استقالة قرداحي لم تجدِ نفعا.. ميقاتي "مُصمّم" على "تفعيل" الحكومة

 

كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو": 

ظاهريا، ما فعله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في جدّة هو إنجاز بحدّ ذاته للفرنسيين، بعدما فشلوا بتنفيذ مباردتهم الإنقاذية على صعيد الداخل اللبناني، كونه ترجم مسعاه بأبعد من كسر الجليد بين لبنان والسعودية. 

 كما أن الإتصال الذي حصل بين ولي العهد ورئيس الحكومة، هو أول تواصل بين السعودية وميقاتي، وهو ما أحدث صدمة إيجابيّة في صفوف اللبنانيين. 

ولكن، هل يمكن لهذه التطورات أن تحدث خرق ايجابيّ في جدار العرقلة السياسية المتأزمة في لبنان؟ 

في هذا الإطار، تلفت مصادر نيابية إلى أن " ما حدث هو خرق في غاية الأهمية، ولا بد من تلقّفه بشكل جيّد للتمكن من إعادة إحياء العلاقات اللبنانية – السعودية". 

وفي حديث لـ"ليبانون نيو"، تشير المصادر إلى ان "استقالة الوزير جورج قرداحي، أتت لتخدم الرئيس ماكرون، في مسعاه لكسر الجليد بين بيروت والرياض، ولكن، لا بد من الإشارة إلى أن الازمة الحقيقية في العلاقات اللبنانية السعودية ليست قرداحية، بل الخطر الأمني والقومي الذي يُسببه حزب الله للدول الخليجية، وتحديدا السعودية". 

وصحيح أن الحكومة الجديدة تحرّرت من عبء قرداحي، إلا أن عودة عملها بقيَ عالقا في الأزمة الثانية المتعلّقة بمعادلة الثنائي الشيعي القاضية بإقالة القاضي طارق البيطار، وفق المصادر، وهي الازمة الأساسية التي تسبّبت بعدم إنعقاد مجلس الوزراء. 

وتتابع: غدا، سيتم البحث في مجلس النواب، عن صيغة قانونية لكفّ يد البيطار عن ملاحقة الوزراء والرؤساء، ونقل ملفهم إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء الوزراء. وهو ما يهدد التحقيقات في ملف المرفأ ويضع في وضع حرج من جهة، ويكشف عن مسار الاحداث المرتقبة للمرحلة المقبلة وما إن كانت الحكومة ستعود للعمل من عدمه، من جهة أخرى.

وترى أنه " علينا انتظار ما ستؤول اليه جلسة البرلمان يوم غد، لنعرف ما إن كانت الأمور ستتحلحل وتسمح بالعودة إلى مجلس الوزراء، من عدمه". 

وتختم: إذ، المسألة ليست باستقالة قرداحي، بل بوجود جهة سياسية عسكرية تعمل على رهن لبنان لمشاريعها الاستراتيجية ولكن، بأي حال الرئيس ميقاتي لن يقبل بإبقاء حكومته خارج الخدمة، وهو يعمل على إيجاد نقطة وسطية ترضي جميع الأطراف، منعا لارتفاع منسوب التوتر بين الأفرقاء في الداخل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...