واشنطن تنتظر "موقفاً" من "حزب الله"


 مرّةٌ جديدةٌ، أجّل الوسيط الدولي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع "إسرائيل" آموس هوكشتين، زيارته إلى بيروت. الترتيبُ الجديد أُفرغ عن عدة أسئلة، سيّما وأن هوكشتين نفسه يُعطي صفة "الهامّ جداً" لقضية حضوره ضمن هذا الملف.

في معلومات "ليبانون ديبايت"، أن هوكشتين أفاد قبل أيام وزارة الخارجية اللبنانية عبر السفارة الأميركية في بيروت، بموضوع تأجيل زيارته من دون تحديد موعدٍ جديد جاء ذلك غداة تأجيلٍ أول فرضته الإجراءات التي تعتمدها الخارجية الأميركية، في ما له صلة بحركة دبلوماسييها بسبب معاودة تفشّي وباء "كوفيد" وفي المرة الأولى، كان يُتوقع أن يأتي آموس هوكشتين بيروت بين يومي 16 و 17 من الجاري حاملاً معه جواباً واقتراحاً (وفق المعلومات الرسمية المتداولة) على ما تمّ طرحه سابقاً حول موضوع "الحلّ البحري" في تل أبيب. 

وفي المرة الثانية، كان قد وعد بحصول الزيارة خلال النصف الأخير من الشهر الجاري، وقد رتّب الساسة أوراقهم على أساس أن الوسيط الأميركي قادمٌ بين 25 و 30 من الحالي، إلاّ أنه تكرّر طلب التعديل لاحقاً وفق نفس الآلية، إذ أبلغت السفارة الأميركية "قصر بسترس" باعتذار هوكشتين ، لكن هذه المرّة مع تحديد موعدٍ لـ"التداول" في تحديد تاريخٍ بديل للزيارة.

مصدرٌ معني أبدى لـ"ليبانون ديبايت" اعتقاده بـ"تسفير" الزيارة إلى مطلع الربيع المقبل، تبعاً لعدة نقاط "يطلبها هوكشتين ولم تتحقّق بعد". وفي المعلومات المتداولة، أن تأجيل الزيارة، يتعلّق بجانبٍ سياسيٍّ مهمّ، يتّصل بعدم إنجاز الجانب اللبناني لـ"رؤيةٍ موحّدة" حيال الموقف من ملف الترسيم فصحيحٌ أن رئيس الحكومة ووزير خارجيته التزما علناً الخطّ 23 كمنطلقٍ للتفاوض، لكن ذلك لم يحظَ بإجماع تيارات سياسية أساسية ومنها "حزب الله"، إذ يعتبر الجانب الأميركي أن أي "رؤية" لا تحظى بموافقة "الحزب" مصيرها الفشل، لذلك، حاول الأميركيون قبل فترة "إستطلاع" موقف الضاحية الجنوبية حيال هذا الملف من قبل "أصدقاء"، دون أن يتمكنوا من نيل أجوبة شافية.

وكان رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين خلال لقاءٍ إعلامي، قد ذكر قبل أيام معلومة تتصل برسالة أميركية وردت إلى حزب الله، كمحاولة من الجانب الأميركي للتواصل، تجاهلها الحزب.

قضيةٌ أخرى لها صلة بموقف الحزب ففي اللقاء نفسه، قال صفي الدين، أن "الإجماع الذي تحقّق على مستوى الدولة في شأن مزارع شبعا ليس قائماً حول الخطّ 29"، مجدداً التزام الحزب "الموقف القائم على حماية الحدود البحرية التي تقرّها الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها" ملمّحاً إلى أن "الحزب لا ينحاز لأيٍ من المقاربات الخاصة بالترسيم"، لكنه عاد وقال مستطرداً: "ذلك لا يعني أن المقاومة ستتهاون، بل ستتعامل مع ملف ترسيم الحدود البحرية كما تعاملت مع ملف سوريا، في التوقيت المناسب".

عبارة "التوقيت المناسب" الواردة على لسان واحد من أرفع قيادي الحزب، إلى جانب عدم أخذ الحزب بما أسماه "المقاربات الخاصة"، ولو أنه ألمح إلى أن الإتفاق على الخطّ 29 غير قائم، بما صبّ في عكس مصلحة قيادة الجيش، كونها المبادرة إلى طرح هذا الخطّ وفق اعتمادها على أسسٍ واضحة، أعاد إظهار أن مسألة الموافقة على الخطّ، تحتاج إلى "تفاهمٍ داخلي" ليصبح قائماً ، بمعزلٍ عن أحقّية القانونية وهو ما ليس متوفّراً الآن، تدفع الجانب الأميركي إلى مزيدٍ من التدقيق في موقف الحزب وبالتالي يحسبه، طالما أنه يعمل على محاولة إنهاء النزاع الحدودي بأقلّ خسائر ممكنة وعدم تحويل سواء منطقة الـ23 أو الـ29 "بؤرةً جديدةً للتوتر،" ستنغّض على العدو الإسرائيلي مشاريعه، كذلك ستحدّ من دخول الشركات مناقصات التنقيب وستضع مستقبل التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط في آتونٍ مجهول، كذلك ستؤدي بخطط الطاقة التي يحملها هوكشتين ويسوّق لها في المنطقة منذ أعوام، سيّما تلك التي كان قد بدأ بها من مصر قبل مدة طويلة، والقائمة على استفادةٍ مشتركة من حقول الغاز على أن يتمّ "تسييلها" في منتدى "تنسيق وبيع" وحيدٍ للطاقة في منطقة لا تُحسد عليها.

بموازاة ذلك ثمّة مسألة مهمة تجدر الإشارة إليها. فبحسب مصادر متابعة، قد يكون تأجيل هوكشتين لزيارته، مرتبطاً بالرهان على توفّر أجواء إقليمية مؤاتية، لها صلة بإمكانية تحقيق اختراقات على مستوى مباحثات "فيينا" وتحسب المصادر أن هوكشتين، قد يكون يراهن على "حصول اتفاق" ضمن المرحلة الفاصلة عن الربيع المقبل تساعده في طرح أوراقه محلياً.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...