يلفّ الغموض مسار الحياة السياسية في لبنان فخيوط الحل لمواجهة الازمة او الخروج منها لم تتكشف حتى الساعة، في ظل مناورات واستنكافات سياسية وسقوط مدوٍ وانهيار للمؤسسات، ووقوع اللبناني رهينة التكهنات حيث لا اجابات شافية حول المسار التي ستتخذه خطة التعافي الاقتصادي ونتائج نقاشات الموازنة المتأخرة، التي ستنظر في جملة ملفات تتعلق بإعادة هندسة مالية الدولة المتخبطة في القرارات العشوائية التي تراعي حسابات الكبار دونما الخروج بحلول بنّاءة وجذرية.
وفي مقابل ما عُرف بالمبادرة الخليجية - العربية - الدولية، يبرز حدث عودة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الى سوريا والعراق، ورأت المصادر عينها انه لا يمكن للبنان ان يكون خارج المشهد الاقليمي، وفي ذلك رسالة أمنية خطيرة على المستوى الداخلي، ولأن الساحة اللبنانية مفتوحة ومشرّعة الأبواب فهي عرضة للاهتزازات والفوضى، بما يفوق قدرة لبنان على تحمل تبعاتها في هذه المرحلة الدقيقة".
واعتبرت ان "اعادة تجنيد شبان من طرابلس مؤخراً، كانت لها دلالات وايحاءات تشي بمحاولات، وان كانت خجولة، لجر لبنان الى نزاعات المنطقة وزجّه مباشرة في آتونها، بل ربما تكون بديلاً عن المبادرات الدولية لإنقاذ الوضع في لبنان".
وحذّرت المصادر من أن "انسحاب السنية المعتدلة في لبنان سيدفع جهات متطرفة الى استغلال الساحة السنية لملء الفراغ، وأيضاً فيما لو تفاعلت حسابات داخلية وخارجية لصالح تطيير الانتخابات في أيار المقبل فلن يكون أجدى من "داعش" لتفجير الوضع" وبما ان المنطقة تقف حالياً على اعتاب عودة ظاهرة "داعش"، دعت المصادر الجهات الأمنية وصناع القرار في لبنان الى تجنيبه خطر الانزلاق إلى الهاوية، وختمت: "بطبيعة الحال فإن تفادي امتداد "داعش" لا يقتصر على مراقبة وضبط الحدود، بل يعني استنفاراً أمنياً من نوع خاص، يستوجب أن تبقي العيون مفتوحة لمواجهة أي اختراق قد يحدثه على جميع المستويات".