لا غاز دون "اسرائيل"...


 نفط . كيف يمكن للخليجيين أن يزحفوا للعمل في بلادنا ؟ السعودية مثالاً  السوريون واللبنانيون، ومن كل الفئات عملوا هناك، من رتبة مستشار في البلاط الى رتبة عامل باطون. ماذا يمكن للسعوديين أن يعملوا؟ تتويج ملك سعودي على الجمهورية اللبنانية...

الطريق شاق، ومُعقد، الى تلك اللحظة. فريديريك هوف كاد يقول لا غاز للبنان من دون «اسرائيل». نظريته أن التداخل الجيولوجي بين لبنان و»اسرائيل» في الثروة الغازية يستتبع تلقائياً، ومنطقياً، التداخل الاستراتيجي.

آموس هولشتاين الذي، مثل الديبلوماسي الأميركي الآخر اليوت ابرامز، خدم في «الجيش الاسرائيلي»، في الطريق الينا. سبقه كلام لمعلقين أميركيين معروفيين بعلاقتهم الوثيقة مع الليكود، والمشتقات اليمينية الأخرى. هؤلاء أشاروا الى حساسية التعاون، في مجال الغاز بين «اسرائيل» والدول المتاخمة ، تحديداً مصر التي عقدت اتفاقاً بقيمة 15 مليار دولار لتسويق «الغاز الاسرائيلي». كذلك الأردن، وحيث الحكومة أصمّت أذنيها عن الاعتراضات الشعبية حول تشغيل أنبوب الغاز من حقل ليفياثان الى داخل المملكة.

هذه هي النظرة الأميركية، والأوروبية، للمسألة، وبعيداً عن الاشكاليات التي تتعلق بترسيم الحدود البحرية: منطق الأشياء أن يتشكل ذلك الثلاثي، لأن بقاء اللبنانيين والسوريين عند مواقفهم يعني أنهم، حتى ولو استخرجوا الغاز، لن يستطيعوا تسسويقه، وايصاله، دون التغطبة الأميركية، ودون وجود شكل ما من التنسيق مع «اسرائيل».

لا مجال للمقارنة بين «التأثير الاسرائيلي» والتأثير اللبناني في أسواق العالم. هذا لا ينفي كون «الاسرائيليين» بحاجة الى ديناميكية دولية، والى ممول، لتنفيذ أي مشروع لمد شبكة أنابيب في اتجاه أوروبا أو في اتجاه أفريقيا. وحين فكرت حكومة بنيامين نتنياهو في الاتصال بالصينيين، جاء التعقيب الأميركي صاعقاً و... صادماً!اللحظة الدراماتيكية، في هذا السياق، أن رجب طيب اروغان كشف عن اتصالات مع «اسرائيل» حول مد شبكة أنابيب من شرق المتوسط الى أوروبا عبر تركيا، ليقول أن ادارة جو بايدن انسحبت من المشروع لكلفته الباهظة، أيضاً للقضاء على أي فكرة لاحياء السلطنة العثمانية.

هو خليفة المسلمين الذي يراهن على زيارة وشيكة لرئيس الدولة في «اسرائيل» اسحق هرتسوغ لأنقرة، وحيث سيدعو الى قيام اللوبي اليهودي بالضغط على البيت الأبيض للعودة عن قرار الانسحاب.

خليفة المسلمين أم حصان طروادة (حصان اورشليم) ؟ أثتاء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام بين العرب و»الاسرائيليين» (خريف 1991 )، التقيت بكولونيل اسباني من عهد الجنرال فرانكو، أخبرني أنه يتحدر من أصل عربي، اسم عائلته «ميدين»أي «محيي الدين». قال لولا الملكة ايزابيلا التي قوّضت الحكم العربي في الأندلس، لبويع يهودي خليفة على المسلمين!!

كيف؟ اليهود اخترقوا البلاط بالشقراوات الفاتنات وبخوابي النبيذ. حتى أن موسى بن ميمون كان يزمع، بطريقة أو بأخرى، تهويد الدين الاسلامي ماذا يفعل اردوغان حين يسعى مع نفتالي بينيت لكوندومينيوم الغاز في المتوسط؟لطالما أفضنا في الحديث عن ديبلوماسية الثعبان، أو عن استراتيجية الثعبان، التي ينتهجها الرئيس التركي  ذروة الزبائنية، وذروة المكيافيلية، تزامناً مع ذروة النرجسية ببعديها التاريخي والايديولوجي.

هذا لا بد أن يستدعي سؤالنا الى متى يراقص فلاديمير بوتين رجب طيب اردوغان، وهو على المكشوف، يسعى لطعن موسكو في الظهر بمد أنبوب للغاز يحل محل الأنابيب الروسية البالغة الأهمية لاستراتيجية الكرملين؟

البداية يقتضي أن تكون من سوريا . أيها القيصر لماذا لا تقتلعه من هناك، وهو الذي يلعب ضدك في آسيا الوسطى وفي القوقاز ؟ أما من حدود لصبر الدببة القطبية؟؟

نبيه البرجي - الديار

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...