسيطر لاحقاً عبر الانتخابات) وأن لديه قوّته المسلّحة التي يعتبرها الأساس لتطويع أو إختراق أي أكثرية مقابلة بأشكال مختلفة، وبالنهاية لديه قلق حتّى من التطوّرات الإقليمية التي قد لا تناسبه في المرحلة المقبلة (أو قد تناسبه)، خاصةً بعد مفاوضات فيينا وما سيليها في حال حصل إتّفاق".
أما بالنسبة لـ "التيار الوطني"، فإعتبر الأمين أن "التيار كباقي القوى له مصلحة بشدّ العصب المسيحي، والتركيز على نبيه بري في محاولة للتعويض عن عدم قدرته على مواجهة "حزب الله" أو بمعنى آخر هو يدرك أن هناك مناخاً في الشارع المسيحي مستاء من الحزب، والاختلاف والتباين مع "حزب الله" أو أن رأي عام لبناني خارج الدائرة الشيعية ضدّ الحزب يتشكّل والتيار يحاول التعويض من خلال التركيز على بري، وهذا الأمر يفيد "حزب الله" بشكلٍ ما، وبالوقت عينه يحاول باسيل خلق خصومة قريبة من الحزب طالما أنه عاجز عن إفتعال الخصومة معه".
ومضى قائلًا: "مع أن باسيل يؤكد على التحالف مع الحزب وليس بموقع يمكّنه من مخاصمته، وكل نشأته في حضن الحزب ولا يمكنه الخروج عن هذا الموضوع، وربما يعتقد أنه باللعب على جانب العلاقة مع سوريا والخصومة مع بري قد تساعده قليلاً في الشارع المسيحي قد تخلق له حيّزا ينطلق به للإنتخابات النيابية المقبلة".
وعن قراءته للتصعيد الحاصل بين السعودية و"حزب الله" وما قد ينجم عنه، قال الأمين: "حزب الله يدرك أن المملكة إتخذت القرار بمواجهته، وقد إنتقلت إلى مرحلة جديدة عبّر عنها المسار الذي شهدناه خلال زيارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدول الخليج، وبيان مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أشار بشكلٍ واضح الى أن لبنان يجب أن يتخلّص من هيمنة "حزب الله"".
ورأى الأمين أنّ "هناك إصراراً سعودياً على مواجهة الحزب، وأخذ الأمور بإتجاه أن يسقط لبنان ليسقط الحزب فليسقط لبنان، بالتالي هناك هذه الوجهة و"حزب الله" أدرك أن الأمور وصلت الى مرحلة لا تراجع فيها، لذا من الطبيعي ضمن حسابات الحزب ومنطقه وطريقة المواجهة التي يخوضها (وهذا أمر نختلف معه فيه) نفهم أنه مستمر في المواجهة والتصعيد متوقّع. كما أن الحزب قلِق من حصول تسويات ما تؤثّر عليه (سعودية – إيرانية) أو(أميركية - إيرانية)، لذلك نرى هذه المزايدة في موضوع قاسم سليماني، نرى الأدوات تحتفي به، وقد تم الاحتفاء به في سوريا والعراق ولبنان واليمن أكثر ما احتفى الإيرانيين بالذكرى السنوية لاغتياله".
وذكّر بأنه "حتى الآن مقتل شخصية كـ سليماني لم يحصل ردّ عليها، وهم يحاولون تعويض عدم الردّ بالكثير من الكلام، هناك جانب إستعراضي يعكس عدم القدرة على الرد إزاء الأسئلة المطروحة اليوم لبنانياً تجاه الحزب بشكل مباشر، فنصرالله عاجز عن الردّ إلاّ بأن أميركا الشيطان الأكبر والسعودية تتآمر علينا، هذا الكلام معروف لكن ما هي الإجابة عليه؟.. لا إجابة سوى المزيد من التصعيد الكلامي".
التصنيفات :
سياسة