ماذا يحقق التحالف بين المستقبل والقوات؟

 

بعيدا عن موقف خصوم القوات اللبنانية او مؤيديها والتي تتناقض بشكل كبير وتتفاوت فيها التوقعات بشأن نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة ، يبدو ان بعض الدراسات والاستطلاعات التي قامت بها جهات متخصصة وحيادية توحي بأن "القوات" تعاني من ازمة تحالفات ستؤثر على واقعها النيابي بالرغم من تقدمها الشعبي. تتقاطع استطلاعات الرأي هذه على فكرة ان القوات التي تحسن وضعها الشعبي بعد الحراك، وبسبب ابتعادها عن حلفائها السابقين، قد تخسر نحو ثلاثة نواب، الاول في عكار والثاني في بعلبك الهرمل والثالث في زحلة، الامر الذي سيشكل لها ازمة جدية في ظل الاستحقاقات الدستورية المقبلة.


القاسم المشترك في كل الدوائر التي قد تخسر القوات فيها عددا من النواب هو ابتعادها عن تيار المستقبل، ان كان في عكار او في زحلة وحتى في بعلبك الهرمل ، الامر الذي يطرح السؤال حول امكانية تصحيح العلاقة بينهما لتجنب الخسارة التي قد تكون مشتركة.في الدوائر الثلاثة المذكورة، لا يبدو ان تيار المستقبل مستفيد انتخابيا من تحالفه مع القوات اللبنانية، الا ان التحالف معها في بعلبك الهرمل سيعطيه فرصة الحفاظ على النائب السني الذي فاز به في الدائرة في الانتخابات السابقة.

هكذا تظهر القوات بوصفها المستفيد الاكبر من تصحيح العلاقة مع التيار الازرق، لكن الائتلاف الاكبر، اي تحالف الرابع عشر من اذار، سيحدّ من خسائره في هذه الإنتخابات المصيرية في حال خاضها ضمن لوائخ موحدة في ظل الخوف من تقدم المجتمع المدني في اكثر من منطقة.

من هنا تأتي مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، الذي يعمل بشكل جدي على تقريب وجهات النظر بين القوات والمستقبل انطلاقا من رغبته في تشكيل لائحة مشتركة بينه وبين الحزبين في الشوف وعاليه. 

نجاح الاشتراكي في هذه المهمة يحقق عدة اهداف منها تعزيز وضعية قوى الرابع عشر من اذار في ظل الحديث عن ضرورة توحيدها بعد الانتخابات ، اضافة الى تحسين وضع القوات اللبنانية الانتخابي، واخيرا تمتين لائحة الاشتراكي في دائرة الشوف وعاليه، ولعل مثل هذا التحالف سيكون له تبعات ايجابية ايضا في دوائر البقاع الغربي وبعبدا.. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...